نبض أرقام
12:29 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

ماذا وراء دعم شركات التكنولوجيا الكبرى لصناعة النفط؟

2020/01/15 أرقام

تمتلك شركات التكنولوجيا والنفط الكبرى شيئاً مشتركاً، وهو مشاريع كبرى تهدف إلى تحقيق أرباح، وعلى ما يبدو، تحاول شركات التكنولوجيا تبسيط عمليات صناعة الطاقة وزيادة إنتاجيتها دون النظر إلى مبادرات الطاقة المتجددة ومكافحة التغيرات المناخية.

 

على سبيل المثال، تحدثت "شنايدر إلكتريك" مؤخراً عن فوائد ومزايا تكنولوجيا تعليم الآلات وإنترنت الأشياء لشركات النفط والغاز الطبيعي وتحسين إدارة وصيانة المعدات ومراقبة الإنتاج والبنية التحتية والتنبؤ بأي مشكلات فنية قبل انهيار محتمل لخدمة ما.

 

 

كعكة التكنولوجيا!

 

- لا يبدو الأمر سيئاً، فكل صناعة تريد زيادة معايير الأمان لموظفيها ولأنشطتها، ومن هنا تدخلت "مايكروسوفت" و"جوجل" و"أمازون دوت كوم" بتقنياتها.

 

- لطالما تعالت أصوات شركات التكنولوجيا الكبرى مثل الأسماء المذكورة لمكافحة التغيرات المناخية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لكن في نفس الوقت، تتعاون نفس الشركات مع كيانات منتجة للخام والغاز بشكل مكثف.

 

- يأتي ذلك في الوقت الذي يعرف عن شركات النفط مواجهتها صعوبات في استخراج واستكشاف منتجاتها، وهو ما دفعها للبحث عن حلول لتقليل أو إزالة هذه الصعوبات، ومن ثم تدخلت التكنولوجيا.

 

- تدخلت شركات التكنولوجيا قديماً في تحسين أنشطة الننقيب وجودة المعدات، ولكن في يومنا هذا، تتدخل التكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي والأتمتة في اكتشاف احتياطيات جديدة ودعم منافسة شركات النفط والغاز مع المصادر المتجددة كتوربينات الرياح والطاقة الشمسية.

 

- أنفقت شركات الطاقة الكبرى عام 2018 نحو 1.75 مليار دولار للاستفادة من شركات التكنولوجيا في أعمالها، وتشير التوقعات إلى أن هذا الإنفاق سيرتفع إلى أربعة مليارات دولار بحلول عام 2025.

 

- تريد شركات النفط الكبرى الحصول ولو على جزء من الكعكة التكنولوجية التي تسهم في خفض النفقات وزيادة الإنتاجية وتحسين الأعمال والتنبؤ بإجراءات الصيانة فضلاً عن تعزيز معايير أمان موظفيها.

 

 

تناقض غريب

 

- تواصلت "مايكروسوفت" مع شركات لإنتاج النفط والغاز بهدف تقديم أكبر استفادة ممكنة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات في نفس الوقت الذي تطلق فيه مبادرات لمعالجة التحديات البيئية.

 

- لا تتوانى "جوجل" هي الأخرى في إبداء التعاون مع صناعة النفط والغاز الطبيعي، وفي نفس الوقت تعلن عن تحديد أهداف وطموحات لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

 

- تقدمت "جوجل" بتكنولوجيا الحوسبة السحابية لمساعدة شركات للخدمات النفطية مثل "شلمبرجيه" لتبسيط عملياتها وتحليل البيانات، كما ذكرت وكالات عام 2019 أن مالكة محرك البحث الإلكتروني تبرعت لجهات تنكر التغيرات المناخية.

 

- يرى محللون أن "جوجل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" وغيرها من شركات التكنولوجيا الكبرى تظهر تناقضاً شديداً في أعمالها وخطواتها الاستثمارية، فتارة تروج للدفاع عن المناخ وأخرى تتعاون مع جهات ملوثة للمناخ.

 

- مع ذلك، فإن هذه الأمور عادية في عالم الاستثمار والأعمال، ولا مشكلة من تعاون شركات فيما بينها رغم الاختلاف في الأهداف والخطط، وفي حالتنا هذه، لا يوجد ما هو غريب في تقديم شركات التكنولوجيا الكبرى خدمات لشركات الطاقة وجني أرباح من وراء ذلك.

 

- لا يبدو التعاون بين التكنولوجيا والطاقة شريراً بالضرورة، فالذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات يساعد بعض شركات الطاقة على تقليل أنشطة التنقيب وتعظيم الإنتاج وزيادة كفاءة الحفر.

 

- علاوة على ذلك، تسهم التكنولوجيا في زيادة معايير أمان العمال من خلال جعل حقول النفط أكثر ذكاء وأقل اعتمادا على البشر، فضلا عن مراقبة التأثير على البيئة بدقة.

 

- بالتالي، فإن شركات التكنولوجيا تهتم فقط بالبحث عن فرص لبيع منتجاتها وخدماتها بأكبر قدر ممكن للاستفادة وجني الأرباح شأنها شأن الشركات في الصناعات الأخرى.

 

المصادر: أويل برايس، فوكس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.