في حوار مع «الأنباء» قال رئيس مجلس ادارة مجموعة بنك برقان ماجد العجيل إن المجموعة اتخذت قرارا جريئا في الربع الثالث من هذه السنة بأخذ كامل المخصصات المطلوبة لمواجهة الديون المتعثرة لديه، وبذلك أصبحت ميزانيته نظيفة، مشيرا الى أن السوق تفاعل ايجابيا مع هذه الخطوة.
لكن العجيل ترك السؤال معلقا بالنسبة لما قد يحدث في سنة 2014 في حال طلب بنك الكويت المركزي مخصصات اضافية وجد انها مطلوبة لمواجهة امر ما، وقال العجيل: «اذا حصل ذلك فسنمتثل للأمر بطبيعة الحال، لكن نحن أولاد اليوم حيث لا ازمة قروض متعثرة في البنك حاليا».
وعن توقعاته لنتائج الربع الأخير في ظل هذا الواقع الجديد وعما اذا كانت ستنعكس على التوزيعات، قال: «ان شاء الله الأمور زينة».
وفي سؤال لـ «الأنباء» عن واقع فلسفة البنك المركزي الحالية في ظل السخط من بعض البنوك على اخذ مخصصات كثيرة، رأى العجيل أن «المركزي أبو البنوك ولديه رؤية أوسع للقطاعات والأسواق»، لكنه قال في مكان آخر انه «لا احد يريد أن تؤخذ منه فلوس.. حتى ولو كان ذلك طريق نقلها من جيب الى آخر فهذه طبيعة الإنسان».
وعن الفرق بين سياسة «المركزي» الحالية والسابقة، قال: «كلتاهما تكملان بعضهما البعض، والإدارة الحالية تعتبر استمرارية للسابقة، ومن حقها كذلك أن تكون لها سياسة جديدة».
في المقابلة التالية معلومات أخرى عن توسعات مجموعة برقان الأخيرة في تركيا وأوروبا، وأسباب اتجاهها الى اصدار سندات جديدة، حيث اكد العجيل «الا علاقة لهذا الاصدار المتوقع في 2014 مع ما يتردد في السوق بأن المجموعة تنوي الاستحواذ على بنك وربة، كذراع مصرفية اسلامية»، وقال ان ذلك ليس من ضمن خطة مجلس الادارة الحالي.
وبيّن العجيل أن السيولة الجديدة ستعزز رأسمال بنوك المجموعة، وتعزز موقعها في الأسواق، وأن المجموعة الممتدة حاليا من العراق والأردن باتجاه شمال افريقيا، وحديثا في تركيا وأوروبا، تستبق متطلبات «بازل 3» باتخاذ خطوات عدة.
*ما سبب خسارة بنك برقان المسجلة في الربع الثالث من هذه السنة؟
- باستثناء الربع الثالث، فإن بنك برقان سجل أرباحا لفترة 9 اشهر، وإن كانت قد تراجعت عن مستوياتها في العام الماضي، بسبب أخذ الادارة احتياطات احترازية، فقد استبقنا الأحداث وأخذنا قرارا بتجنب مخصصات إجمالية ودفعة واحدة عوضا عن تقسيمها على كل ربع من السنة.
وأرى أن النتائج المعلنة تقبلها السوق والمستثمرون وتفهموا ما قمنا به، وتفاعلوا ايجابيا مع هذه الخطوة التي اعتبروها خطوة جريئة، وهي تعتبر عملية تنظيف نهائية «تتركها وراءك وتمشي».
*ما العبرة بأخذ هذه الخطوة الجريئة وحجز مخصصات كبيرة وهو عكس ما يجري في القطاع المصرفي؟
- في المحصلة، المخصصات هي احتياطات احترازية لمواجهة مخاطر مستقبلية محتملة وليست خسارة فعلية مسجلة في الدفاتر كما هي الحال عندما يُشطب قرض متعثر، اذ من الممكن أن تنعكس في المستقبل لتصبح أرباحا، والغرض من أخذ مخصصات كبيرة هو تقوية جودة الأصول ونسب التغطية.
هناك عدة سيناريوهات طرحت بخصوص المخصصات أمامنا، لكن ارتأى مجلس إدارة البنك أن نجنب نسبة المخصصات دفعة واحدة خلال الربع الثالث، ورأينا أن ذلك انسب للمستقبل ولفتح صفحة جديدة، وأخذنا هذه النسبة في الربع الثالث بدل الربع الأخير لتكون الصورة أحسن وأوضح آخر السنة.
