انهارت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بشكل تدريجي منذ نهاية فصل الشتاء، رغم بقاء المخزونات دون المستوى المتوسط للخمسة أعوام السابقة، وذلك بعدما قفزت أسعار "هنري هاب" في الربع الرابع من عام 2018 بسبب الطلب القياسي وبرودة الطقس، بحسب تقرير لـ"أويل برايس".
ظلت الأسعار مرتفعة فوق 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لفترة وجيزة فقط، حيث استمر الإنتاج في الارتفاع، وبالتالي لم يشعر المتداولون بالقلق إزاء احتمالات حدوث عجز في السوق.
السوق الأمريكي
- مع اقتراب موسم ذروة الطلب الشتوي من نهايته خلال شهر مارس، استمرت الأسعار في التراجع، ومن ثم سلكت مسارًا هبوطيًا خلال الأشهر القليلة الماضية، حتى انخفضت إلى ما دون 2.30 دولار لأول مرة في 3 سنوات.
- المحرك الرئيسي للسوق الهابط هو الإنتاج الذي يواصل الارتفاع حتى مع الضغوط المالية التي تتعرض لها شركات النفط الصخري، وقد زادت إمدادات حقل "مارسيلوس" وحده بنسبة 15% خلال شهر مايو، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
- كما تتعرض أسواق الغاز لتقلبات موسمية، حيث يبلغ الطلب ذروته في فصل الشتاء ويكون أقل خلال الصيف، فيما ينخفض الاستهلاك بشدة خلال فصلي الربيع والخريف، لكن تباين الطقس من عام لآخر يؤدي إلى تغيرات في مستوى التقلبات.
- البداية المعتدلة للصيف هذا العام، أدت إلى انخفاض الطلب بشكل أكبر من المعتاد، ما تسبب في ارتفاع المخزونات، والتي بلغت 2390 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الأخير من يونيو، بزيادة أسبوعية قدرها 89 مليار قدم مكعبة.
- مع ذلك، لا يزال المخزون أقل من المستوى المتوسط للخمس سنوات الماضي بمقدار 152 مليار قدم مكعبة، لكنه أعلى بمقدار 249 مليار قدم مكعبة عن مستوى العام الماضي، وبالتالي فإن نمو المخزونات كان سببًا في الضغط على الأسعار.
الصناعة تعاني
- من المرجح أن يمثل انخفاض أسعار الغاز الطبيعي لعدة سنوات، ضربة أخرى لصناعة الفحم التي دخلت في دوامة الموت بالفعل، حيث تقدمت 3 شركات فحم بطلب لإعلان إفلاسها في مايو، ما يعرض 2000 وظيفة تعدين للخطر.
- لكن انخفاض أسعار الغاز يعد خبرًا سيئًا لصناعة الغاز نفسها، ووفقًا لمسؤول تنفيذي سابق في "إي كيو تي"، وهي إحدى كبرى الشركات المنتجة للغاز الصخري في أمريكا: عمليات التكسير الصخري كانت كارثة لا مثيل لها بالنسبة لهذه الصناعة، وتسببت في تراجع الأسعار وخسائر مستمرة.
- يضيف المدير التنفيذي السابق للشركة "ستيف شلوتربك": حتى عند سعر دولارين، فإن أعمال حقل "مارسيلوس" ليست مجزية اقتصاديًا، والسؤال الوحيد الآن، هل ما يحدث يتم بطريقة مسيطر عليها أما أن صدمة غير متوقعة للقطاع باتت قريبة.
- يستمر عدد منصات التنقيب عن الغاز في الانخفاض، حيث تراجع إلى 173 منصة في الأسبوع الأخير من يونيو، مقارنة بـ200 منصة في بداية العام، وفي الوقت نفسه، تعاني الأسواق العالمية من زيادة المعروض وانخفاض الأسعار.
معاناة في آسيا وأوروبا أيضًا
- بدأت مجموعة من المحطات التصديرية الجديدة العمل هذا العام، ما دفع الأسعار حول العالم للتراجع، وبالنسبة للسوق الأكثر أهمية "شرق آسيا" انخفضت أسعار "جابان/كوريا ماركر" إلى ما دون 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى مستوى منذ سنوات.
- لا يعتقد المتداولون أن الأمور في طريقها للتحسن، ففي حين تبلغ أسعار عقود "جابان/كوريا ماركر" للشهر التالي 4.58 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فإن عقود شهر أغسطس لعام 2023 يتم تداولها عند 5.93 دولار فقط.
- في أوروبا أيضًا، تعاني أسواق الغاز من فائض في المعروض، وتصل كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال إلى الموانئ الأوروبية في وقت تميل فيه روسيا إلى حماية حصتها من سوق القارة العجوز.
- تقول "ريستاد إنرجي": كاثنين من كبار منتجي الغاز في العالم، تعد روسيا والولايات المتحدة منافسين طبيعيين للوصول إلى السوق الآسيوي الرابح وحتى الأوروبي، وهو ما يفسر إرسال البلدين كميات متزايدة من الغاز إلى أوروبا رغم انخفاض الأسعار.
- بعض المصدرين الأمريكيين لا يغطون تكاليف التشغيل، ومع ذلك، زادت صادرات الولايات المتحدة إلى أوروبا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، بسنبة 6.9 مليار متر مكعب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}