نبض أرقام
09:02 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

هاينان 2003.. الصفقة التي كادت تُغير تاريخ شركة "موتورولا" وعالم الاتصالات

2019/04/07 أرقام

في عالم الأعمال، قد يُحدث قرار أو فكرة واحدة فرقًا جوهريًا في مصير النشاط التجاري، خاصة تلك المتعلقة بالتطوير والابتكار أو الاستحواذ على الأعمال الوليدة المتوقع هيمنتها على المستقبل، وهو ما حدث بالضبط مع شركة "موتورولا"، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".
 

 

وعلى مر التاريخ، كانت هناك نماذج عدة لشركات أفلست أو تضاءل وجودها في السوق بعد هيمنتها عليه، مثل "كوداك" و"نوكيا" و"بلاك بيري" و"بلوك باستر"، إما لأنها اقترفت أخطاءً إستراتيجية أو تجاهلت التطوير أو فشلت في الاستحواذ على العمليات التي تشكل مستقبل النشاط.

 

في الماضي، هيمنت شركتا "نوكيا" و"موتورولا" على سوق الجوالات العالمي، لكنهما فقدتا هذه الهيمنة لصالح "سامسونج" ولاعبين جدد في سوق الجوال مثل "آبل" و"شاومي"، بيد أن "موتورولا" كانت قاب قوسين أو أدنى من الاستحواذ على أحد أهم اللاعبين في عالم الاتصالات الآن.

 

"هواوي" تساوي 7.5 مليار دولار
 

- الصورة التالية، تم التقاطها في ديسمبر عام 2003 على أحد شواطئ جزيرة هاينان الصينية، ويظهر فيها "مايك زافروفسكي" رئيس العمليات في "موتورولا" و"لاري تشنغ" الذي يقود أعمال الشركة في الصين، وعلى أقصى اليسار "رن زينجفاي" مؤسس "هواوي".
 

 

- بعد بضعة أسابيع من هذه المحادثة العميقة، اتفق الجانبان على صفقة، وتم توقيع خطاب نوايا تعتزم فيه "موتورولا" شراء شركة "هواوي"، التي كانت أحد أبرز مزودي معدات الاتصالات الرئيسية في الصين آنذاك، مقابل 7.5 مليار دولار.
 

- اليوم، أصبحت "هواوي" أهم مورد لمعدات الاتصال وأكثرهم إثارة للجدل في العالم، وحققت إيرادات تتجاوز 100 مليار دولار خلال 2018، ويثير نفوذها في سوق الاتصالات العالمي مخاوف الغرب إزاء احتمالات تدخل الصين في شؤون البلدان الأخرى.
 

- لو أن الصفقة (أول مرة يُكشف عنها) جرت على نحو سليم، كانت لتغير ملامح سوق الاتصالات جذريًا، أو كما يقول أحد كبار التنفيذيين بالشركة: ليس من الواضح ما إذا كانت "هواوي" ستنقذ "موتورولا"، أما أن الأخيرة كانت لتدمر الشركة الصينية.
 

- كلتا الشركتين كانتا رائدتين في معدات الشبكات اللاسلكية، وصنعتا جوالات، لكن "موتورولا" كانت صاحبة علامة تجارية عالمية ذائعة الصيت، ومنذ عام 2000 تعاونتا في تطوير وتصميم تقنيات بيعت تحت شعار الشركة الأمريكية.
 

 

- لكن بعد فشل صفقة الاستحواذ المقترحة، سرعان ما اختفى نجم "موتورولا" وتكبدت الشركة خسائر بمليارات الدولارات بفعل تفوق منافسيها، بما في ذلك شريكها الصيني السابق الذي تحول إلى منافس.
 

- في عام 2010، رفعت "موتورولا" دعوى قضائية ضد شركة "هواوي" وادعت سرقتها أسرارًا تجارية منها، وهي دعوى تمت تسويتها في وقت لاحق خارج المحكمة، لكن كان قد فات الأوان للشركة الأمريكية كي تحافظ على بقائها.

 

مخاوف حول علاقة "هواوي" وبكين
 

- إن الكشف عن صفقة البيع الوشيكة يوضح كيف أصبحت "هواوي" واحدة من أفضل الشركات الصينية بعدما نجحت في تنمية عملياتها الدولية، بدءًا بصفقة محورية لبناء شبكة اتصالات في المملكة المتحدة عام 2005.
 

