اضطر الكثير من الأشخاص حول العالم هذا العام، لإجراء تغييرات عديدة في نمط حياتهم؛ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، فبعض الأشخاص غيروا وظائفهم بعد أن قامت العديد من الشركات بتسريح العمالة لخفض النفقات، كما انتقل عدد كبير من الناس للعيش في أماكن أقل ازدحامًا.
ويشير ديريك كوهلر، أستاذ علم النفس في جامعة "واترلو"، إلى أن خوف الأشخاص من أن فيروس كورونا يمكن أن يصيبهم أو يقتلهم، لا يجعلهم خائفين من الذهاب إلى متجر البقالة فحسب، لكنه أيضًا يمكن أن يؤثر عليهم ويجعلهم يجرون تغييرات جذرية.
ويقول ديريك: "فقد الكثير من الأشخاص أفرادًا من عائلاتهم أو أُصيبوا هم شخصيًا، ومن المؤكد أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تدفع الأشخاص لإعادة تقييم حياتهم".
وأشار ديريك إلى أن الاضطراب الذي حدث في العمل والحياة الاجتماعية، منح العديد من الأشخاص وقتًا للتوقف والتفكير في حياتهم، مما جعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كانوا يفعلون الأشياء التي يريدونها حقًا، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأسئلة لا يطرحها الأشخاص على أنفسهم كل يوم، لكن في بعض الأحيان يحدث شيء في الحياة، يجعل الأشخاص يتوقفون ويعيدون تقييم حياتهم.
وأضاف ديريك: "قد يكون الوباء أحد العوامل التي تدفع الأشخاص للتوقف والتفكير في اتجاه حياتهم، ونوع الأشخاص الذين يريدون العيش معهم".
تغير الحياة
- يمكن أن تسبب القرارات قلقًا للأشخاص، ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، خاصة حينما تتعلق هذه القرارات بالأمور المالية والعلاقات بالآخرين، ورغم ذلك فإن الكاتب بروس فيلر مؤلف كتاب "الحياة في التحولات" يرى أنه من الأفضل أن يعتاد الأشخاص على التحولات في الحياة، والتي يمكن أن تمثل جزءًا كبيرًا من حياة البالغين.
- من أجل تأليف هذا الكتاب، أجرى بروس مقابلات مع 225 شخصًا في 50 ولاية أمريكية حول التحولات التي حدثت في حياتهم، وخلص بروس بعد هذه المقابلات إلى أن جميع الأشخاص يمرون بنحو ثلاث إلى خمس مراحل للتحول في حياتهم، ومن التغيرات التي تغير مسار حياة الأشخاص إصابتهم بمرض ما أو فقدان وظيفتهم أو شريك حياتهم، أو جائحة مثلما هو الحال الآن، ويمكن أن يستمر كل تغيير من هذه التغييرات لمدة خمس سنوات على الأقل.
- يشير بروس إلى أن 61% من الأشخاص يغيرون مسكنهم عندما يحدث لهم تغيير كبير، موضحًا أن الانتقال إلى مكان جديد يمكن أن يكون محاولة من جانب الأشخاص للسيطرة على الأمور، عندما يحدث في حياتهم تغير مستمر.
هل يتخذ الأشخاص القرارات الصحيحة؟
- في حين يتوقع الخبراء أن يزداد عدد الأشخاص الذين يعملون عن بعد بشكل دائم وليس مؤقتًا، وأن السفر لن يعود أبدًا مثلما كان قبل تفشي الوباء، يشير آخرون إلى أنه لا يوجد هناك شيء مؤكد، فقد تكون هذه التوقعات خاطئة، ومن ثم يكون الأشخاص قد اتخذوا قراراتهم بناءً على ظروف غير دائمة، وخلال حالة من عدم اليقين.
- يشير كوهلر إلى إمكانية أن تدفع أحداث أو مشاعر معينة، ناتجة عن تفشي فيروس كورونا، الأشخاص لاتخاذ قرارات قصيرة النظر، فعلى سبيل المثال، إن الشخص الذي اشترى منزلاً في الريف، بعد أن أصبح عمله عن بُعد، يمكن أن يكون مخاطرة، إذا عاد العمل في مقر الشركة مرة أخرى.
- من ناحية أخرى يقول كوهلر إنه على الناس أيضًا ألا يتعاملوا مع الوباء باعتباره حدثًا غير مهم، ويؤجلون قراراتهم حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، لأنهم في هذه الحالة قد ينتظرون وقتًا طويلاً.
المصدر: سي بي سي كندا
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}