أعرب رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات المتنقلة «زين» أسعد البنوان عن استغرابه وأسفه الشديدين من «شخصنة» الأمور من قبل بعض الأطراف في شأن شركة زين، لافتا إلى أن تهديد النائب أحمد السعدون بتضمين بند عن «زين» في استجواب مزمع إلى رئيس الوزراء « لا يعدو عن كونه استجوابا لتصفية الحسابات السياسية».
وأوضح البنوان في مقابلة مع «الراي» أنه لو كان السبب الحقيقي وراء الاستجواب في شأن «زين» مجرد الحرص على المال العام كما يدعي النائب السعدون، «فمن البدهي ان نسأل عن سر لجوئه إلى استجواب رئيس الوزراء مباشرة مع أن هناك خطوات كثيرة كان يمكن أن يلجأ اليها قبل اللجوء الى خيار الاستجواب، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه كان بمقدور السعدون اللجوء الى « زين» مباشرة وسؤالها مايشاء، أو الى سوق الكويت للأوراق المالية، او حتى وزارة التجارة والصناعة، بدلا من التصعيد السياسي غير المبرر، كاشفا أن الشركة زودت وزارة المالية أمس ببيانات وأجوبة شفافة وواضحة عن كل مأثاره السعدون في خصوص «زين».
ونوه إلى انه من الواضح ان الرغبة في تصفية حسابات شخصية وسياسية هو ما حرك النائب لوضع العصي في دواليب الصفقة التي هناك شبه اجماع على جدواها واهميتها لجميع المساهمين وكذلك للاقتصاد الوطني الذي هو في امس الحاجة إلى صفقة «زين» وغيرها من الصفقات التي يمكن ان تحفز الاقتصاد وتنعش تداولات البورصة المتراجعة منذ فترة لغياب الحافز القوي.
واعرب البنوان عن أسفه لأن التهديد بالاستجواب من قبل السعدون يخص شركة تعتبر من أفضل الشركات الكويتية والاقليمية بل وحتى العالمية أداء وعائدا للمساهمين والمال العام في وقت عزت فيه التوزيعات الكاش في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي عانى منها الجميع.
واشار البنوان إلى ان القراءة المتأنية للمواقف تظهر ان الرغبة في التضخيم السياسي وليس الحرص على المال العام احد الاسباب الرئيسية التي تقف وراء هذه الحملة، والدليل انه اذا كانت الدوافع لذلك حقيقية لكان الأجدى على النائب السعدون ان يصوت على خطة التنمية بدلا من الانسحاب من اجتماع اللجنة المالية أول من أمس بحجة «زين»، متسائلا في هذا الصدد: أو ليست خطة التنمية أهم للمال العام من الحديث عن صفقة «زين» التي لم يستفد المال العام من شركة اكثر مما استفاد منها؟... فلماذا اذا شربكة الملفات اذا كنا حريصين على المال العام فعل؟!
وأعرب البنوان عن اعتقاده ان اجتماع اكثر من طرف على محاولة تعطيل صفقة «زين» يرجع في المقام الأول لاسباب ومصالح شخصية، لافتا إلى ان هذه المحاولات وغيرها تأتي في سياق محاربة البعض لفرص افادة الجميع من صفقات «زين».
وحول جدوى العرض المقدم من تحالف شركتي المملكة القابضة و البحرين للاتصالات «بتلكو» لشراء حصة «زين» في «زين» السعودية أوضح البنوان أن العرض مجد ويتضمن منطلقات قوية للتفاوض عليه وقبوله، على عكس ما أفاد به البعض اعلاميا»، فالمؤكد في العرض ان «زين» الأم لن تتحمل اي التزامات على وحدتها في السعودية.
واستطرد البنوان في سياق تأكيده على جدوى العرض الجديد انه سبق لـ «زين» ان رفضت عروضا منفصلة من «المملكة» و «بتلكو» لشراء وحدة زين السعودية، الا ان العرض الجديد حمل بين طياته فرصة جيدة لقبوله، مستغربا مما يبديه البعض بين الفينة والأخرى بان العرض المقدم اسوأ من العروض السابقة، حيث قال: «لو كان فعلا عرض التحالف المقدم أسوأ من العروض السابقة كما يردد البعض، لكنا في مجلس إدارة زين أول من رفضه مثلما فعلنا مع العروض السابقة».
وعما يثار في شأن وجود «تجاوزات» حول صفقة زين السعودية أكد البنوان ان هذه الادعاءات عارية عن الصحة، خصوصا ان اي صفقة تعرض على مجلس إدارة «زين» أولا ولا يتخذ بشأنها اي اجراء في خصوص الرد الا بعد موافقة الاغلبية في مجلس الادارة، وهنا ينتقل البنوان بالحديث إلى النقطة التي دأب أحد الاعضاء على إثارتها اعلاميا بان الاقلية غير موافقة على الصفقة، مشيرا إلى أنه من البدهيات في علم المؤسسات الكبرى والصغرى محليا وعالميا أن من يقود القرار هم الاغلبية الذين يمثلون غالبية المساهمين، مستغربا من سعي أحد الأطراف الذي يمثل الأقلية إلى اغتصاب حقوق الأغلبية التي كفلتها لهم القوانين والأعراف.لافتا إلى أن من يطالب اليوم بجمعية عمومية لبيع «زين السعودية» كان هو نفسه قد وافق على بيع «زين افريقيا» وفق الآلية المعهودة عن طريق مجلس الإدارة. مع أن صفقة «زين افريقيا» تفوق قيمتها أضعاف «زين السعودية»، مؤكدا في هذا الصدد أن مجلس إدارة الشركة يأخذ قراراته وفقا للنظام الأساسي والقوانين واللوائح.
