قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، رئيس مجلس الإدارة في شركة ناقلات، إن 2020 كان عاماً لم نشهد له مثيلاً بسبب ما أتت به جائحة كورونا من تبعات مؤثرة على الكيانات الاقتصادية والأعمال والأفراد أدّت إلى تبني طرق مستحدثة لإدارة الأعمال والتلاقي الافتراضي عن بعد.
وأسوة بباقي الشركات الرائدة في قطاع الشحن البحري العالمي، كان على ناقلات مواجهة تحديات غير مسبوقة على المستويين الإداري والتشغيلي، إلا أن بنية الشركة التحتية المتينة ومرونتها واستراتيجيات استمرارية الأعمال الموضوعة من قبل إدارة الشركة مكنتها من تطويع الصعاب والتكيف والتأقلم السريع مع الوضع المستجد وصولاً إلى تحقيق هدفها الأساسي في الاستمرار بخلق القيمة المضافة لمساهميها وعملائها.
وأوضح سعادته في كلمته التقديمية لتقرير مجلس الإدارة أن شركة ناقلات استكملت خلال عام 2020 تحقيق خططها التوسعية وذلك بتسلمها رسمياً الإدارة الفنية والتشغيلية لسبع سفن لنقل الغاز الطبيعي المسال، وتسلمها أيضاً لسفينة حديثة البناء مخصصة لنقل الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى توليها مهام إدارة وتشغيل سفينة عائمة لتخزين وإعادة الغاز الطبيعي المسال لحالته الطبيعية وهي أول وحدة من نوعها تدار داخلياً من قبل شركة ناقلات للشحن قطر المحدودة.
ويمثل تحقيق كل هذه الإنجازات في أقل من عام وفي ظل الظروف الصعبة التي مر بها القطاع ومع وجود العديد من القيود الموضوعة للحفاظ على السلامة العامة دلالة واضحة على التزام ناقلات بالحفاظ على ريادتها وتفوقها في مجال نقل الطاقة بما يدعم مكانة دولة قطر على الخريطة الدولية كأكبر مصدر للطاقة النظيفة في العالم.
وتابع سعادته قائلا: تفتخر شركة ناقلات وتعتز بقوة أسطولها المكون من 74 سفينة، والذي يعتبر أكبر الأساطيل في العالم. ويتكون الأسطول من 69 سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال وسفينة عائمة لتخزين وإعادة الغاز الطبيعي المسال لحالته الطبيعية و4 سفن لنقل غاز البترول المسال. وجدير بالذكر أن أغلب سفن الشركة ترتبط بعقود تأجير طويلة الأجل مع شركات عالمية موثوقة وحسنة السمعة، ما يضمن استمرارية واستقرار التدفق النقدي للشركة.
كما تتولى ناقلات إدارة وتشغيل 27 سفينة منها 22 سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال و4 سفن لنقل غاز البترول المسال وسفينة عائمة لتخزين وإعادة الغاز الطبيعي المسال لحالته الطبيعية.
من جهتها، تستمر شركات المشاريع المشتركة لشركة ناقلات في حوض إرحمه بن جابر الجلاهمة لبناء وإصلاح السفن في مساهماتها الفعّالة في تعزيز وتطوير سلسلة الإمداد لقطاع الطاقة في الدولة.
وفي هذا السياق تم الانتهاء من تصنيع الهيكل الفولاذي لمنصة السكن البحريَّة لحقل الشمال «برافو» التابع لشركة «قطرللغاز» بنجاح ووفق الخطة الزمنية الموضوعة بحيث تم تسليمه في وقت سابق وتساهم جميع عمليات النقل البحري والخدمات البحرية المتكاملة التي تقدمها شركة ناقلات في تعزيز مكانة دولة قطر كمحور استراتيجي على الخريطة الدولية للشحن البحري والصناعات المرتبطة به والتي تشمل عمليات إصلاح السفن وتصنيع الهياكل البحرية بالإضافة إلى الخدمات البحرية المتنوعة.
خدمات لوجستية
واستعرض سعادته إنجازات شركة ناقلات المتمثلة في: إنجاز شركة ناقلات سفيتزير وايزمولر أكثر من 10 ملايين ساعة عمل من دون تسجيل أي إصابات هادرة لوقت العمل وتم تنفيذ 13,083 عملية لزوراق السحب والقطر البحري ونجاح شركة ناقلات كيبل للأعمال البحرية المحدودة في إكمال تصنيع الهيكل الفولاذي لمنصة السكن البحريَّة لحقل الشمال «برافو» التابع لشركة قطر غاز وإتمام العام الأول من خدمات شركة ناقلات للوكالات الملاحية المحدودة كوكالة دولية وقد استطاعت الشركة خلال عام 2020 الاستجابة لـ 4700 طلب خدمة لوجستية من قبل السفن في قطر والعالم.
وأضاف سعادته قائلا: لقد تعاملنا مع حجم وسرعة انتشار جائحة كورونا بجدية منذ البداية وأصبح همنا الأول الصحة والسلامة العامة على كافة المستويات الإدارية والتشغيلية لحماية رأسمال الشركة الأهم والمتمثل بالعنصر البشري من إداريين وفنيين وموظفين وبحارة.
