عند طرح الشركة الأمريكية لمستحضرات التجميل "إستي لودر" في البورصة عام 1995، واجه رئيس مجلس إدارة الشركة والمدير التنفيذي آنذاك والذي كان في الستينيات من العمر "ليونارد لودر" سؤالاً هامًا من أحد المصرفيين خلال الحملة الترويجية للأسهم هو: إذا كانت منتجاتكم جيدة للغاية، فلماذا تظهر الكثير من الخطوط على وجهك؟
وذكر الملياردير الأمريكي "لودر" في كتابه الجديد "الشركة التي أحتفظ بها: حياتي في مجال الجمال": لحسن الحظ، لم تردع تجاعيد وجهي المستثمرين، وعند طرح السهم في البورصة، افتتح التداولات عند 26 دولارًا وقفز إلى 34.5 دولار في أول يوم تداول.
ولم يتناول الكتاب السيرة الذاتية لـ "لودر" ولكنه قدم واحدة من أبرز قصص النجاح في تاريخ الولايات المتحدة، كما تحدث عن موظفين مجتهدين، ومنافسين مختلفين في الصناعة، وأشخاص بارزين تعاون مهم في صناعات مختلفة، وأشار إلى ابنه الأصغر "غاري" الذي اختار عدم الانضمام إلى شركة العائلة لأن لديه حسا خاصا بالعمل الخيري ويقوم بعمله الخاص.
ويبرز الكتاب كيف أسست والدته "إستي" – التي غيرت اسمها من "جوزفين" ليناسب العمل التجاري – شركة مستحضرات التجميل، وكيف حولها "لودر" بعد ذلك إلى شركة بقيمة سوقية 89 مليار دولار تضم 25 علامة تجارية إلى جانب 1600 متجر تجزئة قائم بذاته في 150 دولة.
وأشار رئيس مجلس الإدارة الفخري للشركة والذي تقدر ثروته حاليًا عند 24.6 مليار دولار في كتابه: يتخيل الجميع أني كنت وريثًا لثروة عائلية كبيرة، ونسوا أنه كان علي بناء الثروة أولا.
البداية
- تمكنت "إستي" من النجاح في مجال مزدحم بالفعل، فعندما بدأت كانت تهيمن "إليزابيث أردن" و"هيلينا رونشتاين" و"تشارلز أوف ذا ريتز" و"ريفلون" على صناعة مستحضرات التجميل، ولكنها اعتمدت على شعار: انطلق في القمة وحافظ عليها.
- وفي عام 1958 انضم "لودر" رسميًا إلى الشركة – بعدما التحق بكلية وارتون، وبعدها أمضى فترة في البحرية – وأصبح رئيسًا للشركة عام 1972 وظلت والدته في منصب المدير التنفيذي.
- وبدأ في وضع خطة عمل ترسم هدفه: كان حلمي أن أجعل "إستي لودر" جنرال موتورز مستحضرات التجميل، وأن تضم علامات تجارية متعددة وعددا من خطوط الإنتاج.
ملامح النجاح
- وفي عام 1968 أطلق خطا للعناية بالبشرة "كلينيك"، وأتبعه بعد ذلك عددا من العلامات التجارية الأخرى، وبدءًا من منتصف التسعينيات بدأ في الاستحواذ على علامات تجارية منها "ماك كوسمتيكس".
- جدير بالذكر أن إيرادات الشركة السنوية عام 1946 - الذي يعد أول عام رسمي لها في عالم الأعمال – بلغت 50 ألف دولار فقط، ولكن بحلول 1960 تجاوزت الإيرادات 1.75 مليون دولار، وفي عام 1970 سجلت 50 مليون دولار.
- وواصلت الإيرادات النمو حتى تجاوزت 200 مليون دولار في عام 1975، ثم قفزت أعلى مليار دولار في 1986، وتضاعفت في أواخر التسعينيات إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وحاليًا تقدر مبيعاتها السنوية بحوالي 14.3 مليار دولار.
المصدر :بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}