تتسابق شركات صناعة السيارات نحو توفير مركبات خالية من الانبعاثات، كما تعزز الحكومات خططها لمواجهة قضية تغير المناخ، ولكن من الواضح أن هناك تحديات كبيرة في المستقبل.
وبالطبع لا مفر من التحول إلى النقل الكهربائي، خاصة في حال أردنا الوفاء بالتزامات اتفاقية باريس للمناخ، وفقًا لما ذكره "لارس ستينكفيست" رئيس قسم التكنولوجيا لدى "فولفو" في مقال للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وعلى الرغم من أن قيمة المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات معترف بها على نطاق واسع إلا أن توفير حل واحد لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد على حلول النقل والبنية التحتية المستدامة، وبالتالي يصبح الاستثمار في ابتكارات مثل تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين أمرًا أساسيًا.
الابتكار للمستقبل
- يتطلب تطوير حلول ذكية وتنافسية في المستقبل مع الحفاظ على وسائل نقل مسؤولة بيئيًا اليوم، تقنيات يمكنها التكيف مع احتياجات شبكة النقل والبنية التحتية بأكملها.
- وأشار "لارس" إلى أنه غالبًا ما يتم تصوير البطاريات الكهربائية أو العاملة بالهيدروجين على أنهما متنافسان، وهناك عدد قليل فقط ممن يضغطون بنشاط من أجل تطوير كلتا التقنيتين جنبًا إلى جنب.
- وأضاف في الواقع نحن في "فولفو" نخطو خطوة أخرى إلى الأمام في الدعوة إلى نهج ثلاثي المحاور في التحول نحو الكهربة، إذ تلعب محركات الاحتراق الداخلي دورًا مهمًا في الحلول المستدامة.
هل ينجح اتباع نهج واحد في كل الحالات؟
- لا يمكن ببساطة أن يناسب اتباع نهج واحد كافة الحالات، فبالطبع تعد المركبات العاملة بالبطاريات هي الحل الأمثل في المسافات القصيرة ومتوسطة المدى، مثل استخدام الحافلات داخل المدن أو في جمع النفايات والتوزيع المحلي والنقل الإقليمي التي تعود بانتظام للتزود بالكهرباء بسهولة.
- وتعمل العديد من المركبات العاملة بالبطاريات بنجاح بالفعل في البلدات والمدن حول العالم، فهي ليست عديمة الانبعاثات فحسب، بل إنها أيضًا أكثر هدوءًا.
- ولكن بالنسبة للنقل الثقيل والطويل المدى، فإن البطاريات ببساطة غير عملية، لأن الحجم المطلوب لتوفير نطاق قيادة كاف سيجعل السيارة ثقيلة للغاية وغير عملية.
- كما أنه إذا كانت المركبات تعمل في مواقع صعبة بدون بنية تحتية كهربائية جيدة، فقد لا تتمكن من الوصول إلى إمكانات الشحن الضرورية.
- وهنا يأتي دور خلايا وقود الهيدروجين، فعلى عكس البطاريات التي تخزن كهرباء، فإن خلايا الوقود تنتج الكهرباء الخاصة بها على متنها من الهيدروجين المخزن في عملية كهروكيميائية.
- وتتعاون "فولفو" مع مزودي الطاقة وبناة البنية التحتية، للمساعدة في تشكيل الظروف التي ستجعل طرح الشاحنات العاملة بالهيدروجين في السوق أمرًا ممكنًا.
نمو الطلب
- سيستمر الطلب من العملاء حول العالم على المنتجات والخدمات الأكثر نظافة، وسيزداد الطلب مع دخول تشريعات أخرى حيز التنفيذ، تتطلب من الصناعات معالج بصمتها الكربونية.
- ولكن اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع لن يصبح ممكنًا إلا بعد أن يعمل قادة الصناعة والحكومات معًا لتوفير البنية التحتية اللازمة.
- وبالطبع من المعلوم أن الغالبية المطلقة من المركبات التجارية ستكون كهربائية في المستقبل أو مزيج من خلايا وقود الهيدروجين والبطاريات الكهربائية، إلا أنه ستستمر الحاجة إلى محركات الاحتراق وإن كانت تلك التي تعمل بوقود خال من الوقود الأحفوري مثل الهيدروجين المتجدد والعديد من الخيارات الأخرى.
- وأخيرًا أوضح "لارس": هذا عصر ذهبي لفرص الصناعة، لكن التركيز على البطاريات فقط والتخلي عن محركات الهيدروجين ومحركات الاحتراق سيكون بمثابة ضرر، فيجب الاستثمار في الثلاثة ودعمهم إذا أردنا جعل النقل المستدام حقيقة تجارية.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}