ولم ندخر أي جهد في ضمان مكان عمل آمن لحماية صحة القوى العاملة لدينا من خلال اتخاذ تدابير حازمة لمنع انتشار الفيروس وتقليل المخاطر التي قد يتعرض لها أي من موظفينا أو زوارنا أينما تواجدوا سواء في مكاتب الشركة أو مرافقها أو على متن السفن.
وبنفس المستوى المعهود من خلال تذليل العقبات وإيجاد الحلول المناسبة وفق استراتيجيات استمرارية الأعمال المعتمدة، بما في ذلك حلول العمل من المنزل، مما عزز ثقة مساهمينا وعملائنا في الشركة وأثبت قدرتها على تحمل مسؤولياتها في أصعب الظروف.
وللمضي قدماً في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، سيستمر مجلس الإدارة التزامه بتنفيذ أعلى معايير حوكمة الشركات وإدارة المخاطر واستمرارية الأعمال لضمان رفاهية موظفينا والتطور المتواصل لأعمالنا.
تحديات الجائحة
من جهته، قال المهندس عبدالله فضالة السليطي الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات إن عام 2020 كان مليئاً بالتحديات التي طالت العالم بأسره.
وما شهدناه من بداية أزمة كورونا حتى تعاقبت الأحداث سريعاً لتصبح جائحة عالمية تلقي بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية في دول العالم.
وبالرغم من تلك الصعوبات، استمرت ناقلات بتنفيذ الخطط الاستراتيجية الموضوعة من قبل إدارة الشركة بما في ذلك تعزيز كفاءتها التشغيلية وضمان ترشيد النفقات في جميع عملياتها المتعلقة لشحن الطاقة وتوفير الخدمات البحرية فيما يعكس أداء ناقلات المالي وكفاءتها التشغيلية المرونة العالية في التعامل مع التحديات وقدرتها على تخطي الصعاب، وقد جاءت النتائج المالية المتميزة للشركة في عام 2020 نتيجة لتوجيهات مجلس إدارة الشركة وتضافر جهود جميع العاملين فيها، حيث حققت صافي ربح قدره 1,161 مليون ريال (1.16 مليار ريال قطري)، بزيادة قدرها 15.7 % عن العام السابق حيث كان صافي الربح 1003 مليون ريال قطري.
وأضاف قائلا: خلال عام 2020 حصلت ناقلات على تصنيف الخمس نجوم من قبل مجلس السلامة البريطاني للعام الثالث على التوالي وتسلمت ناقلات سفينة نقل الغاز الطبيعي المسال الجديدة «غلوبال إنيرجي»، وتولت الشركة إدارتها تجارياً وفنياً وأكملت ناقلات خلال فترة 6 أشهر فقط المرحلة الثانية من تسلّم الإدارة الفنية والتشغيلية لأسطولها من شركة «شل إنترناشونال للتجارة والشحن المحدودة (شل)» بتسلمها رسمياً إدارة 7 سفن لنقل الغاز الطبيعي المسال المملوكة من قبلها وكذلك تولت ناقلات رسمياً مهام إدارة وتشغيل سفينة عائمة لتخزين وإعادة الغاز الطبيعي المسال لحالته الطبيعية «اكسكويزيت»، وهي أول وحدة عائمة من نوعها تدار داخلياً من قبل شركة ناقلات للشحن قطر المحدودة بعد الاستحواذ على نسبتها الراجحة من اكسيليرايت إنيرجي في 2018.
الكفاءة التشغيلية
وزاد: لم تتوقف الإنجازات عند هذا الحد انما امتدت لتشمل انضمام أسهم شركة ناقلات إلى مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الناشئة قطر باعتبارها ضمن الشركات الكبرى في الدولة من حيث القيمة السوقية ورأس المال والعوائد الربحية مما يعزز ثقة المحافظ الاستثمارية بالشركة وتماشياً مع خطط النمو الاستراتيجية المتبعه، وبالتوازي مع الإنجازات التي أحرزتها ناقلات في قطاع شحن الغاز الطبيعي المسال، فقد حققت شركات المشاريع المشتركة إنجازات عديدة كان أبرزها ما حققته شركة ناقلات كيبل للأعمال البحرية المحدودة في إكمال تصنيع الهيكل الفولاذي لمنصة السكن البحريَّة لحقل الشمال «برافو» التابع لشركة قطرللغاز، أحد أهم عملائنا الاستراتيجيين.
وتعتبر قدرة شركة ناقلات كيبل للأعمال البحرية المحدودة على إتمام مثل المشروع بشكل آمن وتسليمه وفق الخطة الزمنية الموضوعة خير دليل على إمكانات الشركة في تلبية طلب السوق المحلي فيما يختص ببناء هذه المشاريع المتطورة. ويؤكد على مكانة ناقلات كشركة رائدة عالمياً في مجال نقل الطاقة وتوفير الخدمات البحرية.