*لكن ماذا لو طلب البنك المركزي مخصصات اضافية في السنة المقبلة؟
- نحن أولاد اليوم وإذا طالب المركزي بأخذ مخصصات اضافية نتيجة لرؤيته للقطاع في السنة المقبلة، فمن الطبيعي اننا سنمتثل لطلبه، لكن بالوضع الحالي نحن نظفنا كل الميزانية.
*اذن ما التوقعات لنهاية السنة بخصوص النتائج وانعكاسها على التوزيعات النقدية؟
- إن شاء الله ستكون النتائج جيدة، مادامت الأزمة بالنسبة لبرقان انتهت فيما يتعلق بملف القروض المتعثرة، ومن المؤكد أنها ستنعكس على التوزيعات، لكن هذا الموضوع سابق لأوانه حتى تعلن نتائج الربع الرابع وإن شاء الله تكون «زينة».
*بالعودة الى المخصصات، كثير من البنوك مستاءة من متطلبات البنك المركزي فيما يخص المخصصات الكثيرة؟
- كأي بنك مركزي لدى بنك الكويت المركزي تحاليله وأهدافه الخاصة التي لا نتدخل فيها، باعتباره السلطة الرقابية وعلى اطلاع بكل البنوك، وهو يعتبر «أبو البنوك».
في النهاية ما من أحد يريد أن تؤخذ منه فلوس.. حتى ولو كان ذلك طريق نقلها من جيب الى اخر فهذه طبيعة الإنسان، لكن كبنك مركزي هو كاشف الأمور وبالنهاية المخصصات تعتبر احتياطات وليست خسارة كما ذكرنا.
*هل هناك اختلاف بين فلسفة إدارة البنك المركزي القديمة والحالية؟
- كلتاهما تكملان بعضهما بعضا، والإدارة الحالية تعتبر استمرارية للسابقة، ومن حقها كذلك أن تكون لها سياسة جديدة.
*أعلنتم عن إصدار سندات جديدة في 2014 ما الجدوى منها؟
- إلى الآن النية موجودة لكن تفاصيلها غير متوافرة، لكن توجد عدة أسباب لإصدار هذه السندات منها تعزيز رأس المال والاستيفاء إلى شروط «بازل 3» فنحن نستبق متطلبات «بازل 3»، وأيضا لتعزيز قوة بنوكنا ورأسمالها في الخارج.
*هل لديكم نية لتوسعات جديدة بعد إصدار السندات الجديدة؟
- لا نية لتوسعات جديدة لكن سنعزز بنوكنا الحالية المتواجدة في سبع دول.
*ربط البعض بين طلبكم لسندات جديدة وأخبار انتشرت عن اهتمامكم بالاستحواذ على بنك وربة؟
- لا نية لدينا في الاستحواذ حاليا ولا نفكر بذلك وبنك وربة ليس من ضمن خطتنا، وما اشيع مجرد تكهنات لكن «صيت غنى ولا صيت فقر».
*أصدرتم سندات بداية السنة وكذلك أعلنتم عن نية طلب آخر في 2014، فهل تتوقعون قراءة عادية لذلك في اسواق المال أم ستضطرون الى رفع سعر الفائدة لجذب المستثمرين؟
- اعتبره طلبا عاديا لأنه مرتبط بالتوسع وتحقيق النمو سواء داخليا أو خارجيا، اضف الى ذلك أن السندات اليوم تشهد طلبا عاليا، أما عن تحديد فوائد السندات فهذه تختلف حسب طبيعتها علما أن السندات المرشح اصدارها ستكون مقومة بالدينار.
*هل تعتقد انكم دخلتم في توقيت خطأ للاستحواذ على يورو بنك تكفن في تركيا في ظل الفتور السياسي وتوقعات البعض بأن الدولة وصلت لذروة النمو؟
- أعتقد أن أسبابنا مازالت قائمة من حيث النمو والقوة الاقتصادية لتركيا، وأعتقد أيضا أن التوتر السياسي لم يؤثر على الاقتصاد التركي وتركيا كبلد اقتصادها في نمو مستمر وعلاقتها الاقتصادية مع الدول المحيطة مهمة جدا.
