أحياناً يقول خبراء إن الطاقة النووية ربما تكون الحل لمعالجة أزمة التغيرات المناخية، معتبرين إياها وسيلة فاعلة وبديلة للوقود الأحفوري المسبب لغازات الاحتباس الحراري.
وهناك بالفعل بنية تحتية للطاقة النووية حول العالم، ومن أهم مميزاتها عدم تسببها في إطلاق غازات ملوثة للبيئة أو مسببة للاحتباس الحراري، كما أنها وسيلة قوية لتوليد الكهرباء، لكن لا تزال الطاقة النووية باهظة التكلفة وذات مخاطر عالية.
لا تخلو من المخاطر
- ربما ترجع بعض القيود على استخدامات الطاقة النووية في عدد من الدول إلى المخاطر المحيطة بها خاصة بعد مواجهة العالم بالفعل لكوارث نووية مثل مفاعل "تشيرنوبل" وكارثة "فوكوشيما".
- الأمر يتعلق بالوقود النووي، فعلى الرغم من عدم انبعاث غازات ملوثة للبيئة والغلاف الجوي من الطاقة النووية، إلا أنها تشكل خطوة كبيرة على الصحة العامة بسبب الإشعاعات التي ربما تتسرب من بعض المفاعلات.
- ينتج أيضاً عن هذا المصدر نفايات نووية ربما يتطلب الأمر عشرات الآلاف من السنوات للتخلص منها مثل "كلورين - 26" التي يمكنها الاستمرار في تشكيل خطورة لنحو 300 ألف عام.
- تنتج منشأة الطاقة النووية التقليدية ما يقرب من 2300 طن من النفايات سنوياً، وهناك ما يقرب من 99 مفاعلاً نووياً في الولايات المتحدة في الوقت الحالي، ومن ثم، يمكن تخيل مدى النفايات الناتجة عنها.
- رغم المحاولات والجهود لتخزين هذه النفايات النووية في مكان آمن، إلا أنها تظل تسبب خطورة بالغة وتُعرّض البشر لكوارث مدمرة حال وجود خطأ بشري مثلا في أحد المفاعلات.
- علاوة على ذلك، فإن هناك تكلفة كبيرة تنفق على محاولات التخزين والتخلص من النفايات النووية، فضلاً عن التقنيات التي يجب الاستعانة بها من أجل إدارة هذه الأنشطة بشكل آمن.
- في الولايات المتحدة، بلغت تكلفة التعامل مع النفايات النووية حوالي 7.5 مليار دولار عام 2019، وهي تكلفة قابلة للزيادة بشكل سنوي.
- تعاني المملكة المتحدة من هذه المشكلة أيضاً، فلديها مخزون من النفايات النووية من نحو سبعين عاماً ولا تستطيع التخلص منها حتى الآن.
بطاريات الألماس
- انخرطت العديد من الدول المتبنية للتكنولوجيا النووية في أبحاث ودراسات من شأنها استكشاف طرق للتخلص من مشكلة النفايات النووية، ولجأ البعض منها إلى الدفن في أعماق بعيدة تحت الأرض محاطة بتكتلات أسمنتية.
- في طريقة من أفلام الخيال العلمي، اقترح الفائز بجائزة "نوبل" "جيرارد مورو" تدمير النفايات النووية عن طريق تسليط أشعة الليزر عليها.
- أما الطريقة التي اعتبرت من بين الأكثر إبهاراً، فكانت ما ذكره باحثون من جامعة "بريستول" بالمملكة المتحدة بوضع النفايات النووية داخل كبسولات من الألماس ودمجها داخل بطاريات كهربائية بحيث توفر الطاقة النظيفة ربما لآلاف السنين.
- بناء على هذا الحل المبتكر، سيكون الإشعاع الناتج عن النفايات النووية مغلقاً عليه داخل الألماس، وفي نفس الوقت، ينتج عنه تيار كهربائي مستمر.
- لن يسهم هذا الحل فقط في القضاء على مشكلة النفايات النووية، بل أيضاً سينتج عنه شكل جديد من الطاقة النظيفة عديمة الانبعاثات الملوثة للبيئة والغلاف الجوي، ولا تحتاج لصيانة ولا مخاوف بشأن خطورتها.
- يمكن استغلال بطاريات الألماس التي تشمل النفايات النووية في توفير الطاقة النظيفة للأجهزة الإلكترونية دون الحاجة لإعادة شحنها.
- ذكر باحثو "بريستول" بأن بطاريات الألماس ستعمل بطريقة شبيهة بالألواح الشمسية؛ حيث تعتمد على إلكترونات تتحرك بسرعة داخل نظير الكربون - 14 لإنتاج شحنة كهربائية بدلاً من الفوتونات المتواجدة في ضوء الشمس.
- يجري العمل على قدم وساق لتدشين خط إنتاج لبطاريات الألماس كحل عملي للقضاء على مشكلة النفايات النووية وفي نفس الوقت توفير مصدر نظيف ومستدام للطاقة قادر على تزويد البشر بالكهرباء الآمنة لآلاف السنين دون الحاجة للشحن.
المصادر: أويل برايس، إن إس إنيرجي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}