وتعكس تلك الإنجازات التي تحققت بالرغم من التحديات المصاحبة لجائحة كورونا العالمية التزامنا الاستراتيجي بتعزيز السلامة العامة والمهنية وبناء الثقة وتحقيق الكفاءة التشغيلية.
وتابع السليطي قائلا: لقد شهدت الأيام الأولى لتفشي الوباء العالمي درجة عالية من الضبابية أثرت بشكل مباشر على مختلف الشركات في جميع أنحاء العالم، إلا أن المرونة وسرعة التكيف لتنفيذ التعديلات اللازمة والقدرة على التأقلم مع المستجدات التي وضعتها الشركة حيز التنفيذ الفوري أثبتت جهوزية الشركة المسبقة لاستمرارية الأعمال في ظل أي ظروف طارئة.
ومن منطلق إيماننا بأهمية تبني تدابير السلامة، اتخذت الشركة منذ الإعلان عن تفشي جائحة كورونا إجراءات مكثفة لضمان صحة وسلامة جميع موظفينا، بما في ذلك تأمين الإمدادات الطبية الوقائية الأساسية للموظفين في جميع مواقع ومرافق الشركة بالإضافة إلى طواقم السفن.
وقامت الشركة أيضاً بتعديل بعض البروتوكولات في المرافق ونشرت وحدات الاختبار السريع لـ«كورونا» كجزء من الخطة الصحية الوقائية الخاصة بنا.
وأشار إلى تحولات متطلبات التباعد الاجتماعي قائلا انها أحدثت تحولاً ضرورياً نحو العمل عن بُعد، وكان لهذا الإجراء الأثر الواضح على طريقة تنفيذ العمليات الإدارية والتشغيلية.
وعلى الرغم من التعديل الفوري لاحترازات الصحة والسلامة، تمكنت ناقلات من ضمان استمرارية عملياتها بسلاسة وفعالية، ويرجع هذا النجاح أساساً إلى التحول الرقمي الذي تبنته الشركة ونفذته على مدى السنوات القليلة الماضية.
وفي هذا السياق أجرت الشركة العديد من التحديثات للبنى التحتية الرقمية والالكترونية وتحسينات أنظمة الحماية السيبرانية وغيرها من ميزات الأمان في جميع مواقع الشركة ومرافقها وسفنها كجزء من استعدادنا لإدارة المخاطر واستمرارية الأعمال.
وقد حصلت ناقلات على شهادة الأيزو 22301 لإدارة استمرارية الأعمال خلال الجائحة، مما عزز من ثقة المساهمين والعملاء في التزامنا بضمان سلامة وموثوقية عملياتنا.
مخاطر كورونا
وبين السليطي أن ناقلات عززت من إجراءات تغيير الطواقم لضمان عودتهم إلى بلادهم ومقراتهم الرئيسية في ظل الصعوبات المصاحبة لجائحة كورونا وتبعاتها، وفي هذا السياق وفرت الشركة إرشادات واضحة للتخفيف قدر الامكان من مخاطر قيام البحارة بنقل فيروس كورونا من أو إلى السفن والمقرات المختلفة عالميا التي يتم فيها تغيير الطاقم كإجراء احترازي كما قامت كذلك بوضع خطط بتعديل المسارات للأسطول لتفادي الأماكن الأكثر تأثراً بوباء كورونا لضمان عملية آمنة لاستبدال الأطقم تفاديا للتعرض لعدوى الفيروس.
وكان لرسو سفننا في ميناء راس لفان نتائج إيجابية استفادت منها الشركة من خلال تسهيل عمليات النقل بين السفن والإجراءات التي يمكن من خلالها إعادة الطاقم إلى بلادهم ومقراتهم الرئيسية بأمان حيث تم تقديم خطط الشركة الاحترازية لتغيير طاقم السفن واعتمادها من قبل كافة الجهات المعنية في الدولة وقد تم بنجاح بين شهر مايو وشهر ديسمبر من العام 2020 تغيير أكثر من 1200 طاقم من 30 دولة، وتمت عودتهم جميعاً بأمان إلى أوطانهم.
واختتم قائلا: لقد كانت الأسس المتينة المنبثقة من رؤيتنا ورسالتنا وقيمنا كشركة تعمل وفق المعايير الأعلى عالمياً السبب الأساس في تكيّفنا بسرعة مع الواقع المستجد.
وقد أظهرت الشركة الحرص الكامل والمرونة المطلوبة في تبني المعايير الجديدة للصحة والسلامة، وكذلك أظهرت ناقلات قدرتها على تطويع الصعاب من خلال الإنجازات التي أتمتها خلال العام المنصرم.
وعلى الرغم من القيود الموضوعة حيز التنفيذ، فقد تمكنت الشركة من المحافظة على المنحى التصاعدي في النمو ونحن واثقون بأن ذلك سينعكس إيجاباً على نتائجنا في السنوات القادمة لإيماننا بأن المرحلة الأصعب باتت من الماضي.
فالمستقبل يحمل الكثير من الآمال الكبيرة لشركة ناقلات ونحن واثقون من مواصلة تقديم القيمة لمساهمينا مع الارتقاء بالشركة إلى آفاق جديدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}