مع انتشار فيروس "كورونا"، توقف ربع الاقتصاد الأكبر في العالم على الأقل بشكل مفاجئ، وهو حدث غير مسبوق يرى الاقتصاديون أنه لم يحدث على نطاق واسع كهذا من قبل، وتسبب إغلاق الأعمال التجارية، في فقدان الاقتصاد الأمريكي 701 ألف وظيفة خلال مارس.
وقدمت دراسة أجرتها "موديز أناليتكس" ونشرتها "وول ستريت جورنال" رؤية شاملة عن توقف الاقتصاد الأمريكي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ومدى تأثيره.
مدى توقف النشاط الاقتصادي
- صدرت أوامر حكومية بتوقف 8 من كل عشر مقاطعات أمريكية، وهو ما يمثل تقريبًا 96% من الناتج المحلي.
- وفقًا لـ "موديز"، أمرت 41 ولاية على الأقل بعض الأعمال التجارية بالإغلاق للحد من انتشار فيروس "كورونا"، ولذلك أغلقت المطاعم والجامعات وصالات الألعاب الرياضية ودور السينما، والحدائق العامة وملايين الأعمال غير الضرورية الأخرى.
- لذلك تراجع الناتج اليومي للولايات المتحدة بحوالي 29%، مقارنة بالأسبوع الأول من شهر مارس، أي قبل عمليات الإغلاق مباشرة.
التأثير على الناتج المحلي الإجمالي
- لا يتوقع "مارك زاندي" كبير الاقتصاديين لدى "موديز أناليتكس" أن التراجع الشهري بنسبة 29% في الناتج اليومي سيستمر خلال الشهرين المقبلين، وأنه حال حدث ذلك فإن الناتج المحلي الإجمالي قد ينخفض بمعدل سنوي 75% في الربع الثاني.
- ويتوقع أن العديد من المقاطعات ستعاود العمل قبل الصيف، كما يرى أن الناتج المحلي الإجمالي سينخفض خلال الربع الثاني بمعدل سنوي 30%.
- جدير بالذكر أن التحليل يقلل من الأثر الإجمالي لحالة التوقف، لأنه ينظر فقط لحجم الناتج المفقود حتى الآن، ولا يأخذ في اعتباره مقدار الإنتاج الذي سيفقد أكثر بسبب الانخفاضات الإضافية في جانب الطلب بسبب ارتفاع البطالة وتراجع إنفاق الأسر والشركات.
مقارنات
- لا تشبه الأزمة الاقتصادية الحالية أياً من الأزمات السابقة منها الركود الاقتصادي خلال الفترة من 2007 وحتى 2009، والتي نتج عنها ارتفاع هائل في ديون الأسر والشركات.
- وبدأ ذلك الركود بأزمة في جانب الطلب مع تراجع ثروة الأسر والدخل، مما أدى إلى انخفاض الإنفاق وأضر في النهاية بجانب العرض أو الأعمال التجارية، ولكن الأمر يختلف حاليًا، إذ بدأت الأزمة من جانب العرض مع توقف الأعمال وهو ما سيضر بدوره الطلب.
- بالمقارنة مع فترة الكساد الكبير، انخفض الناتج السنوي بنسبة 26% بين عامي 1929 و1933، كما أنه مقارنة بالركود الأخير في الفترة من أواخر عام 2007 وحتى منتصف 2009 تراجع الناتج الفصلي بما يقرب من 4%.
- ويرى السيد "زاندي" أن أفضل مقارنة لما يمر به الاقتصاد حاليًا هو زلزال قوي أو هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ففي الأيام التالية للهجمات تراجع الناتج الأمريكي بحوالي 111 مليار دولار.
- أما بالمقارنة مع ما يحدث حاليًا، فإن الناتج تراجع بحوالي 350 مليار دولار خلال الأسابيع الثلاثة منذ فرض عمليات الإغلاق بسبب انتشار "كورونا".
هل يختلف التأثير من مقاطعة لأخرى؟
- في مقاطعة لوس أنجلوس، تراجع الناتج اليومي 35% بسبب إغلاق الأعمال التجارية، أما مانهاتن شهدت تراجعًا بنسبة 25%، ومقاطعة "كوك" 30%.
- ليصل تأثير عمليات الإغلاق في المقاطعات الثلاثة وحدها إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي المحلي اليومي بنسبة 10%.
- كما تأثرت المقاطعات الأصغر أيضًا، إذ سجلت مقاطعة "جيلبين" في كولورادو - وهي وجهة سياحية يبلغ عدد سكانها 6200 نسمة - أكبر وتيرة تراجع في الناتج في البلاد لكنه يعادل فقط 0.01% من تراجع الناتج الوطني.
المصدر: وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}