لا تزال الإفصاحات الرسمية للشركات والتقارير الحكومية تسيطر على توجه العديد من المستثمرين الذين يراقبون الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، لكن عددا متزايدا منهم يتجه حاليًا إلى مصدر آخر ليكسبهم ميزة تنافسية على غيرهم، وهو "البيانات البديلة".
أصبح من الممكن في الوقت الراهن تحويل الكميات الهائلة من البيانات التي يتم إنتاجها يوميًا عبر عمليات البحث على الإنترنت والتغريدات والمنشورات الإلكترونية ومعاملات بطاقات الائتمان وصور الأقمار الصناعية، إلى نظرة ثاقبة حول تدفق العملاء إلى سلسلة متاجر، أو حتى أداء الاقتصاد الكلي لدولة ما.
تتجه البيانات البديلة نحو الهيمنة على عملية بناء التوجهات الاستثمارية، حيث من المتوقع إنفاق مديري الصناديق أكثر من مليار دولار عليها هذا العام، للتفوق على الأداء المتوسط للسوق وتجنب انتعاش الاستثمار السلبي منخفض التكلفة.
لم يثبت بعد أن النمو الهائل في حجم مجموعات البيانات البديلة هو الترياق لكل الأوجاع، لكن ما كان يعتبر في السابق من اهتمام صناديق التحوط وكبار المستثمرين، أصبح ضرورة لازمة لمديري الأصول التقليديين الذين يكافحون من أجل تحقيق عائدات تفوق أداء السوق.
يقول المدير التنفيذي لشركة "أوبيماس" لاستشارات الإدارة والتي تركز على أسواق رأس المال "أوكتافيو مارينزي": مديرو الاستثمار التقليديون يواجهون ثلاثة خيارات، الأول هو تبني البيانات البديلة واعتماد نهج كمي أكثر فعالية، والثاني هو التحول إلى الاستثمار السلبي والتخلي عن الأبحاث نهائيًا، والثالث هو الابتعاد عن العمل تمامًا.
في حين أن المصادر تقدم أرقامًا متفاوتة حول حجم صناعة البيانات البديلة، هناك اتفاق واسع النطاق على أنها تنمو بسرعة مع عدم وجود علامة على تباطؤ وشيك.
من بين الشركات التي أنشأت فرقًا للبيانات البديلة أو استقطبت عددًا من الموظفين بدوام كامل يركز على هذه البيانات، "شرودرز" و"فيدليتي إنفتسمنتس" و"كابيتال جروب" و"إنفيسكو"، وفقًا لدراسة أجراها موقع "ألترينتف داتا دوت أورج" عام 2018.
معلومات حول "البيانات البديلة" وكيف باتت بهذه الأهمية؟ |
|
سؤال |
إجابة |
ما أبرز الأمثلة؟ |
- وجد الباحث ورائد الأعمال "أبورف جاين" دلائل حول أين سيصل التوظيف في الولايات المتحدة من خلال تحليل 1.2 مليار تغريدة من قبل 230 ألف من مستخدمي "تويتر" الذين غردوا بفقدانهم أو عثورهم على وظيفة.
- قلل صندوق التحوط "بوينت 72 أسيت مانجمنت" من توقعاته لأداء سهم "ويت وتشارز" للخدمات الصحية، بعد مراجعات اعتمد فيها على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والبحث عبر الإنترنت وبيانات معاملات بطاقات الائتمان، والتي أشارت جميعها إلى تزايد الزخم حول الأنشطة المنافسة.
|
ما حجم الاهتمام؟ |
- من المتوقع وصول إجمالي الإنفاق على البيانات البديلة من الشركات المشترية للأصول، إلى 1.1 مليار دولار هذا العام و1.7 مليار دولار في العام القادم، ارتفاعًا من 232 مليون دولار في عام 2016.
- تشير التقديرات التي نشرها "ألترينتف داتا" التابع لشركة البيانات "يبيت داتا"، إلى وجود 447 من مزودي البيانات البديلة حاليًا.
- توقعت "أوبيماس" للاستشارات والأبحاث المالية في 2017، ارتفاع الإنفاق على مصادر البيانات، وعلوم البيانات، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وإدارة البيانات وتطوير النظم، إلى 7 مليارات دولار بحلول عام 2020، من 4 مليارات آنذاك.
- لكن شركة الأبحاث "غرينتش أسوشيتس" تقدر حجم إنفاق المبالغ المخصصة للبيانات البديلة من قبل مديري الاستثمار بنحو 400 مليون إلى 500 مليون دولار فقط.
- مع ذلك، تعتقد الشركة أن هذا الإنفاق سينمو بسرعة مع تزايد اعتماد المستثمرين على هذه البيانات، وتشير إلى أن ميزانيات البيانات البديلة نمت بنسبة 76% في عام 2017 و52% في 2018.
|
ما أهمية المعلومات المتوافرة؟ |
- يعمل مزودو البيانات البديلة على البحث عن معلومات قيمة وسط هذه العوادم، فعلى سبيل المثال يمكن توظيف البيانات حول استخدام بطاقات الائتمان وموقع الجوالات الذكية في معرفة شعبية بائع تجزئة معين.
- يمكن لجامعي البيانات مراقبة المواقع ذات الصلة بالتوظيف مثل "لينكد إن" و"جلاس دور"، أو فحص أوراق الشركات التي تطلبها الحكومة، للحصول على تلميحات حول المنتجات والخدمات الجديدة التي قد تقدمها أو توقع الأزمة المالية للشركة.
- صور الأقمار الصناعية للأضواء ليلًا، توفر دليلًا حول الظروف السياسية والاقتصادية حتى في مناطق النزاع.
|
لماذا التوجه المتزايد نحوها؟ |
- هذه الظاهرة قادت عددًا من مديري الأصول التقليديين النشطين إلى دمج تقنيات الاستثمار الكمي في النماذج المعتمدة على الأساسيات.
|
ماذا عن مخاوف الخصوصية؟ |
|
ما الذي يجعلهم يعتقدون في ذلك؟ |
- بالنسبة للبيانات البديلة، تكون البيانات هي المنتج وليس الشخص، فبدلًا من محاولة الوصول لبيانات حول الأشخاص لبيعها للمعلنين، يتم جمع البيانات البديلة للشركات التي تتطلع إلى اكتشاف الاتجاهات والفرص المالية من السلوكيات والظواهر المعلنة.
- بدلًا من الاعتماد على بيانات مثل العنوان والبريد الإلكتروني والمعلومات الديموغرافية، يمكن للناس المساهمة ببيانات "إنترنت الأشياء" الخاصة بهم بشكل مجهول عبر مجموعات البيانات الكبيرة التي يتم حصدها من الشبكة الإلكترونية.
- هذا لا يعني أنه لمجرد وجود مجموعات من البيانات البديلة يمكن ترجمة ذلك إلى أرباح، يجب أولًا التأكد من القدرة على الوصول إلى هذه المجموعات وأنها ذات قيمة بالنسبة للتخصصات المختلفة.
- كما أنها لا تعني أن "فيسبوك" و"أمازون" و"جوجل" ستتوقف عند محاولة تتبع المستخدمين، لكن تزايد الاعتماد عليها قد يدفع هذه الشركات إلى إدراك أن تعقب المستخدمين ليس الطريقة الوحيدة لكسب المال. |
المصادر: بزنس ويك، ماركت ووتش، تيك ريبابلك
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}