نبض أرقام
07:50 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

هل عفا الزمن على أفكار "آدم سميث" ويحتاج العالم لثورة في تعليم الاقتصاد؟

2019/06/07 أرقام

تحكم الاقتصادات الكثير من الجوانب في عالمنا، ولكن دراسات هذا المجال لا تزال منهمكة في الماضي، فالكثير من الاقتصادات لا تزال تتحكم فيها نماذج وضعت في القرن التاسع عشر بناءً على نظريات "إسحاق نيوتن" في الفيزياء، فهل يوشك العالم على تغيير ذلك؟ هذا ما تناوله تقرير نشره "زي كونفرزيشن".

 

بدا تأثر الاقتصاد بنظريات "نيوتن" من خلال التعامل مع الإنسان كأنه جزيء ذري لا كيان بشري، ورغم محاولات الأكاديميين تبسيط الأمور قدر الإمكان، فإن خريجي كليات الاقتصاد ظلوا متأثرين بنماذج القرن التاسع عشر ونقلت عبر الأجيال من خلال تطبيقها على العمل والسياسة والإعلام والأعمال والحياة المدنية.

 

 

يرى خبراء أن علم دراسة الاقتصاد في حاجة للتطوير والتغيير لأن المناهج التي تدرس في الجامعات والكليات المتخصصة لا تعكس أو تتناول العديد من القضايا في عالمنا اليوم.

 

الاقتصاد السياسي

 

هناك تشابك بين الاقتصاد والسياسة على الرغم من محاولات الاقتصاديين تجنبه، فتجنب السياسة والتاريخ والأفكار الأوسع نطاقاً في تدريس الاقتصاد يبدو كمن يحاول تدريس تدفق المياه بشكل طبيعي في منطقة يعلم الجميع كل شيء عنها، فمن غير الممكن تدريس منظومة وتجاهل معرفة الناس بها.

 

قال علماء اقتصاد وعلى رأسهم "آدم سميث" و"ديفيد ريكاردو" و"كارل ماركس" إن الاقتصاد والسياسة متشابكان، ونسي الكثيرون ذلك، ولكن لا يعني هذا التشابك أن يصبح الاقتصاديون ساسةً، بل يعني عدم تجاهل السياسة.

 

يتحدث الاقتصاديون عن الأرقام فقط والبيانات الإحصائية والنماذج الكمية، ولكن ليس هذا كل شيء، فمن الضروري الأخذ في الاعتبار العلوم الاجتماعية مثل علم الاجتماع وعلم دراسات الإنسان في الاعتبار لتكوين صورة شاملة عن المجتمع.

 

- عند أخذ الدور المجتمعي في الاستشارات الاقتصادية بجدية، ستتكون رؤية أشمل عن طبيعة الاقتصاد ومنهجيته وتطبيقاته.

 

- يعلم الأكاديميون في الجامعات والكليات جيداً هذا الدور المجتمعي وعلوم السياسة والاجتماع ودراسات الإنسان في المنظومة الاقتصادية، ولكن لسوء الحظ، يتجاهل ذلك من يتخرجون من الجامعات.

 

- المشكلة أن هؤلاء الخريجين يعملون في شركات كبرى وحكومات وبنوك مركزية ويشكلون الحياة السياسية في بعض الأحيان، ولا يأخذون مدى تعقيد المنظومة الاقتصادية في اعتباراتهم.

 

 

ضبابية اقتصادية

 

أظهرت استطلاعات رأي ومسوح أكاديمية أجريت على جامعات بريطانية أن خريجي كليات الاقتصاد يتجاهلون بالفعل العديد من الأمور الهامة في تطبيقاتهم وأعمالهم ومجتمعاتهم.

 

- أشارت نتائج المسوح إلى أن أقل من 10% كانوا يتناولون جوانب سياسية واجتماعية في تطبيقاتهم الاقتصادية، وفي هولندا، رأى طلاب أن مشاكل العالم الحقيقي – مثل التغيرات المناخية وعدم المساواة – تم التعامل معها بنسبة 6% فقط كما أن 2% من الدراسات المنهجية لم تركز على الإحصائيات.

 

- اكتشف في استطلاعات رأي ومراجعات لمشروعات ومناهج دراسية في جامعات بـ13 دولة حول العالم نفس الظروف في البرامج الاقتصادية.

 

- يتعلم خريجو كليات الاقتصاد حول العالم نظريات من المناهج الدراسية التي لم تتغير في الأغلب منذ منتصف القرن الماضي، واعتمدت تلك النظريات على جوانب فقط تتعلق بالتنافس الفردي في الأسواق والأرباح وما إلى ذلك.

 

- بالتالي، لم تأخذ هذه النظريات المفاهيم الاقتصادية الأشمل في الاقتصاد وكفاءة القيمة والأسواق والنمو، كما تم تجاهل عناصر مثل عدم المساواة التي تمزق العديد من المجتمعات.

 

- في الوقت الذي يحاول فيه البعض تنفيذ جوانب إنسانية إيجابية مثل التبرع لأعمال خيرية وفصل القمامة وعدم الإسراف في النفقات غير الضرورية، فإن العالم لم ينتبه لإصلاح جذور المشكلة التي تسببت في أزمات من الأساس، وهي اقتصاد تطبيق الاقتصاد على النظريات والأرقام وتجاهل العلوم المجتمعية.

 

 

بارقة أمل

 

رغم كل ذلك، هناك بارقة أمل للتغيير، ففي المملكة المتحدة، أصبح عدد من البرامج الاقتصادية أكثر تنوعاً من حيث النظريات والمناهج بشكل تدريجي.

 

على سبيل المثال، جددت كلية "جولدسميث" في لندن برامج النظريات والمناهج الدراسية لتشمل جوانب أخرى ليست مقتصرة فقط على الاقتصاد، كما ربطت كليات أخرى بين الأنظمة البيئية والاقتصادية.

 

- رغم ذلك، هناك حاجة للتغيير من خلال تدشين مناهج جديدة لتعليم الاقتصاد – بدلاً من البقاء خلف سياج القرن التاسع عشر – وأخذ الدور المجتمعي في الاعتبار بجدية.

 

- تحتاج الجامعات حول العالم لاقتصاد يركز على كافة المنظومة الاقتصادية وجميع الموارد المعرفية وليس مجرد بيانات إحصائية، وحال التأخر في تنفيذ ذلك، ربما يفوت الأوان.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.