أصدرت "آبل" مزايا الخصوصية المحدثة لجوالات آيفون التي وعدت بها منذ أشهر من خلال إصدار "آي أو إس 14.5"، وذلك على الرغم من الاحتجاجات من منافسيها وشكاوى مناهضة للاحتكار في فرنسا وألمانيا.
وبدأ مستخدمو جوالات "آيفون" حول العالم بالفعل في تلقي سلسلة من الرسائل غير المعتادة أمس الإثنين بعد تنزيل أحدث تحديث لنظام التشغيل، والذي تتضمن سؤالا عن مدى رغبة المستخدم في تتبع نشاطه عبر الإنترنت.
وفي أول مرة يفتح فيها المستخدمون كل تطبيق بعد التحديث، سيواجهون سؤالاً هو: هل تسمح للتطبيق بتتبع نشاطك عبر تطبيقات ومواقع الشركة؟ وللرد على ذلك السؤال، هناك خياران هما: نعم أسمح بالتتبع، أو لا أرغب في التتبع، وبالطبع فإن من المتوقع ألا يرغب أغلب المستخدمين في تتبع أنشطتهم.
ماذا يعني التتبع؟
- تتمكن التطبيقات من خلال التتبع من جمع كافة أنواع البيانات الشخصية عن المستخدم بما يشمل موقعه والتطبيقات الأخرى التي يستخدمها ورقم الجوال ومعرف الآيفون “IDFA”، وغيرها من البيانات كما يمكن مشاركتها مع طرف آخر.
- ومع انتقال مستخدمي جوالات آيفون عبر التطبيقات المختلفة وتصفحهم لمواقع الويب، فإنهم يتركون فتاتا من البيانات خلفهم في كل مرة، مما يسمح لصناعة الإعلان عبر الإنترنت من تكوين ملف لسلوكهم، والذي يستخدمه المعلنون في تقديم إعلانات لهم ذات صلة باهتماماتهم.
- ولكن من خلال التحديث الجديد ترغب "آبل" في الحصول على موافقة صريحة من المستخدمين لهذا السلوك.
- وفي حال اختار المستخدمين إلغاء التتبع في أول مرة يستخدمون فيها التطبيقات بعد تحديثها، فسيتم منع التطبيقات من الوصول إلى معرف "آي دي إف إيه" الخاص بهم إلى الأبد.
- كما تتوقع شركة التكنولوجيا الأمريكية أن التطبيقات لن تشارك بيانات أخرى تشمل أرقام الجوالات أو عناوين البريد الإلكتروني.
التحديث والإعلانات
- وللتوضيح لا يعني ذلك التوقف عن ظهور الإعلانات للمستخدمين، بل سيلاحظ المستخدم نفس عدد الإعلانات ولكنها لن تكون موجهة له بصورة شخصية.
- وهو ما يعني أن نموذج العمل القائم على الإعلانات والذي اعتمد عليه عدد كبير من التطبيقات المجانية يتعرض لضربة قوية، ويذكر أن صناعة الإعلانات الرقمية تبلغ قيمتها أكثر من 350 مليار دولار سنويًا.
- وقبل إصدار التحديث، قالت الشركات التي تعتمد على الإعلانات عبر الإنترنت وخاصة "فيسبوك" إن التغييرات المرتبطة بالخصوصية ستقلل من فعالية وربحية الإعلانات المستهدفة، وربما يقوض أعمال الإعلانات عبر الإنترنت.
- وزعمت "فيسبوك" أن "آبل" تستخدم مركزها المهيمن في السوق لجمع البيانات لصالحها، بينما تجعل من المستحيل تقريبًا على منافسيها استخدام نفس البيانات، قائلة: يزعمون أن الأمر يتعلق بالخصوصية، لكنه يتعلق بالربح، نحن لا ننخدع.
- كما ستتضرر شركات أخرى بذلك الأمر من بينها "سناب" و"تويتر" و"تيك توك"، ولكن ألمح "مارك زوكربيرج" مؤسس "فيسبوك" مؤخرًا إلى أن ذلك التغيير قد يفيد شبكة التواصل الاجتماعي.
- وأضاف "زوكربيرج" خلال غرفة محادثة على التطبيق الصوتي "كلوب هاوس" الشهر الماضي قائلاً: التغيير يمكن أن يفيد "فيسبوك"، في حال قررت المزيد من الشركات بيع السلع مباشرة عبر "فيسبوك" و"إنستغرام"، من الممكن أن نكون في وضع أقوى إذا شجعت تغييرات "آبل" المزيد من الشركات على إجراء المزيد من الأعمال التجارية عبر منصاتنا.
هل ستضرر "جوجل" من التحديثات؟
- لن تحتاج "جوجل" إلى سؤال المستخدمين بشأن رغبتهم في تتبع أنشطتهم، لأنها قررت بالفعل التوقف عن استخدام معرف "آي دي إف إيه" تمامًا.
- على الرغم من أن تلك الخطوة ستفقد "جوجل" الوصول إلى بيانات من التطبيقات الأخرى، إلا أنها لديها بالفعل قدر هائل من البيانات من مجموعة التطبيقات الخاصة بها والتي يمكن أن تعتمد عليها.
- فعندما يستخدم أصحاب جوالات آيفون تطبيقات مثل خرائط جوجل" أو متصفح "كروم" أو تطبيق "جيميل" أو "يوتيوب"، فإن "جوجل" لا يزال بإمكانها جمع تلك البيانات وإنشاء ملفات شخصية عن المستخدمين لاستخدامها في الإعلانات.
ماذا تهدف "آبل" من تلك الخطوة؟
- تستخدم "آبل" مزايا الخصوصية كنقطة بيع رئيسية لجوالاتها، وتصقل بها مكانتها المتميزة في السوق، ولكنها تستفاد أيضًا من تلك التغييرات بطرق أخرى.
- بعدما أصبحت التطبيقات لا تستطيع بيع البيانات التي يجمعونها لأطراف خارجية، فإنهم سيلجؤون إلى تحصيل رسوم من المستخدمين من أجل جمع إيرادات.
- جدير بالذكر أن "آبل" تحصل على عمولة تتراوح ما بين 15% و30% على كافة مشتريات التطبيقات والاشتراكات التي تتم عبر متجرها للتطبيقات "آب ستور".
- إلى جانب ذلك، تخطط "آبل" أيضًا إلى توسيع نشاطها الإعلاني المرتكز على الخصوصية.
المصدر: فاينانشال تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}