منذ بداية القرن الحالي، زاد إنتاج العالم من الكهرباء الناتجة من مصادر متجددة، فقد كشفت بيانات شركة "بي بي" أن الإنتاج العالمي من الطاقة المتجددة قفز من 218 تيرا واط عام 2000 إلى 2480 تيرا واط عام 2018.
جاء هذا النمو القوي نتيجة الانخفاض في التكلفة والتشريعات الموجهة لخفض الانبعاثات الكربونية وأيضاً تمهيد الطريق لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة من الطاقة، ومن هنا نشأت معضلة التخزين.
تخزين الطاقة
- مع استمرار النمو في إنتاج الطاقة المتجددة من الشمس وتوربينات الرياح، بدأ الحديث يتحول نحو ضرورة توفير منشآت التخزين والبطاريات التي تكفي لاستيعاب الكهرباء الناتجة.
- في السنوات الأخيرة، تطورت صناعة البطاريات ووسائل تخزين الطاقة، وفي ديسمبر 2017، تم تثبيت أكبر منظومة بطاريات تخزين في العالم حتى الآن بشبكة الكهرباء جنوب أستراليا، وتم تدشينها بواسطة "تسلا".
- رغم التباطؤ في تطوير البطاريات، إلا أن إدارة معلومات الطاقة كشفت في تقرير عن ارتفاع تكنولوجيا التخزين إلى أكثر من أربعة أضعاف خلال الأربع سنوات الماضية.
- في نفس الوقت، زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، وتسابق العديد من الشركات الناشئة حول العالم من أجل ابتكار تكنولوجيا أقل تكلفة وأعلى كفاءة لتخزين الطاقة.
- تحاول الشركات تعزيز احتياطياتها من مخزونات الليثيوم المستخدم في صناعة البطاريات، بينما تستكشف شركات معادن أخرى أرخص تكلفة في صناعة بطاريات عالية الكفاءة.
- مع ذلك، تخشى جهات بحثية من تأثير البطاريات نفسها في التغيرات المناخية مما يتطلب المزيد من التطوير في صناعتها وإعادة تدويرها وإطالة أمد استخدامها.
- ذكر خبراء أن أمد البطاريات يستمر لفترة شحن تصل إلى نحو 400 مرة، لكن شركة "وان تشارج" في كاليفورنيا أكدت تطويرها لبطاريات يمكن شحنها لثلاثة آلاف مرة.
- عند شحن البطاريات وإعادة شحنها، ينتج عن ذلك انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي، فإن تخزين الطاقة نفسه يحتاج لإعادة النظر في تكنولوجيا أقل تلويثاً للبيئة.
سوق واعدة
- تقدر "وود ماكينزي" نمو سوق تخزين الطاقة عالمياً إلى 15 جيجا واط بحلول عام 2024 من 4 جيجا واط عام 2019، ويرجع ذلك إلى انخفاض تكلفة التخزين والحوافز المباشرة وأهداف الطاقة النظيفة والتنافسية وإدراك أهمية التخزين.
- في ظل الجهود الحكومية والقوانين التنظيمية والسياسات الداعمة والمستمرة للطاقة المتجددة والتخزين، أوضحت "وود ماكينزي" أن هناك عدة عوامل ستدفع سوق التخزين نحو المزيد من النمو في الفترة المقبلة.
- تكمن هذه العوامل في سياسات الشركات والاستفادة الاقتصادية والإسراع في توزيع الطاقة وإعادة تشكيل العالم المالي وأيضاً تراجع القيود عن سلاسل التوريد والإمداد.
- تتسابق شركات من بينها "مايكروسوفت" و"جوجل" و"فيسبوك" لإحراز تقدم في تكنولوجيا البطاريات وتخزين الطاقة وفي نفس الوقت تقليل البصمة الكربونية.
- أطلقت المفوضية الأوروبية صندوقاً للإبداع بتكلفة عشرة مليارات يورو (حوالي 11 مليار دولار) في العام الماضي لاستهداف تطوير تقنيات من بينها تخزين الطاقة.
المصادر: أويل برايس، رينيوز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}