تحدثت الكاتبة "شوشانا زيوبوف" في كتابها "عصر رأسمالية المراقبة" عما وصفته بمدى الشر الذي تتسبب فيه "جوجل" – محرك البحث الإلكتروني المملوك لـ"ألفابت" – محذرةً من القضاء على سيادة البشر من خلال رأسمالية المراقبة التي تفرضها هذه الشركات، وتساءلت "الإيكونوميست" في تقرير: هل يمكن وصف "جوجل" بالعبقري الشرير؟
نتتبع تحركاتك بدقة!
- أفصحت الكاتبة الأمريكية عن عبارة "رأسمالية المراقبة" لأول مرة عام 2014 لتنتقد من خلالها قلب الاقتصاد الرقمي حيث تقدم خدمات للمستهلكين بشكل مجاني، ولكن يؤخذ منهم تكلفة أهم بكثير مما يظنون.
- تطرقت أيضاً إلى مدى استغلال شركات التكنولوجيا في "وادي السيليكون" للمستهلكين من خلال تتبع عاداتهم وسلوكياتهم وممارساتهم الاجتماعية وطريقة تسوقهم، وتحويل هذا الكم من المعلومات إلى منتجات تتنبأ بتصرفاتهم وقراراتهم.
- ترى السيدة "زيوبوف" أن المستخدمين أشبه بمن يسير نائماً في عالم من الأجهزة والمدن الذكية تم بناؤها بواسطة مجموعة من القراصنة والمستفيدين على حساب بيانات العملاء وحياتهم.
- لم يتوقف الأمر على المراقبة في المنازل، بل يتم تتبع المستخدمين من خلال جوالاتهم ومعرفة مواقعم وتمريرها للمعلنين الذين يستهدفون كل شخص على حدة بناء على المعلومات التي تم جمعها عنه.
- نظراً لأن هذه الممارسات تعد غير مسبوقة في عالمنا هذا، لا تزال الجهات التنظيمية عاجزة عن مواجهتها بالقوانين المناسبة لحماية الخصوصية ووقف ممارساتها المنتهكة لحياة البشر.
العبقري الشرير
- وصفت "زيوبوف" شركة "جوجل" بـ"العبقري الشرير"، فقد بدأها "لاري بيدج" و"سيرجي برين" كمحرك بحث إلكتروني واعد عام 1998 يخدم فئات مختلفة من المستخدمين وبشكل مثالي.
- لكن مثالية "جوجل" اصطدمت بعدها بفقاعة "دوت كوم" بداية الألفية الثالثة، والتي أجبرت جميع الشركات التكنولوجية للتحول نحو استراتيجية صنع الأرباح من أجل النجاة من الغرق.
- على أثر ذلك، وبمرور السنوات، اتجهت "جوجل" وغيرها إلى جذب أكبر قدر من المعلنين للاستفادة من استخدامات المستهلكين واستهدافهم بالمزيد والمزيد من الإعلانات، وأصبح الأمر أشبه بالمراقبة اللصيقة.
- هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار، فلم تتحدث الكاتبة كثيراً عن منتجات "جوجل" مثل البحث والخرائط والـ"جي ميل"، ولكنها تحدثت عن مقابل هذه الخدمات المجانية.
- قال المدير التنفيذي لـ"آبل" "تيم كوك" إنه عندما تكون الخدمة مجانية، فإن ذلك يعني أن المستخدمين ليسوا بزبائن، بل هم المنتج مشيراً إلى أهمية بياناتهم بالنسبة لتلك الشركات، ولو توقف المستهلكون عن السماح باستغلالها، لجنوا من وراء ذلك أموالاً طائلة، لأن الشركات المستفيدة تتغذى على هذه البيانات.
- من هنا، يمكن ظهور منافسين أكثر ذكاء من "جوجل"، حيث يمكنهم الكشف عن محركات بحث إلكتروني وخدمات لا تتعقب حياتهم، بل إن هناك شركات أخرى تضرب تلك المستفيدة من بيانات المستخدمين بالإعلانات.
- ظهر ذلك جلياً في إعلان روجت له أقسام التسويق لدى "آبل" حيث نشرت عبارة: "ما يحدث داخل "آيفون"، يظل داخل "آيفون".
لا بد من ردة فعل سياسية عما يجري في صناعة التكنولوجيا ولا يتوقف الأمر عند مجرد غرامات أو جلسات استماع كما حدث لـ"فيسبوك" ومديرها التنفيذي في الكونجرس.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}