لماذا يعد الدولار الرخيص في الأغلب مشكلة بالنسبة للاقتصادات المتقدمة؟

2020/04/04 أرقام

ربما تعد الأزمة المالية العالمية بمثابة درس للجميع عن مخاطر هيمنة الدولار على الأسواق المالية، لكن على ما يبدو، لم يتعلم العالم الدرس.
 

على مدار العقد الماضي، واصلت القروض بالعملة الأمريكية والديون الدولارية التي تصدرها شركات خارج الولايات المتحدة الارتفاع بشكل كبير بناء على بيانات بنك التسوية الدولية.



 

الاقتصادات المتقدمة
 

- في الأغلب، يعد هذا أمراً سلبياً للجميع، وهذا ما دفع محللين للتحذير بشأن الإجراءات الأخيرة بتوفير الفيدرالي الأمريكي كميات كبيرة ورخيصة التكلفة من الدولارات للعالم.

 

- يفترض البعض أن توافر الدولار الرخيص يمثل مشكلة للأسواق الناشئة التي دائما ما تتعرض لمشكلة الديون بالعملة الأمريكية خاصة عندما ترتفع قيمتها وتزيد الفائدة عليها.

 

- بالطبع هذا جزء من المشكلة، لكنه ليس كل شيء، فقد ارتفعت وتيرة التمويل بالدولار بشكل كبير في الاقتصادات المتقدمة أيضاً الأمر الذي يشكل عبئاً على كاهلها.

 

- تسببت سنوات طويلة من الفائدة المنخفضة في اندفاع المستثمرين تجاه الأصول مرتفعة العائد، وهناك مكان واحد فقط يمكنهم الحصول فيه على ما يريدون من عائد، وهو تحمل المخاطرة في الاستثمار بأصول دولارية خارج الولايات المتحدة.

 

- على سبيل المثال، لو هناك شركة يابانية للتأمين على الحياة (حيث تعاني هذه الدولة ارتفاع متوسط الأعمار)، فإن هذه الشركة ستريد الاستثمار في أصول دولارية مثل سندات الخزانة الأمريكية العشرية، ولتنفيذ ذلك، عليها مبادلة الين بالدولار من بنك في اليابان.

 

- في هذه الحالة، ستسعى البنوك المحلية في اليابان للحصول على الدولار الأمريكي لمبادلته بالين، ومن ثم هذا ما يحدث في عدة اقتصادات متقدمة (لا اليابان فقط)، بل إن تلك الدول عادة ما تتعطش للحصول على العملة الأمريكية ولا يقتصر الأمر على الأسواق الناشئة.

 

- من هنا، يمكن معرفة الأسباب وراء خطوة الفيدرالي بالتنسيق مع بنوك مركزية عالمية في اليابان ومنطقة اليورو وإنجلترا وسويسرا وكندا لمبادلة الدولار وتوفير سيولة ضخمة في الأسواق بالعملة الأمريكية.

 

- ربما يحل الفيدرالي جزءًا من المشكلة عند طرحه كميات كبيرة من الدولار في  الأسواق العالمية خاصة في الاقتصادات المتقدمة، لكن تلك الاقتصادات ربما تواجه مشكلة على المدى الطويل عند نفاد السيولة الدولارية رخيصة التكلفة التي اعتادها المستثمرون.

 

- يرى مراقبون أن الفيدرالي خفف الضغوط عن كاهله عن طريق إدارة ضغوط السيولة في سوق سندات الخزانة الأمريكية وفي أسواق بدول أخرى عن طريق توفيره للدولار الرخيص.


 

إضعاف قصير المدى للدولار
 

- أطلق الفيدرالي مشتريات ضخمة وغير محدودة على سندات الخزانة الأمريكية والأوراق المالية المدعومة برهن عقاري وسندات البلدية، كما كشف عن برنامج لشراء سندات الشركات.

 

- ربما  تتسبب السيولة الضخمة التي وفرها الفيدرالي في إضعاف العملة الأمريكية، لكن على المدى الطويل، ستتسبب في ارتفاع الدولار لعدة أسباب، أولها أن هذه الإجراءات وما تمثله من تحفيز مالي ودعم للاقتصاد سوف تؤدي إلى دعم الاقتصاد الأمريكي، وبالتبعية سيكون هذا أمرا إيجابيا للعملة.

 

- عندما أعلنت بنوك مركزية في منطقة اليورو وإنجلترا برامج للتيسير الكمي، ارتفعت العملات المحلية، الجنيه الإسترليني واليورو.

 

- السبب الثاني أن المستثمرين أقبلوا على شراء السندات الأمريكية مما دفع عائدها نحو التراجع، ومن ثم، أصبح الدولار أقل جاذبية، ولكن على المدى الطويل، ستزول الخطورة، وسوف يهرع المستثمرون نحو أوعية دولارية أخرى بعيداً عن السندات، وهذا ما سيدعم الطلب مجدداً على العملة الأمريكية.

 

- أما السبب الثالث، فهو أن الفيدرالي أطلق قنبلة نووية، فقد وسع مبادلة الدولار مع البنوك المركزية العالمية وأطلق برنامجا غير محدود للتيسير الكمي وخفض الفائدة قرب الصفر، وبالتالي، لم يعد لديه الكثير من الأدوات لإضعاف الدولار بعد ذلك أو ردع المستثمرين عن شرائه متى احتاجوا.

 

المصادر: فاينانشيال تايمز، إف إكس ستريت

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.