"تبدو شهية العالم الآن مفتوحة من أجل البيانات، ولا شك أن شركات الاتصالات تأتي في صدارة المستفيدين، حيث سيسهم ذلك في ازدهار أعمالها، ويساعد في الإبقاء على الصناعة متجددة في مواجهة العديد من التحديات".. هذا ما يؤكده تقرير لـ"ديلويت".
"شهية مفتوحة"
وفقًا للتقرير فإن 37% من مستخدمي الجوالات في عام 2019 جعلوا استهلاكهم للبيانات مفتوحًا (دون باقات محددة للاستهلاك الشهري/ اليومي)، بينما كانت النسبة نفسها 25% في عام 2017، بما يعكس تصاعدًا سريعًا للغاية في معدلات الاستهلاك ويبشر بمستقبل واعد لصناعة ناجحة بالفعل.
ومن المتوقع تضاعف حجم صناعة الاتصالات خلال 4 أعوام فحسب، ففي ظل توقعات ذات مصداقية كبيرة بوصول حجم البيانات التي يتم تداولها إلى 4 أضعاف الحجم الحالي في خلال 4 أعوام فحسب فإن الصناعة ستحتاج إلى المواكبة بالمزيد من البنية التحتية التي تسهم في تلبية الاحتياجات التي لا تتوقف للبيانات.
وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى "إنترنت الأشياء" بوصفه مصدرًا رئيسيًا للنمو بالنسبة لشركات الاتصالات، ففي ظل توقعات بنمو المدن الذكية بنسبة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وتوقعات العمل بأنظمة ذكية مثل المنزل المُتكامل والسيارة المتصلة بالإنترنت وذاتية القيادة فإن صناعة الاتصالات تحتاج لمزيد من النمو.
نمو
اللافت أن هذا النمو المتوقع مستقبلًا يترافق مع درجة عالية من النمو الحالي بالفعل والشاهد على ذلك تقديرات "ستاتستيكا" بتوليد صناعة الاتصالات لـ1.2 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بشكل مباشر، واعتماد حوالي 40% من الاقتصاد الحديث على صناعة الاتصالات وجودًا وعدمًا أو تأثرها بشدة حالة غياب الاتصال المتطور.
ولذلك تبرز شركات عملاقة بإيرادات تصل إلى 105 مليارات دولار بالنسبة لـ"هواوي" و44 مليار يورو بالنسبة لـ"فودافون" كمشغل و42 مليار يورو بالنسبة لـ"أورانج"، غير أن الملاحظ أن تلك الشركات إما مشغلة للخدمات أو بائعة للجوالات بما يجعل الإيرادات هنا متداخلة بين ما يحصلون عليه بسبب تأسيسهم للبنية التحتية.
ولكن وفي حالة "بريتيش تيليكوم" على سبيل المثال تصل الإيرادات إلى 30 مليار يورو جميعها من تأسيس البنية التحتية للاتصالات، والتشغيل. وتقدر "إيكونوميست" نمو الصناعة بمعدل 20-22% سنويًا بفعل زيادة الاحتياج إليها واعتماد اقتصاد البيانات الحديث عليها.
واللافت هنا أن مساحة التوسع في الصناعة سيتم على ثلاثة مستويات، الأول في عدد مستخدمي البيانات، والذي يقدر تقرير لـ"فوربس" تضاعفهم خلال 5-7 سنوات، والمستوى الثاني يشمل نمو البنية التحتية والتي يتوقع الحاجة لتضاعفها بالكامل خلال 10 سنوات فحسب، بينما المستوى الثالث يشمل حجم المعلومات المتبادلة.
جانب خفي
وهناك جانب خفي كبير لتلك الصناعة قد لا يلفت اهتمام كثيرين في ظل جانبها "البراق" ويتعلق بربط عمليات الشركات عبر القارات المختلفة، حيث تتمكن شركة مقرها في الولايات المتحدة مثلًا من إعطاء الأوامر للآلات التي تستخدمها في مانيلا، وأن يتصل كافة فروع المؤسسة في مختلف دول وقارات العالم من خلال الهاتف الداخلي كما لو كانت مؤسسة في مكان واحد جغرافيًا.
ويقدر تقرير لـ"بريتيش تيليكوم" حجم تلك الصناعة حول العالم بحوالي 200 مليار دولار، 50% منها تكلفة التشغيل والعمالة والصيانة والنصف الباقي يشمل تأسيس بنية تحتية جديدة، بما يوحي بالتوسع الكبير في هذا الجانب من جهة، وبانعكاسها إيجابًا على نطاق واسع من العاملين من جهة أخرى، في ظل الإنفاق بشكل واسع على العمالة والصيانة.
ويمتد هذا الجانب الخفي ليشمل تأسيس المواقع لشركات الاتصالات في ظل تقديرات بحصول بعض الشركات على 50-60% من عائداتها من هذا النشاط، في الوقت الذي يركز فيه كثيرون على العائدات المتعلقة بالشركات المشغلة لشبكات الجوال، وتلك التي تبيعه.
ويتوقع تقرير "ديلويت" استمرار النمو المضطرد لشركات الاتصالات جميعًا، حتى مع التوقعات المتصاعدة بشأن الركود، خاصة مع التوقعات بعدم تأثر اقتصاد المعلومات كثيرًا بهذا الأمر، حتى وإن تعرضت بعض الشركات الرئيسية لهزات عنيفة.
المصادر: "ديلويت"، "ستاتستيكا"، تقرير لـ"بريتيش تيليكوم"، "فوربس"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}