يركز المنتقدون لصناعة النفط عالمياً على انبعاثات الكربون والتغيرات المناخية، وهذا أمر مفروغ منه، ولكن ثاني أكسيد الكربون ليس الناتج الوحيد غير المرغوب فيه، بل هناك أيضاً أكاسيد الكبريت، وفقاً لتقرير نشرته "بلومبيرج".
وتنبعث أكاسيد الكبريت في الأغلب عن حرق وقود محركات السفن حول العالم حيث إن جالونا واحدا (نحو 3.8 لتر) من هذا النوع من الوقود يحتوي على انبعاثات كبريت تعادل ما يخرج من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من 3500 جالون من البنزين.
وأظهرت دراسات أن انبعاثات الكبريت هي السبب وراء الأمطار الحمضية المرتبطة بالعديد من الأضرار على صحة البشر وإصابتهم بأمراض مثل سرطان الرئة.
ما مشكلة الوقود عالي الكبريت؟
- قبل ثلاث سنوات، أصدرت المنظمة البحرية الدولية قواعد تهدف لخفض انبعاثات أكاسيد الكبريت من السفن بنحو 77%، وسوف تدخل هذه القواعد حيز التنفيذ في يناير القادم.
- من المتوقع أن تسهم هذه القواعد في وقف الإصابات بأمراض قاتلة ووفيات مبكرة، ويبدو الأمر بسيطا لصناعتي الطاقة والملاحة البحرية.
- مع ذلك سوف تظهر التحديات عندما يتم اللجوء إلى البديل الجديد، حيث يتبقى الوقود عالي الكبريت بعد استخلاص الجزيئات عالية القيمة من النفط الخام والتي تستخدم في إنتاج البنزين وغيره من المشتقات البترولية.
- يباع الوقود عالي الكبريت في حالة سيئة للغاية حيث يكون وقتها شديد سواد اللون واللزوجة ويكون مخضباً بالنفايات، وتضطر مصافي التكرير لبيعه بخصم كبير وأحيانا تدفع أموالاً لشركات الشحن والسفن للتخلص منه.
قواعد جديدة
- بعد تطبيق القواعد العديدة، سيتم إنتاج ملايين البراميل من الوقود منخفض الكبريت، وهو ما سيجبر مصافي التكرير على تعديل أنشطتها ومعداتها كي تتواكب مع هذه المهمة أو شراء أنواع أخرى من الخام.
- سيكون على مصافي التكرير أيضاً التخلص من النفايات الناتجة عن أعمالها التقليدية، وفي ظل القيود التي ستفرض على شركات الشحن والسفن، ربما يلجأ بعضها لشراء وقود مختلط بالنفايات ونسبة عالية من الكبريت مع تثبيت مرشحات لتنقيته وإزالة أكاسيد الكبريت.
- لكن هذه السفن لن تتخطى نسبتها 10% عام 2020 نظراً لتوقعات بإقبال معظم صناعة الشحن والملاحة البحرية على وقود منخفض الكبريت، وهو ما سيزيد من التكلفة، ومن ثم التأثير على حركة التجارة العالمية.
- قال محللون إن تكلفة وقود الديزل سوف ترتفع بالتزامن أيضاً مع قفزة في تكلفة وقود البنزين والطائرات لأن القواعد الجديدة ستجعل وقود السفن في تنافسية مع أنواع أخرى.
- من المتوقع استفادة الولايات المتحدة من تطبيق القواعد الجديدة نظرا لأنها تنتج خامات خفيفة منخفضة الكبريت من الأساس.
- سوف تمتثل معظم السفن للقواعد الجديدة للمنظمة، ولكن البعض ربما يلجأ للغش من أجل خفض التكاليف، وهو ما يعني غرامات على المخالفين وربما الزج بالسجون.
- بالطبع لقواعد المنظمة البحرية الدولية فائدة كبيرة، فقد أشارت دراسة فنلندية عام 2016 إلى أنه بحلول عام 2025، من المتوقع تراجع أعداد الوفيات المبكرة نتيجة إصابات بسرطان الرئة وأمراض القلب بأكثر من نصف مليون حالة عقب تطبيق قواعد انبعاثات خفض الكبريت.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}