جمع الطرح الأولي لشركة الجرف الأصفر المغربية، التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» نحو 3 مليارات درهم (6,7 مليار درهم مغربي) بما يعادل 6,7 مرات حجم المطلوب جمعه والمقدر بنحو 440 مليون درهم، بحسب خالد الصيعري نائب الرئيس التنفيذي للعلاقات الاستراتيجية والشؤون العامة لدى “طاقة” وطرحت الوحدة المغربية لشركة طاقة يوم 10 ديسمبر الحالي نحو 2,23 مليون سهم للاكتتاب العام، بما يعادل 9,47% من أسهم الشركة، وبسعر 447,5 درهم مغربي للسهم الواحد بقيمة اسمية 100 درهم مغربي.
واستبق الطرح العام طرحاً خاصاً لنحو 4,74% من أسهم الشركة، اكتتب فيه مستثمرون مؤسساتيون في المغرب، وقال الصيعري لـ” الاتحاد”، إن الإقبال على الاكتتاب في اسهم شركة “طاقة المغرب” الاسم الجديد الذي تحمله الشركة بعد الاكتتاب، فاق التوقعات خصوصاً أنه أول طرح عام يشهده السوق المغربي بعد عامين لم تشهد الأسواق خلالها أية أطروحات عامة، بسبب الظروف التي مرت بها بورصة الدار البيضاء، فضلاً على أنه أول اكتتاب في شركة مساهمة عامة تعمل في قطاع الطاقة المغربي.
وسجل سعر سهم “طاقة المغرب” في أول يوم تداول له في بورصة الدار البيضاء الثلاثاء الماضي ارتفاعاً بنحو 1% إلى425 ، وسط توقعات بأن يحقق السهم أداءً أفضل مع الأداء المالي الجيد للشركة خلال العامين الحالي والمقبل، بعدما حققت أرباحاً في العام الماضي بقيمة 54 مليون دولار.
وأفاد الصيعري، بأن حصيلة الاكتتاب سيتم استثمارها في التوسعة الجارية للشركة، والتي تقدر استثماراتها بنحو 1,6 مليار دولار، وتستهدف رفع الطاقة الإنتاجية للشركة من 1400 ميجاواط حالياً إلى 2056 ميجاواط، فضلاً على دخول مجال إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، حيث تمتلك الشركة الأم تكنولوجيا حصرية في منطقة الشرق الأوسط للاستثمار في مجال الزيت الصخري.
وأضاف أن قطاع الطاقة في المغرب واعد، حيث يتوقع أن ينمو الطلب على الكهرباء بنسبة 7% سنوياً، وتخطط الحكومة المغربية لرفع حصة الطاقة المتجددة إلى نحو 42% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2020، كما وضعت الحكومة خططاً طموحة لتطوير قطاع الطاقة البديلة، وأطلقت عام 2009 استراتيجية لتطوير ألفي ميجاواط من طاقة الرياح، وألفي ميجاواط من الطاقة الشمسية عام 2020.
ولم يستبعد الصيعري طرح الوحدة المغربية لطاقة جزءاً آخراً من أسهمها للاكتتاب العام بعد نجاح الطرح الأول، موضحاً أن للشركة الحق في طرح جزء آخر من الأسهم المملوكة لها حالياً بعد الطرح الأولي، والبالغ نسبتها 85,8% من رأس المال، شريطة أن تجد الفرصة المناسبة.
وحول قيام طاقة بتكرار التجربة المغربية في أسواق أخرى تعمل فيها طاقة (11 سوقاً) قال، إن الطرح العام الناجح يحتاج إلى توفر شروط عدة، منها أن تكون عائدات الشركة وأرباحها مستقرة، وأن تحقق عوائد مجزية للمساهمين عند الطرح، وأن تكون أسواق الطرح ذاتها مواتية لنجاح الاكتتاب.
وأضاف:” هذه الشروط تنطبق على كافة الأسواق الخارجية التي تعمل فيها طاقة، لكن ليس متوقعاً في المرحلة الحالية تكرار التجربة المغربية، ذلك أن الهدف من الاكتتاب العام ليس جمع الأموال، بل إشراك المؤسسات والأفراد في العوائد المحققة من الاستثمارات”.
ومن جانبه، قال محمد مبيضين مدير علاقات المستثمرين بشركة طاقة، إن نجاح الاكتتاب الخاص الذي استبق الطرح العام بنحو 4,7% من إجمالي الأسهم، وجرى تغطيته بأكثر من الضعف من مؤسسات استثمارية مغربية معروفة، شجع المستثمرين المغاربة على الاكتتاب في أسهم شركة طاقة المغرب بكميات كبيرة من الأسهم.
وأضاف أن المغاربة يجدون في شركة طاقة المغرب فرصة استثمارية مجزية، حيث لدى الشركة سجل ناجح من الإنتاجية والربحية، مما يضمن للمستثمر المغربي عائداً مضموناً ومجزياً من وراء امتلاك السهم.
وأوضح أن لدى الشركة اتفاقيات طويلة الأمد مع المكتب الوطني للكهرباء والماء المغربي، تضمن للشركة توريد إنتاجها من الطاقة حتى العام 2042، الأمر الذي يوفر الاستقرار للشركة في ضمان تدفقات نقدية لسنوات طويلة.
