خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من يناير بعد أكثر من ثلاثة أعوام من عدم اليقين منذ استفتاء يونيو عام 2016 الذي أظهر تأييد غالبية مواطني المملكة المتحدة الانفصال عن بروكسل.
والآن، بعد تنفيذ "بريكست"، بدأت التوقعات تنطلق من هنا وهناك عن شكل العلاقات المستقبلية بين لندن وبروكسل، والتي ربما يجري صياغتها خلال المرحلة الانتقالية التي بدأت بالفعل وتستمر حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر.
لم ينته الأمر
- يرى محللون أن الأمور بعد "بريكست" لن تتغير كثيراً في بريطانيا، فلن يسود الرخاء بشكل فوري، وسوف تتدفق السلع والخدمات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي كالمعتاد خلال الفترة الانتقالية.
- يعد "بريكست" حدثًا جللًا في الاتحاد الأوروبي، فهناك علاقات امتدت على مدار أكثر من أربعة عقود بين المملكة المتحدة والتكتل الموحد كالسوق المشتركة وتدفق العمالة وحركة التجارة البينية.
- بعد انتهاء الفترة الانتقالية، سيفقد البريطانيون حق الإقامة والعمل في دول الاتحاد الأوروبي، وما إن نفذ رئيس الوزراء "بوريس جونسون" أولويته الرئيسية بالخروج من بروكسل، واجه عواصف اقتصادية وسياسية.
- من بين الضغوط التي تتعرض لها حكومة "جونسون" المطالبات الأمريكية بالتوقف عن التعاون مع "هواوي" الصينية في تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس "5G".
- يحتاج "جونسون" ورفاقه للتوقف عن حماسة "بريكست" والتركيز على الفترة القادمة لتأسيس علاقات استراتيجية متوازنة مع بروكسل، لكن الأسواق في قلق من احتمالات عدم سعي "لندن" للتوصل إلى اتفاق.
- بالطبع، ستواجه بريطانيا العديد من العقبات في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في قطاعات مثل الهجرة والملف التجاري والصناعة والأمن الغذائي.
- تكررت أيضاً دعوة اسكتلندا لعقد استفتاء جديد من أجل الانفصال عن المملكة المتحدة، وهو أمر يرفضه "جونسون" بشكل قاطع، بينما ترى اسكتلندا "بريكست" فرصة لتجدد الاستفتاء بدعوى أن المواطنين رفضوا الاستقلال عن التاج البريطاني للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
مستقبل عدم اليقين
- لا يزال مستقبل بريطانيا بعد "بريكست" غامضاً، فسوف تحتاج لندن لإعادة تشكيل علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول العالم بعد أن كانت جزءا من التكتل الأوروبي الموحد.
- لكن مع تنفيذ "بريكست" بالفعل، تنفس البريطانيون الصعداء وانتهت فترة من حالة عدم اليقين كانت بمثابة كابوس سياسي واقتصادي.
- طالبت المفوضية الأوروبية الحكومة البريطانية بضرورة الالتزام بمنافسة عادلة لو أرادت لندن دخول سوق الـ450 مليون أوروبي دون تعريفة جمركية.
- رد "جونسون" بالتهديد بتوقف لندن عن أي محادثات مع الجانب الأوروبي لصياغة العلاقات المستقبلية، مشيرا إلى إمكانية عدم التزام بريطانيا بقواعد بروكسل، وأكد أن الحكومة سوف تسعى للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
- لا تزال التصريحات من هنا وهناك تثير القلق، لكن "بريكست" نفذ لتوه، وهناك فرصة وأشهر طويلة من المفاوضات والمحادثات بين الطرفين، ومن الممكن تغير الأمور في الشهرين القادمين.
- حذر مسؤولو بروكسل من أن الفشل في الاتفاق على شكل العلاقات الجديدة مع بريطانيا ينذر بخروج غير مرن للندن، كما أن أي تغير صادم في القواعد التجارية ستنتج عنه أضرار بالغة على الجميع خاصة في المملكة المتحدة.
- أشار الأوروبيون إلى أن طلب لندن للوجود في سوق الـ450 مليون أوروبي مستهلك لن يكون دون امتيازات، ولن تكون بروكسل ساذجة، بل لها شروطها الواجب تنفيذها.
- في نفس الوقت، تريد الشركات التوصل إلى صفقة بين لندن وبروكسل من أجل الاستفادة من هذا السوق الضخم والتفرغ لصفقات تجارية مع تكتلات ودول أخرى.
المصادر: إيكونوميست، نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}