مع ظهور الإنترنت، انخفضت تكلفة بدء مشروع تجارى خاص بشكل كبير، كما أن انتشار خدمات التعهيد (Outsourcing) جعل الأمر أكثر سهولة. هذه العوامل وأخرى غيرها مكنت كثيرين من الاستقلال ماليًا والعمل لحساب أنفسهم من خلال إنشاء مشاريع تجارية خاصة.
أسئلة محورية
لكن بينما يحلم هؤلاء الكثيرون بكل امتيازات امتلاك أعمالهم الخاصة، إلا أنهم قد لا يعرفون معنى أن يصبح المرء رائد أعمال بالفعل. وينطبق هذا بشكل خاص على الشباب الذين ليس لديهم معرفة أو خلفية عن كيفية إدارة الأعمال التجارية.
المقاطع المصورة المنتشرة على منصة "يوتيوب" التي يتحدث أصحابها عن كيفية تمكنهم من ربح ملايين الدولارات من خلال بيع المنتجات عبر الإنترنت، ساهمت في إقناع البعض بأن الثراء أمر سهل.
وكمحاولة منه لتصحيح المفاهيم المغلوطة المحيطة بهذا الأمر قدم "كين كولويل" كتابه "تأسيس نشاط تجاري: دليل بداية سريع" الذي يصفه بأنه بمثابة لمحة بسيطة عن المعرفة التي تحتاجها لبدء عمل تجاري ناجح.
"كولويل" الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال، يشرح في كتابه الأساسيات التي يحتاج رجال الأعمال الجدد إلى التعرف عليها قبل الشروع في تنفيذ فكرة أي نشاط تجاري لكي يتمكنوا من تطويرها من مجرد فكرة إلى عمل تجاري ناجح، وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة أبرزها:
"هل فكرتك جيدة بما يكفي": يتحدث الكاتب عن كيفية خلق الفرص وأين يمكن العثورعليها، فليست كل الأفكار لها نفس القيمة، ومن ثم سيساعدك هذا الفصل على معرفة كيفية التمييز بين "الفكرة" و"الفرصة الحقيقية"، وهو تمييز جوهرى يجب أن تقوم به عندما تبدأ رحلتك التجارية.
على الرغم من أن بدء عملك التجاري أصبح أسهل مقارنة بأي وقت مضى، إلا أنه لا يزال يتطلب من رائد الأعمال تحمل قدر من المخاطرة، والعمل بجد لفترة طويلة. ويشير "كولويل" في كتابه إلى أن 70% من الأعمال الناشئة التي فشلت وقعت في فخ مطاردة "فكرة" أو "تصور" وليس "فرصة حقيقية".
و"الفرصة الحقيقية" تتميز عن الفكرة في أنها "مُفصلة" بمعنى أنها تضم كافة التفاصيل الممكنة حول المشروع قبل البدء فيه. ووفقًا للكتاب، فإن احتمال نجاح المشروع الذي يمتلك مؤسسوه خطة بها تصور واضح للخطوات والسيناريوهات المستقبلية المختلفة أعلى بنسبة 85% من غيرها والتي قد يلعب الحظ دورًا كبيرًا في نجاحها.
"ما الذي تخشاه؟"
أخطر ما يعترض أي عمل في بدايته هو "العقبات الذهنية" التي ربما تشل قدرة رائد الأعمال على التفكير، خصوصًا لو سيطرت عليها تصوراته المُسبقة عن احتمالات الفشل. فكثيرًا ما تعيق مخاوف من أشياء على شاكلة "لن أستطع دفع الإيجار إذا فشلت" نجاح الكثير من الشركات وتكبل قرارات مديريها.
"ما الذي تحتاجه حقًا للنجاح كرائد أعمال؟":
بالطبع يأتي العمل الجاد في المقدمة، ولكن في الوقت نفسه يحتاج رواد الأعمال إلى امتلاك مجموعة من المهارات المتعلقة بالذكاء العاطفي، فالتمتع بدرجة فوق المتوسط للذكاء العاطفي يزيد من احتمال نجاح الأعمال الصغيرة بنسبة 70%.
هناك أيضا العديد من الأسئلة التي يجب على كل شخص يريد أن يبدأ عمله الإجابة عنها، مثل"ماذا تبيع؟"، "كيف ستطور منتجك أو خدمتك؟"، و"كيف ستحدد السعر الأمثل؟".
نقطة التميز والعمالة
ويقول "كولويل" إنه يجب على كل رائد أعمال البحث عن نقطة يكون متميزًا فيها، ففي ظل المنافسة بين الشركات الصغيرة غالبًا ما يتم التركيز على تقديم سعر أفضل، ولكن الأفضل هو السعي لاكتساب "ميزة تنافسية".
ويؤكد الكتاب في الختام أنه إذا سألت مؤسس شركة متمرساً عن أهم عامل في أي شركة ناشئة فعلى الأغلب سخبرك بأنه العاملون فيها. ولذلك، يجب على رائد الأعمال أن يولي اهتمامًا كبيرًا بعملية اختيار الإدارة والموظفين والفريق المؤسس.
كما يحذر من أن الكثير من الشركات الناشئة تعمد إلى تخفيض تكلفة استقدام العمالة، لخفض التكاليف أو لتعظيم الأرباح، غير مدركة لحقيقة أن الشركات الصغيرة عادة ما تكون في أمس الحاجة إلى أشخاص مؤهلين لمساعدتها على النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}