وبحسب مبيضين، حققت شركة الجرف الأصفر ربحاً صافياً خلال العام الماضي بقيمة 54 مليون دولار قبل التوسعة الجارية حالياً، وبلغ حجم تدفقاتها النقدية 173 مليون دولار، وهو ما يعزز التوقعات بقدرة الشركة على توزيع أرباح نقدية على المساهمين في أول عام من الاكتتاب خلال عام 2014.
وأضاف إن تقييم الشركة وسعر السهم عند الاكتتاب كان عادلاً، الأمر الذي شجع أعداداً كبيرة من المغاربة والمستثمرين المؤسساتيين على الاكتتاب، كما دفع ذلك سعر السهم للارتفاع في أول يوم تداول بالبورصة المغربية بنسبة 1%.
وجرى تقييم شركة الجرف الأصفر بنحو 4,5 مليار درهم بما يعادل 9 مليارات درهم مغربي.
وتوقع مبيضين أن يدعم سهم طاقة المغرب بورصة الدار البيضاء التي مرت بظروف غير مواتية، حيث شهدت سنوات من الهدوء لم تشهد خلالها أية اكتتابات عامة، وجاء طرح طاقة وإدراج سهمها في البورصة ليحدث حركة في الأسواق، فضلاً على أنه يصنف ضمن الأسهم الدفاعية التي تدعم المحافظ الاستثمارية للمستثمرين.
وحتى إغلاق الأمس، تنخفض بورصة الدار البيضاء منذ بداية العام بنسبة 0,30%، في حين تسجل بقية بورصات المنطقة العربية ارتفاعات قياسية بقيادة أسواق الإمارات، التي ترتفع بأكثر من 60%، حيث تتجاوز ارتفاعات سوق دبي المالي 100%، وسوق أبوظبي للأوراق المالية قرابة 60%.
وفيما يتعلق بالتخصيص، قال مبيضين إنه جرى تقسيم المكتتبين إلى خمس شرائح جرى توزيع الأسهم عليها، وضمت الشريحة الأولى الأفراد من المستثمرين المغاربة، والثانية لموظفي طاقة والثالثة للمستثمرين الأجانب، والرابعة للمستثمرين المؤسساتيين، والخامسة لكبار المستثمرين من الأفراد.
وأضاف أنه جرى احتساب نسبة من الأسهم لكل شريحة من الشرائح الخمسة، وحظيت شريحة المؤسساتيين بأعلى نسبة تخصيص بلغت 40%، ويرجع ذلك إلى الرغبة في ابقاء الكمية الأكبر من الأسهم في أيدي المؤسسات، التي تستهدف الاستثمار طويل الأمد وليس الربح السريع. وأفاد بأن من بين المؤسسات المغربية المعروفة التي شاركت في الاكتتاب، الصندوق المغربي للتقاعد، وصندوق الإيداع والتدبير، والملكية الوطنية للتأمين.
وتوقع مبيضين ارتفاع الطاقة الإنتاجية لـ”طاقة المغرب” خلال الفترة المقبلة مع دخول الوحدتين الخامسة والسادسة إلى التشغيل التجاري تباعاً خلال الربعين الأول والثاني من العام المقبل، إلى جانب الوحدات الأربع العاملة حالياً، وتضيف الوحدتان إلى الطاقة الإنتاجية نحو 350 ميجا واط لكل منهما.
وأضاف أن محطة توليد الكهرباء تحتاج حالياً إلى 10 آلاف طن من الفحم يومياً لتوليد الكهرباء، ترتفع إلى 15 ألف طن مع التوسعة الجارية حالياً، بعد اتفاقية الشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء المغربي، الجهة الحكومية المسؤولة عن قطاع الكهرباء لتوسيع القدرة الإنتاجية للمحطة.
وأوضح أن هذه الاتفاقية إلى جانب أنها تضمن للشركة استمرار التدفقات النقدية من جهة حكومية، تسهل أيضاً لشركة طاقة المغرب الحصول على أية تمويلات قد تحتاجها في المستقبل من البنوك، بسبب وجود شريك حكومي استراتيجي مع الشركة.
30 ألف مكتتب يشاركون في الطرح الأولي لـ”طاقة المغرب”
شارك نحو 30474 مكتتباً في الطرح الأولي للوحدة المغربية لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”.
وبحسب احصاءات الاكتتاب، اكتتب المغاربة بنحو 14,9 مليون سهم دفعوا مقابلها 6,7 مليار درهم مغربي، في حين أن الأسهم التي طرحتها شركة الجرف الأصفر التابعة لطاقة بلغت 2,23 مليون سهم بقيمة مليار درهم مغربي على أساس 447,5 درهم سعر السهم وبقيمة اسمية 100 درهم.
وجاءت شريحة المستثمرين الأفراد والشركات المؤسساتية المغربية والتي قسمت على شريحتين من الشرائح الخمس، أكثر الشرائح اكتتاباً بنحو 28875 مكتتباً للشريحة الأولى، و 1280 مكتتباً في الشريحة الثانية.
واكتتبت 147 مؤسسة مغربية في شريحة المؤسسات من خلال 6,7 مليون سهم، وبلغ عدد المستثمرين الأجانب 19 مكتتباً، في حين اكتتب من موظفي شركة طاقة في الشريحة المخصصة لهم 153 مكتتباً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}