نزل قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بردا وسلاما على الشركات الكويتية التي تمتلك استثمارات هناك وأبرزها «زين» التي تمتلك وحدة تابعة هي الأكبر بين شركات الاتصالات العاملة بالسودان وتحقق أرباحا سنوية تقارب الـ 90 مليون دولار، حيث عانت الشركة ومعها بعض الشركات الكويتية الأخرى وفي مقدمتها بيت التمويل الكويتي الذي يمتلك حصصا كبيرة بشركتين لديهما استثمارات ضخمة هناك من صعوبة في تحويل الأموال وتراجع بالبيئة التشغيلية وعدم القدرة على توسيع الأعمال بالتعاون مع شركات عالمية وخاصة الأميركية وذلك على مدار 20 عاما من العقوبات التي بدأت في 1997.
وبحسب وزير الاستثمار السوداني د.مدثر عبدالغني عبدالرحمن فإن الكويت تحتل المرتبة الثالثة في حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة في السودان بقيمة 7 مليارات دولار، فيما نفذت الكويت 57 مشروعا بقيمة تفوق الـ 2.9 مليار دولار بنهاية العام الماضي.
أولاً: زين السودان (مملوكة بالكامل لمجموعة زين).
تتوالى الأحداث الايجابية على مجموعة زين بعد انتهاء ملف أسهم الخزينة والتفاوض مع الحكومة العراقية حول ملف الضرائب اضافة الى تحول وحدتها بالسعودية للأرباح ليتوج ذلك بالإعلان عن رفع العقوبات عن السودان ما سيصب في مصلحة وحدتها هناك لتصبح كافة شركاتها التابعة أكثر رشاقة وقوة عن ذي قبل.
وحققت شركة زين السودان ارباحا سنوية وصلت الى 27.3 مليون دينار (90 مليون دولار) في 2016 ما يمثل قرابة 19% من صافي ارباح المجموعة والتي تخطت 150 مليون دينار بنهاية العام الماضي.
وتبلغ الايرادات السنوية لوحدة زين في السودان إلى 214 مليون دينار (700 مليون دولار) ما يعادل قرابة 21% من اجمالي ايرادات المجموعة بنهاية العام الماضي والتي تخطت المليار دينار بقليل.
فيما تصل القيمة الدفترية لأصول الوحدة السودانية بنهاية العام الماضي 250 مليون دينار بانخفاض شديد مقارنة بـ 543 مليون دينار في العام 2015 (قرابة 1.7 مليار دولار) أي ما يعادل قرابة 15% من اجمالي أصول المجموعة.
وتشغيليا نجحت «زين» في الإبقاء على تقدم وحدتها السودانية رغم العقوبات:٭ مد رقعة التغطية القومية لتصل اليوم إلى أكثر من 90% من مجمل سكان السودان.
٭ إطلاق خدمات الجيل الرابع LTE) 4G) بداية العام 2016 لتصبح «زين» الأولى في إطلاق هذه التقنية.
٭ تمتلك «زين» أكبر حصة سوقية بين شركات تشغيل المحمول بالسودان يليها سوداتل.
ثانياً: بنك بوبيان.. تخارج أم جني ثمار؟
ولبنك بوبيان نصيب في الاستثمارات الكويتية بالسودان، حيث يمتلك نحو 21.67% في بنك المال المتحد، وتعود ملكية بوبيان في هذا البنك إلى عام 2006 وحقق البنك السوداني ارباحا وصلت الى 129 مليون جنيه سوداني (ما يعادل 20 مليون دولار) خلال السنوات الثلاثة الماضية، فيما تبلغ ايرادات آخر عامين لبنك المال المتحد السوداني قرابة 287 مليون جنيه سوداني (ما يعادل 43 مليون دولار).
وبحسب مصادر مصرفية فمن المرجح ان يدرس «بوبيان» التخارج من بنك المال المتحد، وذلك لسببين الأول: عدم تحصيل عائد مغر على هذا الاستثمار، والثاني ان استراتيجية البنك لا تتماشى مع هذه النوعية من الاستثمار.
ثالثاً: مجموعة عارف (تابعة بنسبة 53% لبيتك).
تعد مجموعة عارف للاستثمار التابعة لبيت التمويل الكويتي (بيتك) من أكثر الشركات التي لديها استثمارات سودانية وهي كالآتي:
1- أكثر من 20 % من أسهم بنك المال المتحد.
2- 50 % من أسهم الشركة السودانية للنقل النهري.
3- حصة حاكمة بشركة هيليج التي تستثمر في خدمات البترول وهي شريكة في حقول نفطية مع شركات عالمية اخرى.
وكان «بيتك» أعلن في وقت سابق، الموافقة على بيع حصته بمجموعة عارف، موضحا أن الموافقة على بيع حصته في «عارف» وعرضت شركة إماراتية شراء أصول مجموعة عارف الاستثمارية الموجودة في السودان بنحو 60 مليون دولار في ابريل الماضي ولم يتم الإعلان عن أي معلومات بخصوص عملية البيع حتى الآن، ويتوقع ان يشهد قرار بيع المجموعة تغيرات بزيادة القيمة او العدول عن القرار بعد رفع العقوبات عن السودان.
رابعاً: شركة بيت الطاقة (تابعة بنسبة 96.2% لبيتك).
وتمتلك شركة بيت الطاقة القابضة استثمارات كبيرة بالسودان تتمثل في الآتي:
1 - 50 % من شركة الدينير بتروليوم انترشيونال.
2 - 50 % من شركة مجموعة المصادر للتنمية.
«زين».. بداية عالم جميل بالسودان.
سهولة تحويل أرباح وحدتها السودانية والتي تقارب 90 مليون دولار سنويا.
الاستفادة من الأموال المحجوزة بالسوق السوداني لسنوات ماضية.
نشاط بالاقتصاد السوداني سينعكس على عملياتها التشغيلية.
تحسن «الجنيه السوداني» يسهم في زيادة أرباح المجموعة.
نمو متوقع فوق قيمة الشركة التي وصلـت إلى (600 فلس للسهم) حسب صفقة بيع أسهم الخزينة.
هل يتغير عجز الميزان التجاري الكويتي لصالح السودان؟
يشهد الميزان التجاري الكويتي مع السودان عجزا لصالح الواردات السودانية بقيمة 1.03 مليار دينار خلال العام الماضي ليشهد تراجعا مستمرا خلال السنوات الاربع الماضية فبعدما كانت الكويت تحقق فائضا بالميزان التجاري وصل الى 5.4 مليارات دينار مع السودان في 2013 بصادرات وصلت قيمتها إلى 6.5 مليارات دينار مقابل واردات سودانية بـ 1.09 مليار دينار.
وينبئ الربع الأول من العام الحالي بزيادة عجز الميزان التجاري مع السودان، حيث وصل الى 722 مليون دينار واذا استمر بنفس الوتيرة سوف يصل العجز الى قرابة 3 مليارات دينار بنهاية العام الحالي.
يتوقع ان تزداد قوة الجنيه السوداني وهو ما سوف يؤثر بالسلب على الميزة التنافسية لوارداتها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}