نبض أرقام
12:33 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

لكل من يبحث عن أفضل الأسهم في السوق .. كيف تجد ضالتك؟

2021/05/21 أرقام - خاص

في السنوات الأخيرة بدأت شعبية سوق الأسهم كخيار استثماري تزداد بين كثير من الراغبين في تنمية رؤوس أموالهم، ولكن أكثر من يدخل سوق الأسهم لأول مرة دائمًا ما يقف مبهوتًا أمام هذا القدر من التعقيد والتنوع ليشعر بأن خبراته في الحياة مع عظمتها لن تساعده كثيرًا في اختيار الأفضل من بين الأسهم المدرجة في السوق.



قديمًا قالوا: "الغريب أعمى ولو كان بصيرًا" وهو مثل يضرب في وجوب رعاية غريب الوطن وإسداء ما يمكن من المعونة والنصح إليه. وهذا بالضبط  ما تناقشه السطور التالية والتي تحاول خلالها إرشاد المهتمين بسوق الأسهم إلى المنهجية التي يمكنهم من خلالها وضع أيديهم على أفضل الفرص المتاحة في السوق.


طريقتنان في التحليل


أولًا وقبل أي شيء يجب أن تعرف أن المستثمرين المحترفين يبدأون بحثهم عن الصيد الثمين في السوق بطريقة من اثنين، إما من أعلى إلى أسفل (Top-down) وإما من أسفل إلى أعلى (Bottom-up). إذا نظرنا إلى الطريقة الأولى سنجد أن المستثمر يركز في البداية على حالة السوق بشكل عام ثم يضيق نطاق بحثه على القطاعات والصناعات التي يعتقد أنها واعدة قبل أن يحاول في النهاية تحديد أفضل الأسهم داخل تلك القطاعات.


أما في التحليل الذي يبدأ من أسفل إلى أعلى، فيقوم المستثمر خلاله بفحص وتقييم عشرات من الأسهم الفردية في وقت واحد، قبل أن يتعمق في دراسة ما يلفت انتباهه منها ليلقي لاحقًا نظرة فاحصة على القطاع أو الصناعة التي تعمل بها الشركة المصدرة للسهم ومن ثم النظر في اعتبارات أخرى لها علاقة بالاقتصاد الكلي.



أكثر المشاركين في سوق الأسهم يفضلون الطريقة الثانية، غير أنهم يجدون صعوبة في فحص وتحليل وتقييم عدد كبير من الأسهم المدرجة في نفس الوقت، وذلك لافتقارهم إلى الوقت والموارد المالية والبشرية اللازمة لإنجاز هذه المهمة. 


ولكن الخبر السعيد هو أنك كمستثمر لست مضطرًا لفحص كل الأسهم المدرجة في السوق سهمًا سهمًا لتجد ضالتك، هناك ببساطة بعض المقاييس التي تستطيع من خلالها تضييق نطاق بحثك بحيث توجه مجهودك ومواردك تجاه الأسهم الأكثر احتمالية أن تكون أسهمًا جيدة جديرة بأن تضع أموالك فيها.


هناك نوعان من العوامل التي يجب توافرهما في السهم الجيد، فالأولى عبارة عن عوامل تتعلق بالجودة، في حين تتعلق العوامل الثانية بالتقييم، ولنبدأ بعوامل الجودة:


كيف تتأكد من جودة السهم؟


أول مقياس يجب أن ينتبه إليه المستثمر هو العائد على حقوق الملكية، والذي وضح له مقدار العائد الذي حققته الشركة على حقوق المساهمين لديها، من المهم جدًا ألا ينظر المستثمر على الربع الأخير فقط بل الأفضل أن تتسع نظرته لتشمل أرقام الفصول الأخيرة جنبًا إلى جنب مع متوسط السنوات الخمس الأخيرة إذا كان متاحًا من أجل التأكد مما إذا كانت الأرباح لديها درجة معقولة من الاستمرارية والاتساق.


