نبض أرقام
08:32 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

"جيم سيمونز" .. الرجل الذي حل لغز السوق وأصبح أحد أنجح المستثمرين في التاريخ

2019/12/08 أرقام

غالبًا ما تكون أفضل إستراتيجيات المستثمرين بسيطة، إذ يقول الملياردير "وارن بافيت": سواء كانت الجوارب أو الأسهم، فأنا أحب شراء السلع ذات الجودة العالية عندما تنخفض تكلفتها، فيما يفضل "جورج سوروس" الرهان على الأحداث الكبرى مثل انهيار جدار برلين.

 

 

هناك أيضًا الملياردير "جيم سيمونز"، مؤسس شركة "رينيسانس تكنولوجيز" لإدارة صناديق التحوط، ورغم أنه أقل شهرة من "بافيت" و"سوروس"، لكنه ليس أقل نجاحًا، فقد أسس أعماله وهو في عمر الرابعة والأربعين عام 1982، بعد مسيرة مهنية ناجحة في مجال الرياضيات.

 

وحقق صندوق "ميداليون"، الذي يُعد جوهرة تاج أعماله، أرباحًا قدرها 100 مليار دولار من التداول منذ عام 1988، وأغلبها ذهب إلى موظفيه، وكان متوسط العائد السنوي نسبته 66% قبل الرسوم، وهو ما يجعل "سيمونز"، الذي تبلغ ثروته الآن 21 مليار دولار، أحد أنجح المستثمرين على مر العصور.

 

شركة من الأثرياء
 

- في كتاب حمل اسم "الرجل الذي حل لغز السوق: كيف أشعل جيم سيمونز ثورة التحليل الكمي"، تناول الكاتب والصحفي "جريج زوكرمان" تاريخ الملياردير وشركة صناديق التحوط التي يحفها الكثير من الغموض، بعد بحث وتحقيق ومقابلات استغرقت عامين ونصف العام.
 

- رغم رفضه المتكرر وتشكيكه في أي كتابات حول حياته المهنية، وافق "سيمونز" في النهاية على الجلوس مع "زوكرمان" في سلسلة من المقابلات استغرقت أكثر من 10 ساعات، والنتيجة أن كتابه أصبح بمثابة أول مرجع واضح عن مغامرة الملياردير المليئة بالغموض.



 

- لم يبنِ "سيمونز" ثروته عبر الرسوم الهائلة التي حققها صندوق "ميداليون" وأقرانه، بل عن طريق استثمار أمواله أيضًا، حيث كان يرى أن الصندوق لا يمكنه إدارة أكثر من 10 مليارات دولار بشكل فعال.

 

- نتيجة هذا الاعتقاد، قرر "سيمونز" إعادة رأس مال المستثمرين الخارجيين، وسمح للموظفين فقط بالمشاركة، وبفضل هذا الإجراء، فإن متوسط ثروة الموظف الواحد في "رينيسانس" اليوم يبلغ 50 مليون دولار في الصندوق، لكن هذا المبلغ لا يُقارن بالطبع بحصة المؤسس.

 

من عامل نظافة إلى عالم رياضيات
 

- وُلد "سيمونز" عام 1938 في بروكلين، واكتشف حبه للرياضيات في سن مبكرة، وبعمر الرابعة عشرة، عمل في متجر لمستلزمات الحدائق كمنظف أرضيات بعد نبذه من الإشراف على المخزن بسبب ضعف قدرته على تذكر موقع المخزونات.
 

- مع ذلك كانت لديه خطة ليصبح عالم رياضيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي بدأ دراسة الرياضيات به بالفعل عام 1955، وبعد التخرج التحق بجامعة كاليفورنيا في بيركلي للحصول على درجة الدكتوراه في الرياضيات، وهو ما حققه خلال عام واحد.

 

 

- استمر "سيمونز" بعد ذلك في تدريس الرياضيات في معهد ماساتشوستس وجامعة هارفارد، وفي عام 1964، استعان به معهد تحليلات الدفاع، حيث لعب دورًا رئيسيًا في كسر الشفرات خلال حرب فيتنام.
 

- غادر "سيمونز" معهد تحليلات الدفاع بعد أربع سنوات، وواصل عمله كرئيس لقسم الرياضيات في جامعة "ستوني بروك" وساعد في تطوير مواد علمية كثيرة مرتبطة بالرياضيات والفيزياء حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي.

 

بداية النشاط الاستثماري
 

- بدأ "سيمونز" الاستثمار في عام 1978 عن طريق سوق العملات، وحقق نجاحات مبكرة بفضل استراتيجية "الارتداد إلى الوسط" البسيطة، حيث يشتري العملة عندما تنخفض بقدر كافٍ عن مستواها المتوسط مؤخرًا.
 

- بعد عقد من الزمان، أقنعه صديقه وعالم الرياضيات "ريني كارمونا"، أنه بدلًا من البحث عن أنماط حركة العملات بأنفسهم، يجب تسليم المهمة إلى الخوارزميات الحاسوبية، وكذلك التداولات (حتى وإن لم تبدُ حركتها منطقية للعقل البشري).



 

- في أوائل الثمانينيات، وقبل فترة طويلة من إطلاق خدمات مثل "محطات بلومبيرغ"، اشترت "رينيسانس" الكثير من الحواسيب باهظة الثمن، وخدمات اتصال فائقة السرعة، وأخرى للتخزين العملاق للبيانات.
 

- لم تكن هذه الأدوات متطورة في ذلك الوقت، لكن ما قدمته كان ثوريًا، حيث وفرت قاعدة بيانات بأسعار السوق، والتي لم يكن أي شخص آخر يقدمها في عالم الاستثمار، ربما كانت مكلفة بشكل كبير، لكنها أحدثت فرقًا كبيرًا.
 

- في التسعينيات، طور مهندسا الكمبيوتر "روبرت ميسر" و"بيتر براون" نسخة من هذا النهج تحت اسم "التصحيح الذاتي"، والتي كان من شأنها مضاعفة الآثار الإيجابية، وكانت بمثابة ميلاد تقنية جديدة واسعة الانتشار، والمعروفة الآن بـ"التعلم الآلي".

 

الغموض أهم السمات
 

- غالبًا ما يصف الآخرون في "وول ستريت" شركة "رينيسانس" بأنها آلة لطباعة النقود، لكن الأمر لم يكن سهلًا، ويوضح "زوكرمان" في كتابه أنه كان عليها الاستمرار في تكييف نماذج الأعمال لتظل بعيدة عن المنافسين.
 

- خيبة أمل "زوكرمان" هي أنه يرى "سيمونز" شخصا قليل المزايا (نسبيًا)، ربما لأن الملياردير يتجنب على الدوام الدعاية الشخصية، ولعل تلك أيضًا إحدى إستراتيجيات الحفاظ على سرية الشركة وأساليبها.



 

- مع ذلك، يُعرف عن "سيمونز" أنه كان جيدًا في العثور على أفضل الأشخاص في مجالاتهم، ومضاعفة رواتبهم لتشجيعهم على الانضمام إليه، ثم منحهم الحرية في القيام بمهامهم بالطريقة التي يفضلونها، ويعتمد في استقطاب الموهوبين على ميزة الوصول إلى "ميداليون".
 

- في عام 2010، قرر "سيمونز" الاستقالة من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة ورئيس تنفيذي للصندوق، لكنه احتفظ بموقعه كرئيس مجلس إدارة غير تنفيذي.

 

المصادر: الإيكونوميست، بلومبيرغ، إنفستوبيديا

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.