بالدمع أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" استقالتها من منصبها، بعد الفشل في التوصل لاتفاق حول انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك لا يعني بالضرورة موت جهود التوصل إلى صفقة حيال "بريكست"، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
بعد ثلاث سنوات ظلت خلالها "ماي" تواجه بشكل يومي تقريبًا التحدي المتمثل في إبرام صفقة الخروج، يُعتقد على نطاق واسع أن استقالتها تزيد احتمال انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة، لأسباب ليس أقلها أنها غادرت منصبها بضغط من معارضي أوروبا داخل الحزب المحافظ.
لكن على المدى القصير، لا يزال من الممكن أن تتجه المملكة المتحدة لتمديد آخر لمهلة إجراءات الخروج إلى ما بعد الموعد النهائي المحدد الآن عند الحادي والثلاثين من أكتوبر لهذا العام.
|
ماذا بعد استقالة "تيريزا ماي"؟ |
||||
سؤال |
|
إجابة |
|||
هل الزعيم المحافظ الجديد سيكون ملتزمًا بـ"بريكست"؟ |
|
- نعم بالفعل، ولا يرغب أي من أعضاء مجلس النواب الذين سيحلون محل "ماي" في التراجع عن قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو حتى إجراء استفتاء ثانٍ.
- سيتعين على رئيس الوزراء الجديد، أن يلقى استحسان 100 ألف من النشطاء في حزب المحافظين الذين يختارون بين آخر اثنين من المرشحين.
- الغالبية الساحقة من هؤلاء النشطاء ملتزمون إما بـ"بريكست" قائم على شروط قاسية مثل مغادرة السوق الموحد، أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون صفقة بالأساس.
|
|||
هل يملك الزعيم الجديد فرصة أفضل لإقناع مجلس العموم؟ |
|
- على الأرجح نعم، لكن الاتحاد الأوروبي سيتعامل بقسوة مع أي زعيم جديد يحاول إعادة فتح النقاش حول معاهدة الانسحاب، والبنود التي تدعم إغلاق الحدود مع أيرلندا، وهو إجراء لا يحظى بشعبية كبيرة لدى المحافظين المعارضين لأوروبا.
- يخشى المحافظون أن تحاصر المملكة المتحدة في اتحاد جمركي مع بروكسل، ويصر الاتحاد الأوروبي على أنه لا يمكن تعديل المعاهدة، وقال متحدث باسم المفوضية الخميس: لا يمكن إعادة فتح اتفاقية الانسحاب، لا يمكن إعادة التفاوض بشأنها.
- مع ذلك، يمكن لرئيس الوزراء الجديد إعلان النصر بعد إعادة التفاوض بشأن الجزء الأقل جوهرية في صفقة "ماي"، وهو إعلان سياسي غير ملزم، يحدد الإطار المستقبلي للعلاقة التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
- أكد قادة الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا استعدادهم لمراجعة هذا الجزء من الاتفاق، وإمكانية إعادة صياغته في غضون أيام أو حتى ساعات، وهو ما حاولت "ماي" فعله لكن الوقت كان قد تأخر بالنسبة لها.
|
|||
هل تثير الاستقالة احتمال الانسحاب دون اتفاق؟ |
|
- هذا صحيح، من الواضح أن العديد من المرشحين لخلافة "ماي"، مثل وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي السابق "دومينيك راب"، يفضلون المغادرة دون اتفاق، وبطبيعة الحال إذا فاز "راب" فإن الانسحاب دون اتفاق سيكون مرجحًا للغاية.
- لقد صوتت أغلبية النواب مرارًا ضد الخروج دون صفقة، ومن المرجح أن يكرروا ذلك، لكن معهد الدراسات الحكومية يقول إنه سيكون من شبه المستحيل على النواب إيقاف رئيس وزراء مصمم على الانسحاب دون اتفاق.
- البرلمان نفسه، لا يوفر أي طريق لمعالجة الأزمة، والطريق الواضح لعرقلة الانسحاب دون اتفاق، ستكون عن طريق حجب الثقة في رئيس الوزراء، وهي مقامرة خطيرة لأعضاء حزب المحافظين.
- نظرًا لأن النقاش العام في المملكة المتحدة أصبح مستقطبًا على نحو متزايد، فإن فرص إجراء تصويت آخر قد تزداد أيضًا، لا سيما إذا اعتبره زعيم حزب المحافظين القادم خطوة أفضل من الدعوة لانتخابات عامة مبكرة.
|
|||
ما موقف الاتحاد الأوروبي من الزعيم الجديد؟ |
|
- انتهى صبر عواصم بلدان الاتحاد الأوروبي من طول أمد المحادثات داخل برلمان المملكة المتحدة، وزادت أحداث هذا الأسبوع من الشعور بالإحباط.
- قال رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود جونكر" لـ"سي إن إن" الأربعاء إنه سئم لأن كل ما يفعله هو انتظار تمديد مهلة الخروج مرة أخرى.
- بمعنى آخر، تبدو هوية خليفة "ماي" ذات أهمية محدودة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وأيًا كان هو، فسيواجه ضغوطًا فورية من بروكسل لتوضيح ما إذا كان يسعى للفوز بتأييد البرلمان البريطاني للاتفاق، أم يفضل الانسحاب دونه.
|
|||
هل سيمنح الاتحاد الأوروبي مزيدًا من الوقت للملكة المتحدة؟ |
|
- ظهرت خطوط الصدع في المحادثات المتعلقة بالوقت اللازم لتجنب انسحاب المملكة المتحدة دون اتفاق في أبريل الماضي، عندما ناقش زعماء الاتحاد الأوروبي طلب "ماي" لتأجيل موعد "بريكست".
- رفض الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أي تمديد حتى العام 2020، فيما قالت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" إنه ينبغي منح المملكة المتحدة كل الفرص الممكنة لتجنب أزمة الخروج دون اتفاق.
- من المقرر أن تغير المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي قيادتهما خلال الأسابيع القليلة التالية لموعد الانسحاب المحدد حاليًا.
- في النهاية، ما إذا كان هناك انسحاب باتفاق أو دون، فإن الأمر برمته يقع على عاتق البريطانيين، وسيحتاجون لقدر كبير من الحكمة والقدرة على التفاوض لإقناع القادة أمثال "ماكرون" بحاجتهم لمزيد من الوقت.
|
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}