تطمع شركة النفط والغاز الحكومية الأوزبكية في تحقيق هدف جريء للغاية، وهو أن تصبح نسخة جديدة من كيانات مثل "رويال داتش شل" أو "بي بي"، وأن تنضم إلى كبرى شركات الطاقة في العالم بوجه عام، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
رغم أنها لا تزال في مرحلة مبكرة لبلوغ هذه المكانة، فإن "أوزبك نفط جاز" التي تسهم بنسبة 15% من الناتج المحلي للبلاد، اتخذت خطوات أولية نحو بلوغ هدفها الطموح من خلال الحصول على حريتها من الحكومة للعمل ككيان تجاري مستقل.
كما عينت الشركة "بهودريجون صديقوف" البالغ من العمر 39 عامًا، رئيسًا جديدًا لمجلس الإدارة، والذي سيشرف على التحول المخطط له، والاستفادة من الإصلاحات التي يتم تنفيذها في جميع أرجاء البلاد تحت قيادة الرئيس "شوكت ميرضيايف".
طموح "صديقوف" الكبير
- تحدي شركات النفط الكبرى ليس خيالًا، لأن "أوزبك نفط جاز" لديها الحجم والموارد التي تؤهلها كي تصبح قوة دولية، إذ يعمل لديها أكثر من 100 ألف عامل، أي أكثر بنحو 30% عن القوة العاملة لـ"شل"، علاوة على امتلاك البلاد احتياطيات كبيرة من الطاقة.
- في إشارة إلى تحركاته الأولية لتحويل الشركة إلى منافس حقيقي لكبرى شركات النفط يقول "صديقوف": من الآن فصاعدًا، أتنمى أن تلعب "أوزبك نقط جاز" دورها ككيان تجاري فقط وتركز على جني الأرباح.
- تلقى طموح التطوير والتحديث للسيد "صديقوف" دعمًا من حماس رئيس البلاد "ميرزيوييف" الذي اعتلى سدة الحكم عام 2016، وتعهد بتحرير البلاد التي عُرفت بالأوتوقراطية والانغلاق سابقًا.
- أحد أهدف "صديقوف" هو الحصول على تصنيف ائتماني دولي، ما يمكن الشركة من جمع الأموال عبر أسواق السندات، ويقول: نحن نركز على المرحلة الأولى (التصنيف الدولي)، وبشكل عام أعتقد أن "أوزبك نفت جاز" ستغدو شركة عالمية تتمتع بالشفافية.
- تتوقع الشركة أن تجمع مليار دولار من بيع السندات، وهو نفس المبلغ الذي جمعته الحكومة عبر السندات في وقت سابق من هذا العام، ما يساعدها في سداد تكاليف المشروعات التجارية وتطوير عمليات المسح الجيولوجي وإنتاج النفط والغاز.
شرط النجاح
- يجب على "صديقوف" جعل الشركة أكثر كفاءة، فهذا الأمر بالغ الأهمية للسماح لها باستخدام الموارد الهائلة المتوافرة لدى البلاد، لكن تتمثل إحدى المشكلات في ازدواجية الأدوار الإدارية بسبب الحجم الكبير للشركة.
- من طرق معالجة هذه المشكلة، قد يكون تقسيم الشركة إلى كيان لإنتاج الغاز وآخر للإشراف على النقل عبر خطوط الأنابيب ووسائل الشحن، وتحتاج الشركة أيضًا إلى تحديث تقنياتها لتحسين عمليات الإنتاج.
- يقول محلل الغاز لدى "سكولكوفو إنرجي سنتر" لأبحاث الطاقة في روسيا "سيرجي كابيتونوف": طموح "أوزبك نفت جاز" في أن تصبح لاعبًا دوليًا يستحق الثناء، لكن الشركة تفتقر إلى التقنيات، وهذا طريق طويل للوصول إلى مكانة الشركات الكبرى.
- يعتقد "كابيتونوف" أيضًا أن الشركة بحاجة إلى إبرام شراكات مع مجموعات غربية وروسية، لمساعدتها في الحصول على التمويل وإطلاق مبادرات الاستثمار وكذلك تطوير التكنولوجيا التي تستخدمها.
محادثات خارجية
- تجري الشركة بالفعل محادثات مع كيانات مثل، شركة "بي بي"، وشركة النفط الحكومية في أذربيجان "سوكار"، وشركة "توتال"، للتعاون في أعمال المنبع واستكشاف النفط والغاز وإنتاجهما، كما تبني علاقات مع شركة "مبادلة" الإماراتية وشركات كورية ويابانية لتوريد المعدات.
- هناك إمكانية لإقامة علاقات مع شركات الطاقة الروسية مثل "جازبروم" و"لوك أويل"، خاصة أن موسكو هي المستثمر المهيمن في قطاع النفط والغاز الأوزبكي، حيث تمثل نصف إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة به، ويقول "كابيتونوف" إنها ستكون خطوة على الطريق الصحيح.
- يخطط "صديقوف" أيضًا لتطوير ذراع الشركة لمعالجة المواد الكيميائية بدلًا من السعي إلى زيادة الصادرات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاستفادة من الطلب المحلي على الكهرباء والغاز المضغوط، وبسبب إمكانات التصدير المحدود في البلد والتي تحتاج لوقت طويل قبل تحديثها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}