*ما موقع برقان تركيا في السوق المصرفية هناك؟
- يعتبر برقان تركيا من البنوك المتوسطة في تركيا، وبرقان تركيا يعتبر بالنسبة لمجموعة برقان منصة مصرفية لبرقان عبر 60 فرعا لبرقان تركيا موجودة في كل أنحاء تركيا وإذا أردت أن تأخذ ترخيصا لفتح بنك جديد فسعره تقريبا نفس السعر الذي دفعته المجموعة للاستحواذ على يورو بنك تكفن وهو في حدود 100 مليون دينار.
إضافة الى أن حجم التجارة بين تركيا والشرق الأوسط تقريا 50 مليارا سنويا، وهذا يمنح تميزا واضافة للمجموعة.
*ما خطتكم من عمليات التوسع على أكثر من وجهة عربية مغربية وأوروبية ومشرقية؟
- الهدف هو الوصول بمجموعة بنك برقان لكي تكون مجموعة اقليمية لديها امتداد عالمي، بشكل يعطي المجال للنمو وزيادة الحصة السوقية بين الداخل والخارج، والخطوة الثانية ربط البنوك مع بعض ليكون هناك تكامل مصرفي واقتصادي بين البنوك.
اضف الى ذلك أن استراتيجيتنا هي تنويع مصادر الايرادات بين الكويت والخارج، وتوزيع المخاطر الجغرافية، بدخول أسواق مدروسة جدا وفيها نمو مستقبلي.
وحتى الآن، محفظتنا التمويلية موزعة بشكل متساو 50% للداخل و50% للخارج، وهو امر تسعى له بنوك منافسة اخرى، ونحن سبقناهم في هذا الصدد.
*ما مدى تأثر مجموعة بنوك «برقان» بأحداث الربيع العربي والتوترات السياسية بالعراق خصوصا؟
- التأثير نسبي وبسيط في دول الربيع العربي وبالعراق هناك طلب كبير على مستوى القطاعات النفطية والتجارية وقطاعات أخرى.
*ما موقع بنك بغداد التابع للمجموعة في ظل هذه الأحداث؟
- نحن أفضل بنك تقريبا بالعراق ومتفائلون كثيرا لمستقبله ونحن نسعى إلى بناء بنك قوي على مدى السنوات الثلاث القادمة ونحن البنك الخاص الوحيد المتواجد في كل محافظات العراق.
*ما الجدوى من الاستحواذ على نسبة 25% في بنك مالطا في ظل تواصل الأزمة الأوروبية؟
- بنك مالطا بنك متخصص في التمويل التجاري وهو يعتبر بوابة ومدخلا للسوق الأوروبي بالمستقبل ويتميز بأفرع في 14 دولة حول العالم كذلك يحتكم على مراكز رئيسية في لندن ونيويورك والبرازيل ومصر ولبنان وعديد من الدول الأخرى، اعتقد أن المجموعة تهدف من خلاله إلى تمويل العمليات التجارية.
*ماذا عن السوقين السعودي والمصري؟
- أعلنّا في السنة الماضية أن هناك 4 أسواق يفكر برقان التوسع فيها منها السعودي والمصري لكن كل شيء في أوانه وهذا يتوقف على الأولويات.
لكن من الضرورة معرفة أن السوق السعودية مغلقة امام البنوك الأجنبية، وهناك بنوك شبه مسيطرة على السوق.
لمسنا التنمية في بعض المشاريع.. وصحي خروج بعض الشركات.
قال رئيس مجموعة برقان ماجد العجيل في رد على سؤال لـ «الأنباء» بخصوص التمويلات الموجهة لمشاريع خطة التنمية، واذا ما كان هناك امر ملموس لهذه المشاريع، انه بالنسبة للمشاريع الكبيرة ليس هناك شيء ملموس على نطاق كبير إلى حد الآن، لكن نحن مستمرون في تمويل عملائنا من الشركات، ونلاحظ طلبا جديدا ومتزايدا في السوق.
هناك بعض المشاريع الآخذة في الظهور في البلاد، لكن بالنسبة لتأسيس شركات جديدة فلم نشهد ذلك.
ما نشهده هو دمج شركات أو خروج شركات، وهو امر صحي بعد فورة تأسيس الشركات قبل الأزمة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}