انتعشت أسعار النفط بشكل سريع بعد أكبر أزمة ضربت صناعة الطاقة منذ عقود، والتي سببتها جائحة "كوفيد-19"، إذ ارتفعت الأسعار أعلى 60 دولارًا للبرميل، بعدما تراجعت إلى النطاق السالب في العام الماضي.
وتدخلت منظمة "أوبك" وحلفاؤها في الربيع الماضي لدعم السوق عن طريق خفض الإنتاج في ظل تدهور أسعار الخام، ومن المتوقع أن تتوصل مجموعة "أوبك +" هذا الأسبوع إلى اتفاق لتقليص تلك التخفيضات.
وحاليًا يتوقع بنك "جولدمان ساكس" أن أسعار خام برنت ستصل إلى 75 دولارًا للبرميل في الربع الثالث.
وتتوقع بعض البنوك وصول متوسط سعر خام برنت إلى 65 دولارًا للبرميل هذا العام، ولكن قد تبدو هذه الأسعار متفائلة نظرًا للانتشار البطيء للقاحات "كوفيد-19"، وتقارير عن ظهور متغيرات جديدة للفيروس في أجزاء مختلفة من العالم، مما يهدد بظهور موجات عدوى جديدة.
المستثمرون ليسوا في مقعد القيادة
- يرى المتداولون والمحللون أن العرض والطلب – وليس المضاربة - دعما ارتفاع الأسعار حتى الآن.
- تراجعت نسبة المراكز التي يحتفظ بها مديرو الأموال في العقود الآجلة للخام الأمريكي وعقود الخيارات التي تتوقع ارتفاع أسعار النفط مقابل المراكز التي تتوقع تراجعها دون المستويات التي سجلت خلال الارتفاع الكبير الأخير في الأسعار في عام 2018، مما يشير إلى أن المستثمرين ليسوا في مقعد القيادة.
انكماش المعروض
- في بداية أزمة "كورونا" تضخمت مخزونات النفط، ثم انكمشت بعد ذلك بسبب تخفيضات "أوبك +" للإنتاج، إلى جانب الشركات التي قلصت إنتاجها.
- إلى جانب خفض السعودية في يونيو 2020 إنتاجها من النفط بشكل طوعي، كما أعلنت في يناير 2021 عن خفض جديد على مدار شهري فبراير ومارس.
- كما يرى المحللون أن العاصفة الشتوية في تكساس، والتي أثرت لفترة وجيزة على ما يقرب من نصف إنتاج الخام الأمريكي ستساهم أيضًا في امتصاص الإمدادات العالمية.
- وأشارت "مارتين راتس" الخبيرة الاستراتيجية لدى "مورجان ستانلي"، إلى أن الطلب العالمي حاليًا يتجاوز الإنتاج بحوالي 2.8 مليون برميل يوميًا.
- وتشير التقديرات إلى أن فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام تتجه لأن تكون الربع السنوي الذي يشهد أكبر نقص في المعروض بسوق النفط منذ عام 2000 على الأقل.
انتعاش الطلب
- انتعش الطلب في الصين والهند، كما أنه آخذ في التحسن في الولايات المتحدة وأوروبا، وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن الأمريكيين استهلكوا 18.6 مليون برميل يوميًا من البنزين وأنواع الوقود الأخرى في يناير.
- وهو ما يعد مرتفعًا 26% عن أبريل الماضي، لكنه لا يزال متراجعًا بحوالي 7% عن يناير 2020.
- كما أن التوقعات بالمزيد من ارتفاع الأسعار تشير إلى فكرة أن توافر اللقاحات إلى جانب التحفيز المالي سيدعم ذلك النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.
- وذلك مع تدفق تحفيز حكومي على الاقتصادات حول العالم استجابة للأزمة، على أمل أن يساعد ذلك في إعادة الناتج المحلي الإجمالي إلى مسار النمو عاجلاً وليس آجلاً.
- إلا أن "باولا رودريغيز" نائبة رئيس قسم أسواق النفط بشركة الاستشارات "ريستاد إنرجي" لا تتوقع تعافي الطلب على الخام إلى مستويات ما قبل الوباء حتى أواخر عام 2022، وذلك استنادًا إلى بيانات مثل حركة المرور البري والجوي.
تساؤلات
- ولكن مع احتجاز المنتجين ملايين البراميل من النفط الخام يوميًا، يبرز تساؤل هو: هل ستتعرض الأسعار للضغط إذا بدأ المنتجون في ضخ النفط المحتجز؟
- كما يتوقع المحللون أن تعزز مجموعة "أوبك+" الإنتاج تدريجيًا هذا العام، بدءًا من احتمالية إلغاء بعض التخفيضات في الاجتماع المقرر عقده غدًا الخميس.
- هذا وبعد تعرض القطاع لضربة قاسية في عام 2020، إلا أن التوقعات بالعودة إلى الوضع الاقتصادي الطبيعي دفعت القطاع إلى صدارة مؤشر "إس آند بي 500" هذا العام، ومع ذلك لم تعد أسعار أسهم بعض الشركات الأمريكية إلى مستويات ما قبل الوباء.
- ويرى محللون أن أحد الأسباب وراء ذلك تكمن في أن المستثمرين يدركون أن قوة السوق الحالية قد لا تدوم، والسبب الآخر هو أن مديري الأموال يتوقعون من بعض شركات النفط إعطاء الأولوية لخفض أعباء الديون.
- وحتى قبل الوباء، كانت تثير السيارات الكهربائية وانتشار مصادر الطاقة المتجددة تساؤلات حول مستقبل صناعة الوقود الأحفوري.
المصدر: وول ستريت جورنال – أويل برايس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}