- يقول المصرفي لدى "مورغان ستانلي"، "يانغ تشي تشونغ"، والذي مثل "هواوي" في المحادثات مع "موتورولا": لم تكن "هواوي" بين اختيارات الحكومة لتلقي الدعم والحوافز، والآن تدعمها بكين لأنها نجحت وأصبحت ذات أهمية بالغة للمنافسة الصينية.
 

- يضيف "يانغ": في ذلك الوقت أراد السيد "رن" أن يظل مستقلًا عن الحكومة، ولم يرد أي تدخل من جانب بكين، لذا لم يسعَ وراء المال الحكومي.
 

- عندما تم توقيع خطاب النوايا بين الشركتين، لم يكن هناك أي مسؤول حكومي أو ممثلين عن الجيش، وكان كل من "مورغان ستانلي" و"جيه بي مورجان" الذي مثل شركة "موتورولا"، متأكدين أنهما لن يتضررا من تقديم المشورة بشأن الصفقة.
 

 

- في حين أن شركة "هواوي" باعت معدات للحكومة وجيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) في الأيام الأولى لها، أصبحت هذه الأعمال متواضعة للغاية بحلول عام 2005، وأصبحت "تشاينا موبايل" أكبر زبائنها.

 

- يقول "زافروفسكي": مع ذلك كان يُعتقد أن شركة "هواوي" مقربة من الحكومة والجيش الصيني، لذا أمضت "موتورولا" التي كان أكبر زبائنها "إيه تي آند تي" و"فيريزون"، شهورًا في البحث عن ضمانات كافية.
 

- تحدث "زافروفسكي" مع المسؤولين التنفيذيين في "إيمرسون إلكتريك"، الذين أكدوا له جودة منتجات "هواوي" ومسؤوليها والضوابط التي تتبعها الشركة، لذا كانت المحادثات الأخيرة متوقفة على السعر.
 

- فيما يقول "يانغ" إن "هواوي" رفضت العديد من عروض الاستثمار من أسر في الحزب الشيوعي وشركات الأسهم الخاصة لصالح القروض المصرفية، مضيفًا أن "رن" قاوم إغراءات كثيرة للحصول على أموال من لاعبين كبار.

 

"موتورولا" ترفض فرصتها للبقاء
 

- تم ترتيب الصفقة بعناية بالغة من قبل المصرفيين للتأكد من أنها لن تخضع لسيطرة المنظمين لدى أي من البلدين، وتم تقسيم الأعمال إلى ست وحدات بالتساوي بين الولايات المتحدة والصين، وأكد "زافروفسكي" أن عملية الدمج ستخلق قيمة كبيرة للمساهمين.
 

- في هذه الأثناء كانت شركة "هواوي" خرجت للتو من معركة قضائية مع "سيسكو" بدعوى سرقتها للتكنولوجيا، وتم تسوية الخلافات بين الجانبين، لكن لم يكن هناك أي علامة تؤكد نجاحها في تطوير التقنيات الرائدة الخاصة بها.
 

- تفاجأ المصرفي لدى "جيه بي مورجان"، "ليون مينغ"، من انفتاح السيد "رن" على فكرة البيع ومن استيائه عقب انهيار الصفقة، ويقول: فوجئت بانفتاح فريق "هواوي" وأعجبت بأخلاقيات العمل والسلوك المتبع خلال المحادثات الممتدة.
 

 

- لكن عقب توقيع خطاب النوايا، كانت ولاية "زافروفسكي" انتهت، وتولى بدلًا منه "إد زاندر"، ورغم أن الأخير وافق على إجراء المزيد من المحادثات، لكنه رفض في النهاية تمرير الصفقة.
 

- كان مجلس إدارة "موتورولا" يخشى دفع مبلغ كبير مقابل أصول مجهولة بالنسبة له، خاصة أن قيمة الجزء الأكبر من الصفقة ستُدفع نقدًا، ويقول "مينغ": كان قرارًا صادمًا، فالمحادثات كانت إيجابية للغاية وتمت بعناية كبيرة، والروابط أصبحت قوية بين الطرفين.
 

- في النهاية فصلت "موتورولا" أعمالها إلى "موتورولا سولوشنز" التي تركز على أنظمة الاتصالات، ووحدة أخرى للجوالات باعتها إلى شركة "جوجل"، التي باعتها بدورها لشركة "لينوفو" الصينية.
 

- في الوقت نفسه، أصبحت شركة "هواوي" أكبر منتج لأجهزة ومعدات الاتصال في العالم، وثاني أكبر صانع للجوالات الذكية من حيث المبيعات.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.