تواجه شركات الطاقة الكبرى ضغوطاً متزايدة في مختلف دول العالم نتيجة تعالي الأصوات المطالبة بضرورة تحويل أنشطتها نحو مصادر نظيفة لمكافحة التغيرات المناخية، ولا تقتصر هذه الضغوط على الحقوقيين والمنظمات المدافعة عن البيئة، بل امتدت إلى المستثمرين.
وصل الأمر إلى صراخ من المدافعين عن البيئة في وجه مؤتمر شمل شركات كبرى للطاقة مثل "إيني" و"بي بي" بعبارة: "إنكم تقتلوننا جميعاً".
الثقة الاجتماعية
- سيظل العالم يعتمد على الوقود الأحفوري لعقود حتى على الرغم من السياسات والقيود التنظيمية الساعية لخفض استهلاك الطاقة، وهو ما يضغط على شركات النفط لإطلاق سياساتها المناخية الطارئة.
- بدأ البعض يتحدث عن كيفية استعادة شركات النفط العالمية لثقة العامة والمجتمعات في أعمالها وتقليل الأضرار على البيئة ومواجهة الاحتجاجات المتصاعدة في دول أوروبية وغيرها.
- يمكن ببساطة الحديث عن العملاء ومن بينهم المدافعون عن البيئة أنفسهم يقودون سيارات ويسافرون عبر الطائرات، وهي وسائل تعمل بالوقود الذي يطالبون بحظره.
- رغم ذلك، تعد هذه الاستراتيجية في المواجهة محفوفة بالمخاطر عند النظر إلى شركات الأدوية الأمريكية التي تنتج مسكنات أفيونية للآلام وتعرضت مؤخراً لقضايا وتسويات بمليارات الدولارات بسبب دورها في انتشار إدمان هذه المواد في البلاد.
- في شركات مثل "بي بي"، يدرس المدير التنفيذي الجديد للشركة "برنارد لوني" كيفية وضع استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية والتصدي للحملات البيئية، وهو مصدر قلق كبير بالنسبة له مقارنة بفترة سلفه "بوب دادلي" الذي كان أكبر تحدٍ واجهه مشكلة التسرب النفطي في خليج المكسيك عام 2010.
كيف السبيل للمواجهة؟
- على ما يبدو، سوف يتبع "لوني" مسار "رويال داتش شل" و"توتال" في التركيز على فكرة انبعاثات الكربون من العملاء بدلاً من أنشطة شركات النفط بحيث يتم الترويج لدراسات عن حجم تأثير هذه الشركات في التغيرات المناخية وجهودها في خفض انبعاثات الميثان من منصات التنقيب.
- تتخذ بعض الشركات نهج الكفاءة في استهلاك الطاقة وأيضا التحول إلى مصادر نظيفة قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال، تعتمد "إكوينور" على الكهرباء في تشغيل حقل "سفيدروب" قبالة سواحل النرويج الأمر الذي يسهم في خفض 25 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- تقول "رويال داتش شل" إن 85% من انبعاثات الكربون تأتي من العملاء المستخدمين للوقود الأحفوري لا الشركات المنتجة له، وهو ما يشبه فكرة شركات التبغ التي تنتج سجائر ضارة بالصحة والبيئة لكنها تنصح المستخدمين بالإقلاع عن التدخين.
- خطوة أخرى يرى محللون فاعليتها بشكل كبير، وهي التحول من مجرد شركة منتجة للنفط إلى كيان منتج للطاقة بمعنى تنويع الأنشطة بإنتاج غاز طبيعي ومصادر طاقة بديلة على غرار ما فعلت "توتال" و"رويال داتش شل" بإطلاق خطط لتنويع مصادر توليد الكهرباء.
- صاغت الشركتان استراتيجيات لخفض انبعاثات الكربون من أنشطتهم من خلال تنويع مزيج الطاقة المنتج من جانبها.
الحل في العملاء
- ربما لا تكفي هذه الخطوات التي أعلنتها شركات الطاقة الكبرى، فبعض المحتجين التفوا حول مقر "رويال داتش شل" في أبريل الماضي ورددوا عبارات تتهم الشركة بتدمير النظام البيئي العالمي.
- تحتاج شركات الطاقة لتحسين اختيار عملائها لاستهداف خفض أكبر لانبعاثات الكربون من خلال رفض تزويد السيارات أو الطائرات قديمة الطراز بالوقود في رحلات العطلات نظرا لكونها تستهلك كميات أكبر من الوقود ولا تتميز بالكفاءة في الاستخدام.
- يمكن ببساطة عدم إنتاج شركات الطاقة لوقود الطائرات الخاصة وزيادة أسعار الوقود (عبر محطاتها) على الأشخاص الذين يقودون السيارات الرياضية أو قديمة الطراز.
- يمكن التعرف بسهولة على السيارات الأقدم طرازا والتي لا تتميز بالكفاءة في استهلاك الوقود عبر الاطلاع على وثائقها في محطات الوقود، وهذا الأمر سيكون استفزازياً، لكن مزاياه كبيرة.
- من بين تلك المزايا بلوغ شركات الطاقة أهدافها الطموحة في مكافحة التغيرات المناخية عن طريق التأكيد على استهلاك منتجاتها من الوقود بكفاءة، وتعظيم استفادة عملائها من كل برميل من النفط.
- ستحسن هذه الخطوات أيضا من صورة شركات الطاقة في أعين المجتمعات، فالمسافرون وقائدو السيارات سيتمكنون ببساطة من التمييز بين "بي بي" و"رويال داتش شل" عندما يدفعون سعراً أكبر لوقود سياراتهم الرياضية في محطة عن أخرى.
المصدر: فاينانشيال تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}