نبض أرقام
01:29 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

اقتصاد الفضاء.. حقيقة أم خيال؟

2019/08/02 أرقام - خاص

قبل 30 عامًا كانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الروسية يشكلان معًا صناعة الفضاء في مختلف أنحاء العالم بأكمله، مع نسب هامشية للغاية لوكالات الفضاء الأوروبية أو الصينية أو لبعض الدول النامية، غير أن الصورة تغيرت تمامًا.
 

 

تغير خريطة الاستثمارات
 

ففي عام 2018 وصل حجم صناعة الفضاء إلى 450 مليار دولار، لتنمو عما كانت عليه عام 2013 حيث قدرتها دورية "سبيس سيفتي" بحوالي 315 مليار دولار حينها، غير أن الملاحظة الأهم بقيت في نسبة القطاع الخاص مقارنة بالحكومات.
 

فبعد أن كانت ميزانية "ناسا" تشكل حوالي 75% من مجمل الإنفاق على أبحاث الفضاء قبل 30 عامًا أصبحت تمثل قرابة 4.5% فحسب من مجمل الإنفاق في هذا المجال، في ظل نمو متصاعد لوكالات الفضاء الحكومية في دول أخرى، فضلًا عن نمو شركات عدة، أبرزها "سبيس إكس" في هذا المجال.
 

وعلى الرغم من الجمود الذي شهدته ميزانية "ناسا" خلال السنوات السابقة إلا أن الصين زادت ميزانيتها بشكل لافت بوصولها حكوميًا إلى 8 مليارات دولار، مع الأخذ بالحسبان أنها لم تكد تبلغ مليار دولار عام 2003.
 

بل وتشير تقديرات إلى تفوق الصين على الولايات المتحدة -حكوميًا- في مجال الإنفاق على الفضاء في ظل وجود أكثر من شركة حكومية تُعنى بإطلاق الأقمار الصناعية للطقس والمرور وغيرها، بميزانية تقترب من 40 مليار دولار وفقًا لتقديرات بكين.
 

تريليون دولار خلال عقدين
 

والشاهد هنا أن زيادة مساحة الاستثمارات الخاصة "الطموحة" في هذا المجال تخلق مجالًا غير مسبوق للتوسع الاستثماري، ولعل إحدى العلامات الفارقة في هذا المجال كانت استثمار "جوجل" لمليار دولار في "سبيس إكس" عام 2018 مقابل 8.33% من الأسهم.
 

 

فعملاق البحث على الإنترنت يُعرف بأنه من الشركات المتحفظة للغاية في الاستثمار خارجها، بما يوحي بأن "جوجل" ترى في الاستثمار الفضائي ضرورة حتمية، وترغب في ألا تتخلف عن هذا الركب حرصًا على مستقبل الشركة.
 

وتشير دراسة لـ"مورجان" ستانلي" إلى أن حجم الاستثمار في قطاع الاقتصاد الفضائي سيتخطى تريليون دولار خلال العقدين المقبلين، ويتفق ذلك مع خطة شركة مثل "سبيس إكس" باستثمارات 100-300 مليار سنوية سنوية خلال عقد من الزمان مع إنفاق 60 مليار دولار على البحث والتطوير.
 

وتشير دراسة لـ"هارفارد" إلى أن ما سيساهم بصورة كبيرة في انتعاش اقتصاد الفضاء التراجع الكبير في تكلفة شحن المواد من وإلى الفضاء حيث يقدر حاليًا بـ2500 دولار للكيلو، بينما كان يقدر بـ50 ألف دولار قبل عقدين من الزمان.
 

خيال أم حقيقة؟
 

كما أن الاتجاه نحو تصنيع الصواريخ القابلة للاستخدام المتكرر، وهو ما بدأه "إيلون ماسك" رغم معارضة "ناسا"، من شأنه التقليل بصورة جذرية تصل إلى 50% من تكلفة رحلات الفضاء وجعلها أكثر سهولة أيضًا من حيث مواصفات الإطلاق ويجنبها بعض الصعوبات التقنية المتعلقة بوقت الإطلاق ومكانه على كوكب الأرض.
 

بل ووصلت "سبيس إكس" إلى حد اعتبار أنه من الممكن عمليًا البحث عن "رحلات اقتصادية" إلى الفضاء بعد عقدين بما يزيد من إمكانية الاستغلال الاقتصادي للفضاء ويفتح بابًا واسعًا للغاية لاقتصاد الفضاء.
 

 

وخلال السنوات الخمس الماضية شهدت صناعة إطلاق الأقمار الصناعية نموًا يبلغ 10% سنويًا في المتوسط، ومن المتوقع ارتفاع تلك النسبة لتصل إلى 20-25% مع إطلاق برامج شركات خاصة في مجال الاتصالات وتوفير الإنترنت، ولا سيما "جوجل" و"سبيس إكس".
 

وعلى الرغم  من التطور اللافت في هذا المجال إلا أن "لمحات الخيال" ترتبط باقتصاد الفضاء في بعض الأحيان، مثل بعض التقارير التي تشير إلى إمكانية استغلال الفضاء في التعدين والزراعة، فهذا يبدو بعيد المنال تمامًا من الناحية الاقتصادية في ظل تكلفة إعاشة بشرية تصل إلى مئات الأضعاف في الفضاء فضلًا عن تفاصيل تتعلق بالجاذبية وتوافر الهواء.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.