كيف نجحت الخطابات السنوية لـ"وارن بافت" في الاحتفاظ بشعبية جارفة على مدار 5 عقود؟

2021/03/03 أرقام

لم يصبح "وارن بافت" أنجح مستثمر أمريكي من خلال خبرته في الاستثمار والاقتصاد فقط، ولكن أيضًا عبر قدرته على التواصل طوال عدة عقود.

وأكد المستثمر المخضرم ذلك في خطابة السنوي الأخير للمساهمين، إذ أثبت أن الشفافية والجدية والقدرة على الشرح والتفسير، فضلا عن التمتع بحس فكاهي يساعد في نقل الأفكار بوضوح.

ويعد خطاب "بافت" للمساهمين جزءا من التقرير السنوي لشركة "بيركشاير هاثاواي" التي يتولى منصب مديرها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها، وواظب صاحب التسعين عامًا على كتابة هذه الخطابات طوال خمسة عقود.

ويقول أستاذ المحاسبة في كلية إدارة الأعمال في جامعة "نيويورك" "باروك ليف" إن هناك منهجًا دراسيًا في كليات الأعمال يقوم على خطابات "بافت"، مشيرًا إلى أن أسلوب التواصل الخاص به واضح وسهل للفهم، إلى جانب أنه دائمًا ما يكون صريحًا بشأن الأخطاء التي يرتكبها.

 


وأشار "ليف" إلى ثلاث ركائز يعتمد عليها "بافت"عند كتابة خطابه السنوي للمساهمين والتي أدت إلى اكتسابه شعبية جارفة على مدار تلك السنوات، وكانت الركيزة الأولى هي أنه دائمًا ما كان أمينًا في كتاب تلك الخطابات.

ووصف "بافت" أنه كاتب استثنائي بسبب شفافيته مع الجماهير، إذ تظل تلك السمة نادرة بين المديرين التنفيذيين، مضيفًا: "لطالما كان بافت مستعدًا للاعتراف بأخطائه".

وبالفعل أقر "بافت" في خطابه السنوي الذي صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري بأنه أخطأ حينما أنفقت "بيركشاير هاثاواي"  32.1 مليار دولار في 2016 لشراء الشركة المصنعة لقطع غيار الطائرات "بريسيشن كاستبارتس" Precision Castparts.

كما يوفر خطاب "بافت" تحليلا تفصيليا وتفسيرات للقوى التنظيمية وقوى السوق، والتي تساعد القراء ليس فقط على فهم أوضاع "بيركشاير هاثاواي" ولكن الاقتصاد ككل.

وأكد "بافت" بنفسه من قبل أنه يستمتع بالتدريس ورؤية خطابه السنوي كأداة لتثقيف المستثمرين بشأن مجموعة من المواضيع بما في ذلك مزايا إعادة شراء الأسهم ومخاطر المضاربة والتضخم.

أما الفضيلة الثانية التي أشار إليها "ليف"، فهي استخدام "بافت" لغة وتشبيهات سهلة، فعلى الرغم أن كتابة خطاب للمساهمين بشأن الوضع المالي لشركة ما قد يثير ملل القراء بسرعة، فإن الملياردير المخضرم تغلب على ذلك عبر استخدام لغة بسيطة وتشبيهات سهلة يتمكن الأشخاص العاديون من فهمها.

وعلى سبيل المثال، شبه "بافت" شركته بالأشجار وقسمها إلى خمسة بساتين، ووصف المضاربة من قبل بالفيروس لتيسير شرحها، كما يستعين بحكايات بعض مديري الشركات الكبار لإضفاء المتعة على التقرير.

 


أما الدعامة الثالثة والأخيرة، فهي أن "بافت" يكتب تقارير بحيث تكون هادفة ومفيدة، وأشار "ليف" إلى أن أحد أبرز الأشياء التي تميز التقرير هو أنه يجيب على الأسئلة بطريقة ذات مغزى ومجدية فهو يروي الأمر كما هو.

وأشار إلى أن تصريحات "بافت" دائمًا ما تكون مدعومة بالحقائق، في الوقت الذي يقدم فيه بعض المديرين التنفيذيين توجيهات غامضة لا توفر الكثير من التفاصيل.

وعلى سبيل المثال يقول بعض المديرين التنفيذيين أشياء مثل: "نحن نتخذ خطوات لزيادة الإيرادات"، والتي لا تعطي القارئ الكثير من التفاصيل حول كيفية إجراء تغيير فعلي.

المصدر: "بيزنس إنسايدر"

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.