واشار البنوان إلى انه ليس من المهنية بشيء الحديث عن الصفقة في الاعلام، فمن ير انه متضرر من الصفقة فعليه اللجوء إلى القضاء بدلا من ثقافة التشهير التي امتاز بها احد اعضاء مجلس الادارة.
ونوه البنوان إلى ان الاجراءات التي اتبعها مجلس الادارة في قبول عرض الصفقة مبدئيا صحيحة ولم تشبها أي شائبة، مشددا على مراعاة حقوق المساهمين، مشيرا إلى ان شركتي «المملكة» و «بتلكو» تتمتعان بسمعة واسعة احداها في قطاع الاتصالات والثانية في عدد كبير من المجالات، ما يعكس المصداقية والرغبة الجادة في عرضهما المقدم.
وبين ان السبب وراء قرارمجلس إدارة «زين» ببيع وحدة السعودية مرتبط باستراتيجية الشركة للهيكلة، والمبنية اساسا على التحفظ في زيادة الاستثمارات الخارجية وتقليص الالتزامات والمصاريف بما يعود باكبر عائد ممكن على المساهمين كما تعودوا دوما من «زين»، اما الابقاء على وحدة السعودية فمن شأنه زيادة الاعباء على كاهل الشركة بما يتعارض مع استراتيجية تقليص الالتزامات.لافتا إلى ان توجه بيع «زين السعودية» يكتسي أهمية خاصة لأنه يتناغم مع استراتيجية هيكلة الشركة.
وردا على سؤال يتعلق بما يثيره البعض في شان انعكاس عدم التجانس الحاصل حاليا من بعض أعضاء مجلس الإدارة على أداء الشركة ومساهميها أجاب البنوان أن هناك اجتماع جمعية عمومية خلال الأسابيع المقبلة وبإمكان المساهمين اختيار من يمثلهم في المجلس المقبل، متوقعا ان تكون التركيبة المقبلة اكثر تجانسا من الوقت الحالي، وان كان أكد على ان الكلمة الأولى والاخيرة تعود للمساهمين، وانه سيقدر قرارهم مهما كان.
أما حول مستقبل الشركة ومدى التزامها بالحفاظ على وتيرة التوزيعات المجزية كما اعتاد المساهمون منها، فأوضح ان مركز «زين» قوي ولا يزال يسمح باقرار توزيعات مغرية للمساهمين على مدار السنوات المقبلة، فاذا كان من غير المتوقع الاعتماد مستقبلا على عوائد التخارجات فان الشركة تمتلك قاعدة تشغيلية تؤهلها للحفاظ على وتيرة التوزيعات المجدية وان كانت بمعدلات اقل من العام الحالي الذي تخللته عوائد استثنائية من بيع «زين افريقيا».
وينتقل الحديث مع البنوان إلى ما يثار عن مصارف بيع «زين افريقيا»، اضافة إلى سؤاله في ما يتعلق بالاضرار المترتبة على «زين» جراء فتح دفاترها لمؤسسة اتصالات الاماراتية المنافسة،حيث اجاب البنوان ان المبالغ المتدوالة على لسان احد الاعضاء في شأن مصاريف صفقة بيع «زين افريقيا» غير صحيحة، مؤكدا ان الشركة تتعامل بشفافية مع هذا الموضوع الذي لايخرج عن المستويات المعقولة جدا لمصاريف على صفقة بهذا الحجم واستغرقت كل هذا الجهد. أما في ما يتعلق بما يثار عن أضرار قد تتعرض لها الشركة جراء فتح دفاترها للفحص النافي للجهالة من قبل شركة اتصالات منافسة فأوضح البنوان أن المعلومات التي تم الكشف عنها في الفحص النافي للجهالة في حدود المسموح به عالميا، ولم تخرج عن المعتاد بين المؤسسات الكبرى، كما انها تتناسب مع حجم مستثمر يسعى لابرام صفقة على وزن شراء 46 في المئة من «زين» بنحو 12 مليار دولار، مؤكدا على ان ما تم الكشف عنه لا يتعدى ما يكشف عنه في المؤسسات الكبرى في حالات مشابهة.
وبين ان وضع «زين» الإداري مستقر ولا يعني خروج موظف او اكثر من الشركة وجود أي مشكلة فـ «زين» باتت مؤسسة تعتمد على عقلية المؤسسات في ادارتها وليس الاشخاص، كما ان الاشخاص المستقيلين اخيرا ابدوا في استقالاتهم أسبابا شخصية ورغبة منهم في التفرغ لادارة أعمالهم الخاصة.
أما في ما يتعلق بما أثير عن فرض غرامة على وحدة « زين» في العراق فأكد البنوان ان الجزاءات الموقعة مجحفة، لافتا إلى وجود تواصل مع الجهات المعنية في الجمهورية العراقية لانهاء هذا الملف بما يحفظ حقوق الشركة ومساهميها، خصوصا أن الشركة تعتقد بسلامة وقوة موقفها القانوني في هذا الشأن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}