أسدل الستار على «تحدي الابتكار 2018»، برنامج التعليم التنفيذي الذي تنظمه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هذا العام بالتعاون مع كلية أندرسون للإدارة بجامعة كاليفورنيا، حيث قامت الفرق المشاركة من 10 شركات كويتية خاصة بعرض مشروعاتها الابتكارية النهائية أمام الإدارات العليا بشركاتهم وإدارة المؤسسة، وقدمت الفرق حلولا وآليات مبتكرة للتغلب على التحديات التي تواجه شركاتهم، وذلك وفق الأسس العلمية للابتكار التي تعلموها.
أقيم «تحدي الابتكار» على مدار أربعة أشهر بين الكويت والولايات المتحدة، وعاد المشاركون أخيرا بعد حضور سلسلة من التدريبات وزيارة مجموعة من أهم الشركات العالمية في مجال تخصصها، لاستلهام أحدث التجارب العالمية في تطويع الابتكار لخدمة الأهداف الاستراتيجية للشركات.
ويعد البرنامج أحد أهم مبادرات التعاون الدولي التي ترعاها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سنويا للقطاع الخاص، إذ يقدم الفرصة لـ 5 موظفين كويتيين من كل شركة لتعزيز مهاراتهم في الإدارة والقيادة عبر الابتكار، وذلك من خلال حضور مجموعة من ورش العمل التعليمية التي يقيمها خبراء جامعة كاليفورنيا وأساتذتها في الكويت ولوس أنجيليس، بالإضافة إلى حضور مقابلات وحلقات نقاشية مع أبرز المبتكرين في مجال الأعمال وتطويرها بالولايات المتحدة، مما دفع أكثر من 50 شركة كويتية إلى ترشيح فرق من موظفيها للاشتراك في نسخة هذا العام من التحدي، قبل تصفيتهم إلى 10 فرق يمثلون كلا من: بنك الكويت الوطني، وإيكويت للبتروكيماويات، وأجيليتي، وبيت التمويل الكويتي، وبنك الخليج،، وبنك بوبيان، وشركة مشروعات الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول (KAMCO)، وتابكو العالمية للتجهيزات الغذائية، ورساميل للاستثمار، وجيدايت جروب.
وقال مدير إدارة الشركات والابتكار في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.بسام الفيلي ان البرنامج يعكس مدى التزام المؤسسة تجاه تعزيز قدرات القطاع الخاص، وتحفيز ثقافة الابتكار لديه، موضحا ان التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة يتطلب تعريف القادة ومتخذي القرار المستقبليين بأحدث الممارسات الابتكارية التي تتبعها شركات الناجحة على مستوى العالم.
من جانبه قال المدير التنفيذي لإدارة المواهب والموارد البشرية في «بيتك» عماد ميرز: على مدار السنوات الأربع الماضية أثرى برنامج تحدي الابتكار تجربة موظفي بنك بيت التمويل، فقد منح آلية تفكير ابتكارية للمشاركين، مكنتهم من تطوير المنتجات والارتقاء بالخدمات، مما عاد بنتائج مثمرة على البنك.
من ناحيتها، أكدت مدير عام الموارد البشرية في بنك الخليج سلمى الحجاج على أهمية تحدي الابتكار للقطاع المصرفي، مضيفة انه على الرغم من أن العملية الابتكارية لا تتسم بالسلاسة، فقد أسهمت الأفكار الخلاقة المتعلقة بالخدمات المصرفية الرقمية والتطبيقات التكنولوجية الحديثة في توسيع الآفاق الابتكارية، وهو الأمر الذي عززه برنامج تحدي الابتكار لدى المشاركين، كما أسهم البرنامج بشكل ملحوظ في تطوير العنصر البشري بالبنك على الصعيدين المهني والشخصي.
ومن جهته، قال الرئيس التفيذي لشركة «كامكو» فيصل صرخوه تتمحور اهتماماتنا في «كامكو» حول تطوير الأعمال التي من شانها أن تعود علينا بنتائج فعلية وقيمة مضافة، وما قدمه فريقنا في العرض النهائي من «تحدي الابتكار» ليس حلما بعيدا، بل يعتبر واقعا قابلا للتنفيذ بجهود العاملين في الشركة، ولقد اتضح لكل من تابع العرض كيف طور برنامج تحدي الابتكار من فهم الفريق للأعمال وأيضا من إمكاناتهم في عمليتي التخطيط والتنفيذ.
ووجهت المؤسسة عبر د.بسام الفيلي دعوة مفتوحة لكل شركات القطاع الخاص في الكويت للاستفادة من المزايا الفريدة لهذا البرنامج التعليمي التنفيذي، حيث صارت التحديات التي تواجه الشركات أصعب من أي وقت مضى، لذلك نعمل على تزويد الشركات بما يلزمها لتخطي عقبة التسارع الكبير في مستوى التنافسية والتحديات، بغض النظر عن طبيعة الشركة ونشاطها الاقتصادي، وهدفنا هو تزويد الشركات المحلية بالأدوات والمهارات العملية اللازمة لمجابهة تلك التحديات.
يذكر ان الفرق المشاركة في «تحدي الابتكار» تعرفت على مبادئ «التفكير التصميمي» و«نموذج العمل التجاري» قبل السفر إلى الولايات المتحدة في نهاية أبريل، لاستكشاف أبرز نماذج تصميم الحلول والخدمات المبتكرة وتطبيقها في مجموعة من الشركات العالمية ودراستها عن كثب، وقاموا بزيارة أكبر شركة تصميم في العالم، وهي شركة جنسلر، لاستكشاف طريقة تطويعها للابتكار في عملها، من خلال الاستماع في جلسة تفاعلية ثرية إلى كيفية استخدام تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المدمج في بناء ستاد كرة القدم الجديد بلوس أنجيليس، كما تعرفوا على مصادر الإلهام وراء أبرز التصميمات الهندسية في الحاضر والمستقبل بمنطقة الشرق الأوسط، كتصميم «الأفنيوز مول».
وفي السياق نفسه، زار المشاركون مدينة ديزني لاند، أشهر مدينة ألعاب في العالم، التي تعد أحد أروع الأمثلة وأقواها على تميز القيادة، وذلك لاختبارها من المنظور الخارجي للريادة ومن المنظور الداخلي للإدارة، إذ أتيحت لهم فرصة التعرف على طريقة إدارة أحد أكبر الألعاب في المدينة وتشغيلها للوقوف على كيفية استخدام الابتكار لخلق تجربة مستخدم شاملة وراقية ومتطورة.
كما امتدت زيارات الفرق لتغطي قطاع التكنولوجيا الرقمية، من خلال زيارة مقر شركة ريوت جيمز.
الجدير بالذكر ان برنامج تحدي الابتكار منذ انطلاقه قبل 4 سنوات قد شهد مشاركة 151 موظفا كويتيا كونوا 40 فريقا من 28 شركة كويتية مختلفة، وتولي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي اهتماما كبيرا لبرامج التعاون الدولي، باعتبارها أحد أهم الوسائل لنشر العلوم والابتكار في قطاعات المجتمع الكويتي كافة بما فيها القطاع الخاص، إذ سبق للمؤسسة في الدورات الماضية التعاون مع عدد من أرفع الكيانات العلمية حول العالم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}