كشف خالد آل سالمين الكواري، نائب الرئيس التنفيذي للمناطق الصناعية في«شركة أبوظبي للموانئ»، عن مناقشات لإنشاء 3 موانئ صغيرة، وآخر متوسط، في المنطقة الغربية، في أبوظبي، رافضاً الإفصاح عن طبيعة تلك الموانئ المزمع إنشاؤها، وبيان ما إذا كانت سياحية أو تجارية، مكتفياً بالقول إن الأمر يخضع الآن للدراسة والتشاور بين أكثر من جهة.
وتستأثر المنطقة الغربية بنحو 60 بالمئة من المساحة الإجمالية للعاصمة أبوظبي، وتستحوذ على إطلالة على الخليج العربي، تقدر بنحو 400 كيلو متر، ما يزيد من زخم جاذبيتها الاستثمارية، لتطوير مشاريع سياحية عالمية، وإقامة وتطوير شبكة متنوعة من النقل البري، وخط سكك حديدية.
وتستثمر «أبوظبي للموانئ» 26.4 مليار درهم (حوالي 7.2 مليار دولار) في المرحلة الأولى من مشروع «منطقة خليفة الصناعية» في أبوظبي، وسوف تتيح المنطقة ملكية أجنبية كاملة للشركات التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وستشتمل على ميناء بحري سيدخل الخدمة بحلول الربع الأخير من 2012، لتنتهي به المرحلة الأولى من المشروع.
وكان توفيق المبارك، رئيس مجلس إدارة شركة «مرافئ ابوظبي»، التابعة لـ«أبوظبي للموانئ» قال لـ«الرؤية الاقتصادية»، الشركة تولي أهمية فائقة لتعزيز دور الموانئ في المنطقة الغربية، مع إجراء التقييم ودراسات الجدوى لتنميتها، مشيراً إلى وجود مشاريع يجري تطويرها مثل «ميناء موغرق» لتلبية احتياجات «جزر الصحراء»، فضلاً عن مشاريع أخرى، قد يتم أو لا يتم تنفيذها، والتي مازالت قيد الدراسة.
ومع استحواذ المنطقة الغربية على إطلالة على الخليج العربي، تقدر بنحو 400 كيلومتر، وازدياد الجذب الاستثماري فيها، وتطوير مشاريع سياحية عالمية، وتطوير شبكة متنوعة من النقل البري، وخط سكك حديدية، فإن خبراء ومستثمرين أكدوا صوابية الجهود والخطط الراهنة التي تقودها حكومة أبوظبي لتعزيز قطاع النقل بأطيافه كافة في المنطقة الغربية، ولاسيما مطالبتهم بتطوير وتوفير شبكة للنقل السياحي البحري، عبر التوسع في الموانئ المخصصة لاستقبال السياح، مع تمتع الغربية بجزر يجري تطويرها سياحياً وبيئياً، فيما أكد آخرون ضرورة تعزيز دور المنافذ البحرية في الغربية وربطها بشبكة السكك الحديدية الجاري تشييدها لتوفير ما يعرف بالدعم اللوجستي لمتطلبات الحراك والاستثمار والتنمية في الغربية.
وفي هذا الصدد، قال أحمد بن شبيب الظاهري، نائب رئيس «المجلس الوطني الاتحادي»، إن إمارة أبوظبي لديها أولويات، وأهمها التطوير والارتقاء بشبكة البنية التحتية التي تعد المحرك الأساس لخطط التنمية الاقتصادية في أي بقعة في إمارة أبوظبي.
وأضاف أنه في ضوء ذلك تم استحداث ثلاث رؤى تغطي مناطق الإمارة حتى العام 2030، مؤكداً أهمية تطوير المنطقة الغربية ودعم الحراك الاقتصادي والاجتماعي فيها من خلال النظر لدور قطاع النقل لكونها الشريان الداعم لتنمية أي منطقة، لا سيما أن هناك توجهات ومخططات لإنشاء موانئ جوية وبحرية وشبكة سكك حديدية تغطي الإمارات كافة، وتنطلق من المنطقة الغربية.
