نبض أرقام
12:03 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

ما الدرس المستفاد من تجربة إيطاليا مع كورونا؟

2020/05/22 أرقام

بعد سبعة أسابيع من الإغلاق، بدأت إيطاليا في تخفيف القيود المفروضة للحد من تفشي كورونا؛ إذ سُمح للإيطاليين بداية من 4 مايو بزيارة أقاربهم، كما من المقرر أن يُعاد فتح الحدائق العامة والمصانع ومواقع البناء، لكن المدارس ستظل مغلقة حتى سبتمبر.

 

وقد أعلن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي إعادة فتح صالات التمارين الرياضية والمراكز الرياضية في الخامس والعشرين من مايو، وإعادة فتح دور السينما والمسارح في 15 يونيو، كما أعلن أيضًا إتاحة السفر من وإلى إيطاليا ابتداءً من الثالث من يونيو.

 

وتعد إيطاليا من أكثر الدول تضررًا من فيروس كورونا، فقد تفشّى بها الفيروس فجأة وعلى نحو سريع وغير متوقع، فكان العالم كله يتابع يوميًا الإصابات والوفيات المسجلة في الدولة بخوف وحزن، ومنذ أن سُجلت أول حالة وفاة في إيطاليا بفيروس كورونا يوم 21 فبراير، حتى ارتفعت الوفيات بشكل كبير، ووصلت لأكثر من 32 ألف وفاة بفيروس كورونا حتى الآن.

 

لماذا كانت إيطاليا من أكثر الدول تضررًا من كورونا؟

 

 

- نظرًا لأنه لا توجد دولة في العالم تعرف كيفية التعامل مع فيروس كورونا المستجد لأنه فيروس جديد، فإن الدول تتعلم من تجارب بعضها البعض، وقد أصبحت إيطاليا نموذجًا يمكن للدول التعلم منه وتفادي أخطائه، لذلك من المهم معرفة سبب تفشي الفيروس على هذا النحو في إيطاليا.

 

- كانت إيطاليا من أوائل الدول التي سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا، وفي أقل من شهر ارتفعت الإصابات وتفشى الفيروس في جميع أنحاء البلاد. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى قلة المعلومات التي كانت متاحة عن كورونا في ذلك الوقت، فلم يكن أحد يعرف مدى خطورته وسرعة انتشاره على نحو كبير.

 

- كما كان الأطباء في البداية يخطئون في التشخيص، فكانوا يشخصون مرضى كورونا بأنهم يعانون من أنفلونزا أو التهاب رئوي، فلم يكن الأطباء يعرفون أن مريض كورونا الذي يعاني من حمى وصعوبة في التنفس، يمكن أن تتدهور حالته بسرعة شديدة، ولاحظ الأطباء أن فيروس كورونا يتسبب في تدمير رئتي المصاب بالإضافة إلى أعضاء أخرى في جسمه، وكان ذلك يحدث في بعض الأحيان خلال ساعات قليلة.

 

- ساهمت طبيعة المجتمع الإيطالي وتركيبته السكانية مع نقص المعلومات المتوافرة عن كورونا في تفشي المرض أكثر، حيث يعيش في إيطاليا عدد كبير من كبار السن مع أولادهم وأحفادهم، وكان الشباب يغادرون المنزل إلى العمل أو الجامعة والأطفال يذهبون لمدارسهم ثم يعودون في نهاية اليوم ويتعاملون مع أجدادهم، مما ساهم في نشر العدوى بسرعة وعلى نطاق واسع.

 

- كبار السن أكثر عُرضة لخطر الوفاة بسبب كورونا، وإيطاليا لديها ثاني أكبر عدد من السكان المسنين في جميع أنحاء العالم. 23% من الإيطاليين فوق سن الـ 65، وبالتالي تضررت الدولة بشدة وزاد عدد الوفيات بها.

 

- اضطر الأطباء في لحظة ما إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق باختيار من لديهم فرصة أكبر للنجاة لوضعهم على أجهزة التنفس الصناعي القليلة المتاحة، كما ساهمت الكثافة السكانية العالية في إيطاليا في تفشي الفيروس بسرعة أيضًا، حيث يُقدر كثافة سكانها بحوالي 533 شخصًا لكل ميل مربع، وذلك مقارنة مع 11 شخصًا لكل ميل مربع في كندا، و64 شخصًا لكل ميل مربع في السويد، و94 شخصًا لكل ميل مربع في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

النظام الصحي في إيطاليا

 

 

- مع زيادة أعداد الإصابات في إيطاليا، واكتظاظ وحدات العناية المركزة بالمرضى، تم حث الأطباء على متابعة حالات المرضى في المنزل، لاحقًا أثبتت هذه الاستراتيجية فشلها، فقد كان الناس يموتون في منازلهم، ولا يذهبون إلى المستشفيات إلا بعد أن تتدهور حالتهم بشدة ويصبح من الصعب علاجهم.

 

- عانى القطاع الصحي الإيطالي كثيرًا خلال جائحة كورونا؛ بسبب نقص وحدات العناية المركزة في المستشفيات الإيطالية، وعدد الأسرة المتاحة في إيطاليا يبلغ 8.6 سرير فقط لكل 100 ألف شخص، وهو رقم أقل بكثير من متوسط الأسرة المتاحة في الدول المتقدمة والذي يبلغ 15.9 سرير لكل 100 ألف شخص، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى خفض نفقات الرعاية الصحية في إيطاليا على مدى سنوات.

 

- تأخرت إيطاليا كثيرًا في اتخاذ إجراءات حاسمة، فبدأت الدولة تدرس متأخرًا إغلاق إقليم لومبارديا وأقاليم أخرى. وعلق أندريا كريسانتي أخصائي علم الأحياء الدقيقة وخبير الفيروسات على ذلك قائلاً إنه كان من المفترض أن تُتخذ قرارات أكثر صرامة بسرعة أكبر، وكان يجب أن تقوم الدولة بإغلاق تام بدلاً من الإغلاق التدريجي أو الجزئي، مشيرًا إلى أن الدولة كانت متأخرة في اتخاذ القرارات بينما كان الفيروس يتفشى في إيطاليا كلها، وحين نزل الجيش إلى الشوارع كان الوضع قد خرج عن السيطرة بالفعل.

 

- ربما يرجع سبب التأخر في اتخاذ إجراءات صارمة في إقليم مثل لومبارديا، إلى أن هذا الإقليم يمثل 21% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. لكن في النهاية اضطر رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي إلى فرض الحجر الصحي على الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة، بعد وفاة أكثر من 4800  شخص بفيروس كورونا.

 

- يرى ماسيمو جالي أستاذ الأمراض المعدية في جامعة ميلانو أن إيطاليا يجب أن تكون تحذيرًا للجميع في كل مكان.

 

 

المصدر: ذا ستار

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.