أما المقياس الثاني فهو نسبة الدين إلى حقوق الملكية، كمستثمر يجب أن تركز على الشركات التي لديها قدر معقول من الديون يمكن إدارته، ومن الضروري أن تدرك أنه توجد هناك شركات تعمل بقطاعات وصناعات عالية الاستدانة بطبيعتها، وفي تلك الحالة يجب أن يركز المستثمر على مدى قدرة الشركة على خدمة ديونها.



ننتقل إلى المقياس الثالث والذي لا يقل أهمية عن المقياسين السابقين وهو التدفقات النقدية الحرة، هذا المقياس سيوضح بعضًا من أدق تفاصيل الموقف المالي الخاص بالشركة وما إذا كانت لديها السيولة الكافية لتغطية نفقاتها، ركز فقط على الشركات التي تثبت قدرتها على توليد تدفقات نقدية حرة، لأن الشركات السليمة تولد نقودًا لأصحابها يمكن استخدامها في توزيع الأرباح وإعادة شراء الأسهم.


نمو الإيرادات والأرباح يمكن اعتباره المقياس الرابع، تحقق من أحدث البيانات الفصلية الخاصة بإيرادات وأرباح الشركة بأثر رجعي يمتد لخمس سنوات مثلًا، وعلى هذا الأساس لا تستثمر إلا في الشركات التي تتمتع بسجل حافل من نمو الإيرادات والأرباح التي يمكن الاعتماد عليها.


عوامل تساعد في تقييم السهم


ركز القسم السابق من التقرير على العوامل التي من شأنها مساعدتك على شراء أي من الأسهم المتاحة في السوق، فيما سيساعدك هذا الجزء على تقييم السعر وتحديد ما يجب أن تدفعه فيه، وعدّ الشراء بسعر مناسب أمرًا في غاية الأهمية لأنه يتيح للمستثمر إمكانية تحقيق عوائد أعلى من المتوسط على استثماره.


أول المقاييس التي تندرج تحت هذه العوامل هو العائد على التدفقات النقدية الحرة، ويتم حساب هذا المقياس بقسمة التدفقات النقدية الحرة للشركة على السعر الحالي للسهم، وكلما كان الناتج أعلى كان ذلك أفضل، قارن بعد ذلك هذا المقياس مع نظرائه لدى الشركات العاملة في نفس القطاع أو الصناعة، إذا كانت إيرادات الشركة تنمو  يكون لديها عائد متزايد على التدفقات النقدية الحرة فمن المرجح أن يرتفع سعر السهم.



نأتي الآن للمقياس الأشهر على الإطلاق وهو مكرر الربحية أو حاصل قسمة سعر السهم على ربحيته، ابحث عن الشركات صاحبة مكرر الربحية الأقل مقارنة مع نظيراتها بالصناعة؛ لأنه كلما قل مكرر الربحية قلت قيمة ما ستدفعه مقابل كل واحد ريال يحققه السهم كأرباح.


من المقاييس المهمة التي تندرج أيضًا تحت العوامل الخاصة بالتقييم هو نسبة السعر إلى المبيعات نظرًا لأن هذه النسبة تعتمد على البند الأول في قائمة الدخل فهناك احتمال ضعيف أن تتلاعب بها الإدارة، وباستخدام هذا المقياس يفضّل أن يبحث المستثمر عن الأسهم التي تداول بأقل من ضعف إيراداتها السنوية.


ما سبق هي مجرد عينة من المقاييس التي يمكن أن يستخدمها المستثمر في المفاضلة والمقارنة بين الأسهم المختلفة المتاحة في السوق من أجل تضييق نطاق بحثه قبل أن يغوص في تحليل قائمة مصغرة من الأسهم التي لفتت انتباهه وفقًا لهذه المقاييس.

 

المصادر: أرقام – سي إن بي سي
كتاب: Wisdom on Value Investing: How to Profit on Fallen Angels

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.