موانئ سياحية
وألقى ابن شبيب الضوء على مزايا المنطقة الغربية مثل التنافسية الاستثمارية والمقومات في قطاعات الزراعة والسياحة والخدمات والبتروكيماويات وهي في نهاية الأمر قطاعات ذات حاجة ماسة لشبكة واسعة من النقل بمختلف أنواعه، ولكنه أكد أهمية النقل البحري بصفة خاصة لكون المنطقة الغربية تتمتع بسواحل على الخليج العربي تقارب 400 كيلومتر إضافة إلى وجود العديد من الجزر التي أعلن رسمياً تحويلها إلى جزر سياحية كمشروع جزر الصحراء وجزيرة صير بن ياس.
حسابات المستثمرين
من جانب آخر قال رضا مسلم، خبير اقتصادي والمدير الشريك لـ«تروث للاستشارات الاقتصادية»، «التي قدمت أوراق عمل ودراسات بحثية عن المنطقة الغربية»، إن المنطقة الغربية وفقاً لخطتها المعلنة تحتاج إلى تنمية في كافة قطاعاتها الاقتصادية والمجتمعية، ما يؤكد أهمية البنية التحتية، خصوصاً شبكة النقل البحري، حيث لا يوجد في المنطقة الغربية سوى ميناء واحد فقط، وهو ميناء الرويس للبتروكيماويات.
وأكد أن الحديث عن إنشاء 3 موانئ وآخر متوسط، هو أمر سيسرع جهود وخطا التنمية الاقتصادية خصوصاً في ما يتعلق بجذب الاستثمارات الأجنبية، مضيفاً «المستثمر عندما يتوجه لإقامة مشروع صناعي أو زراعي، فان هناك تساؤلات حول مدى توافر قنوات لتصدير إنتاجه لخارج الدولة، كما أنه ينظر لأهمية النقل البحري على أنه يعد أرخص بالمقارنة بالنقل بالطائرات.
منافذ بحرية
وحول أهمية شبكة سكك حديدية تنطلق من المنطقة الغربية، رأى مسلم أنه أمر في غاية الأهمية، حسب تعبيره، ولكن النقل البحري في تلك المنطقة التي تتمتع بأطول سواحل بحرية بالدولة، سيجذب الاستثمارات إليها، باعتبار أن إنشاء شبكة موانئ بحرية ستلبي كل التوقعات في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأكد أنه يتلمس خلال الفترة الأخيرة الكشف تباعاً عن مشاريع استراتيجية لتطوير شبكة النقل وبالأخص مشروع الغويفات – المفرق، الذي يعد شرياناً حيوياً لمرور السلع والبضائع، وقال إن أهمية ذلك الطريق ستتضح أكثر مع إنشاء شبكة من الموانئ في الغربية، بحيث توفر مشاريع الموانئ دعماً لوجستياً، قائلاً إنها تشمل النقل والتخزين، مؤكداً أن الموانئ ستقوم هنا أيضاً بدور التخزين للحاويات.
تحفيز النمو
من جهته، قال حمد العوضي، رجل أعمال، ورئيس لجنة التجارة سابقاً بـ«غرفة تجارة وصناعة أبوظبي» إن «رؤية الغربية 2030»، أعطت زخماً للمنطقة الغربية كونها منطقة غير مستغلة بعد، حيث كانت توصف اقتصادياً بأنها ترتبط بقطاع النفط والبتروكيماويات، مضيفاً أن تنمية «الغربية» من خلال شبكة النقل كإنشاء موانئ بحرية وجوية وشق الطرق، تشجع النمو الاقتصادي، وـدعم التنمية المجتمعية.
وقال مسلم العامري، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة بـ«دائرة بلدية المنطقة الغربية»، في تصريحات إن اعتماد دائرة النقل على خطا واضحة وهي «رؤية الغربية 2030»، سيسهم في التركيز على تطوير خدمات النقل في المناطق البعيدة أو النائية عن مدينة أبوظبي خصوصاً المنطقة الغربية، مضيفاً أن «الغربية» تمتلك مقومات تؤهل الاستثمارت إلى النجاح، خصوصاً إذا تم رفدها بشبكة نقل متكاملة ومتطورة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}