قد يكون قطع المسافات خلال السفر عملية تعتمد بشكل كبير على الوقت، لكن قبل أكثر من قرن مضى، كان الإنجاز في الرحلات هو السبب الرئيسي في ميلاد المناطق الزمنية، بعدما اعتمد الناس طويلًا على ضبط ساعات الجيب الخاصة بهم بعد بلوغ الشمس أعلى مستوياتها، لتحديد ميعاد الظهيرة وفقًا للتوقيت الرسمي المحلي لمدينة ما، بحسب تقرير لموقع "إيه بي إس- سي بي إن نيوز".
لكن التوسع في استخدام السكك الحديدية غيَّر هذه الطريقة، ومع سفر القطارات في جميع أنحاء العالم لمسافات أبعد وأبعد، نشأت الحاجة إلى إعداد جداول زمنية دقيقة لإعلام الناس بالضبط بوقت مغادرة ووصول القطارات.
الأب الروحي للفكرة
- يعود الفضل إلى المهندس السير "ساندفورد فليمنغ" المولود في أسكتلندا عام 1827، في طرح فكرة المناطق الزمنية بعدما فاته ميعاد أحد القطارات في أيرلندا.
- في عام 1879، خلال المؤتمر الدولي لخطوط الطول، اقترح "فليمنغ" تقسيم الأرض إلى 24 منطقة زمنية، يبعد كل منها مسافة ساعة، مع توقيت عالمي لكل منطقة على حدة.
- باستخدام التلسكوبات، تمت معايرة مصدر الوقت الرئيسي للوقت الشمسي في المرصد الملكي في غرينتش، المملكة المتحدة، وبحلول عام 1880، تم اعتماد توقيت غرينتش "جي إم تي" بشكل رسمي في جميع أنحاء بريطانيا.
- في نهاية المطاف، تم استخدامه عالميًا كتوقيت مرجعي، وباتت جميع المناطق الزمنية تحدد توقيتها بناءً على فرق الساعات الزائدة أو المتأخرة عن "غرينتش" التي يمر بها خط الطول الرئيسي.
تطوير الفكرة
- بعد ذلك، كلف "فليمنغ" شركة مصنعة في لندن ببناء ساعة جيب فريدة تعكس بدقة اقتراحه، وظهر حينها ما يعرف بـ"ساعة التوقيت الكوني" في كل منطقة من المناطق الأربع والعشرين، ما جعلها أول ساعة توقيت عالمي على الإطلاق.
- مع ذلك، لم يصبح التوقيت العالمي وآليته مرغوبة بشكل كبيرة، إلا على يد "لويس كوتييه" في عام 1931، عندما صمم توقيتًا محليًا يشير إلى الساعة والدقائق على أداة دوارة تتحرك طوال 24 ساعة، ومزودة بخيارات لتحديد مدن مختلفة.
- كل ساعة يد كتلك، كانت قادرة على تحديد التوقيت المحلي بالساعة والدقيقة ليلًا ونهارًا، في كل منطقة زمنية في العالم خلال وقت واحد، وكان من بين عملاء "كوتييه" الأوائل، كبرى العلامات التجارية السويسرية مثل "أوديمارس بيجيه" و"باتك فيليب" و"آي دبليو سي"، وبهذه الطريقة ولد توقيت المدن العالمي.
استثناءات
- حاليًا، يوجد 39 منطقة زمنية نادرًا ما تتبع خطوطا جغرافية مستقيمة، ولأسباب سياسية، لم تتبع بعض البلدان مناطق زمنية قياسية وفقًا لتصميم "فليمنغ"، وأضافت انحرافات زمنية قدرها نصف أو ربع ساعة عن المناطق الزمنية الأصلية التي تعد بين الفروق بالساعات دون دقائق (ساعة أو ساعتان أو ثلاث ساعات.. وهكذا).
- الصين على سبيل المثال، يمر بها أربع مناطق زمنية، لكنها تستخدم منطقة واحدة، أما روسيا فتعمل بـ9 مناطق من أصل 11 منطقة تمر بها، أما بلدان مثل الهند وإيران وأفغانستان وميانمار وفنزويلا فعدلت توقيت مناطقها الزمنية بمقدار نصف ساعة، فيما فعلت نيبال وجزر تشاتام نفس الأمر لكن بمقدار ثلاثة أرباع الساعة.
- رغم ذلك، فإن التعديلات على توقيتات المناطق الزمنية لم تعد تحير صناع الساعات كما في السابق، إذ توجد الآن آليات سهلة لتصحيح الاختلاف الذي يقدر بجزء من الساعة.
- مع أن فكرة "فليمنغ" بشأن المناطق الزمنية لم تطبق بشكل موحد في جميع أنحاء العالم، إلا أن الرجل يظل الأب الروحي لهذا الابتكار الذي غير العالم، وتظل عبقريته سببًا وراء كل توقيت عالمي يظهر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}