حازت صفقة "تشارلز شواب" المقترحة لشراء "تي دي أميرتريد" على إعجاب واهتمام جميع الأطراف في "وول ستريت" تقريبًا، باستثناء مجموعة رئيسية واحدة، والتي تضم المستشارين الماليين الذين يستثمرون أموالهم مع شركات السمسرة الإلكترونية الكبرى.
ويعتمد مستشارو الاستثمار المسجلون على شركات السمسرة مثل "شواب" و"أميرتريد" و"فيدليتي إنفستمنتس" لتنفيذ عمليات التداول وحيازة أصول العملاء وأداء الخدمات ذات الصلة مثل حفظ السجلات، وهو نشاط يعرف على نطاق واسع بين المستثمرين بـ"الوصاية".
كيان عملاق يبتلع السوق
- من شأن الصفقة خلق كيان عملاق في هذا المجال، يمتلك أكثر من 5 تريليونات دولار من الأصول، منها نحو 2.1 تريليون دولار من أصول المستشارين الاستثماريين، أو ما قدره 51% من سوق الوصاية، مقابل 932 مليار دولار للاعب الثاني في السوق "فيدليتي".
- الحجم الكبير للكيان المرتقب، كان وراء المكاسب الحادة لأسهم كل من "شواب" و"أميرتريد" بعدما أشارت التقارير إلى صفقة محتملة الأسبوع الماضي، لكنه يثير مخاوف أيضًا بشأن تدهور الخدمات وقلة الخيارات المتاحة أمام المستشارين الماليين.
- تعد "شواب" أكبر وصي لأصول المستشارين الماليين، إذ تستأثر بنحو 1.5 تريليون دولار من هذا القطاع، وأكثر من 7500 مستشار مالي، وساعدت صناعتهم على اكتساب الزخم في التسعينيات من خلال إنشاء منصة خدمات "شواب أدفيزور سيرفسيز" التي سهلت عليهم المنافسة مع كبار السماسرة مثل "ميريل لينش".
- لدى "أميرتريد" أكثر من 7 آلاف مستشار، يميلون إلى إدارة أموال أقل من أولئك الذين يتعاونون مع "شواب"، في حين تضم قائمة عملاء "فيدليتي" نحو 3 آلاف مستشار، وينافسهم لاعبون آخرون مثل "بيرشينغ" التابع لمصرف "بنك أوف نيويورك ميلون".
- تجني هذه الشركات الكثير من الأموال عبر مستشاري الاستثمار المسجلين والمستثمرين الأفراد من خلال جمع الفائدة على الأرصدة النقدية، لكن ما يقلق المستشارين، هو احتمال تدهور خدمة العملاء وكذا الخدمات التقنية بعد اندماج الشركتين.
هل يستفيد المستثمرون من الصفقة؟
- ليس المستشارون الماليون وحدهم من سيعانون من قلة الخيارات المتاحة واحتمال تدهور الخدمات المقدمة، فصغار المستثمرين الذين يبحثون عن وساطة الخصم أيضًا قد يجدون صعوبة في العثور على ما يبتغون، ومع ذلك فإن الأمر قد يكون جيدًا لهم على المدى البعيد.
- يقول الرئيس التنفيذي لشركة "أسيت ماب" لاستشارات التقنيات المالية "آدم هولت": بالنسبة للمستثمرين، فإن عملية الدمج ستؤدي في النهاية إلى خفض التكاليف، وستتراجع أسعار التداول وإدارة الاستثمار، الأمر الذي يخدم الجميع في النهاية.
- بالعودة إلى المستشارين الماليين، يقول "مايكل كيتسيس" الشريك ومدير إدارة الثروة لدى "بيناكل" للاستشارات المالية والتي تدير نحو ملياري دولار: مجتمعنا بشكل خاص غير متفائل إزاء هذه الأخبار، ليس هناك ما يشير إلى انتعاش محتمل جراء ذلك.
- في حين يقول البعض إن الدمج قد يساعد على تحسين الكفاءة وخفض التكاليف، يرى آخرون أنه في عالم الوساطة عبر الإنترنت، أصبحت الرسوم بالفعل عند مستويات منخفضة للغاية، وقد خفضت كبرى الشركات رسوم السمسرة الإلكترونية إلى الصفر في أكتوبر.
- عادة ما يحتاج التحويل من وصي لآخر إلى موافقة جميع العملاء لدى المستشار المالي، بالإضافة إلى قدر هائل من الأعمال الورقية، وهو ما يجعل عملية التحول في حالة عدم الرضا عن الوصي مهمة معقدة ومرهقة.
الاصطدام بعقبة مكافحة الاحتكار
- تقول مديرة قسم الأصول وأبحاث الوساطة لدى شركة "كوربريت إنسيت"، "جينيفر بتلر"، إن هناك خطرا من فقدان الشركتين للعملاء، لأنهما ربما تحتاجان إلى نقل أصولهما إلى شركة جديدة، مضيفة: في حين أنهما قد تخلقان بيئة أكثر فاعلية فإنهما ستجعلان الخيارات أقل في السوق.
- ما يزيد الآفاق تعقيدًا، توقع المحللين المزيد من عمليات الدمج في القطاع، ويقول "بنك أوف أمريكا": نتوقع دخول معظم شركات القطاع في مناقشات الاندماج نظرًا للضغوط التي تتعرض إليها، فإذا لم يحدث ذلك قد تتعرض أسهم بعض الشركات لمزيد من الضغط.
- مع ذلك، فإن المزيد من التركيز لنشاط الوصاية على أموال المستشارين الاستثماريين المسجلين، قد يثير حفيظة المنظمين، إذ يرى المحللون أن الصفقة بين "شواب" و"أميرتريد" ستخضع لتدقيق شديد وربما تواجه رياحا معاكسة من سلطات مكافحة الاحتكار.
- بخلاف التقديرات المشار إليها في الأعلى، ترى "كيفي برويت آند وودز" للاستشارات والأبحاث، أن "شواب" تستأثر بنحو 50% من أصول المستشارين الاستثماريين، مقابل ما بين 15% و20% لـ"أميرتريد"، وهو ما يعني أن الكيان المدمج سيكون أكثر نفوذًا من المتوقع.
المصادر: وول ستريت جورنال، يو إس إيه توداي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}