تأسست مجموعة "فونتيرا" النيوزيلندية للألبان في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2001، في أوكلاند، وقامت منذ ذلك اليوم على مفهوم الكيانات التعاونية، وكانت نتاج تظافر جهود أكبر الشركات المنتجة في البلاد والمسؤولين الحكوميين، ويتقاسم ملكيتها أكثر من 10 آلاف مزارع وأسرة محلية.
ورغم حداثتها، فإن أصول الشركة الأكبر في نيوزيلندا، وأحد أكبر منتجي الألبان حول العالم، تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر حينما شهدت البلاد ميلاد صناعة الألبان والتي تطورت حتى جعلت نيوزيلندا مصدرًا رئيسيًا لتلبية الطلب العالمي.
ميلاد صناعة الألبان النيوزيلندية
- رأت صناعة الألبان النور في نيوزيلندا للمرة الأولى عندما استقدم البريطاني "صامويل مارسدن" ثورًا وبقرتين إلى البلاد عام 1814، وشكلت الحالة المناخية المعتدلة أفضل دعم ممكن لنمو الأعمال.
- بحلول عام 1845، صدرت نيوزيلندا شحنة من الجبن إلى سيدني الأسترالية، وكانت تلك أول عملية بيع لمنتجات الألبان الخاصة بها في الخارج، وفي عام 1871، تشارك عدد من السكان المحليين في تأسيس مصنع لإنتاج الجبن ودشنوا جمعية تعاونية للإشراف عليه وإدارته.
- منذ ذلك الوقت، واصلت صناعة الألبان تطورها في نيوزيلندا، فاستعانت بسفن يمكنها الحفاظ على المنتجات أثناء نقلها لمسافات بعيدة، وابتكرت وسائل لفصل الدسم عن اللبن، وأطلقت العلامة التجارية "أنكور"، واستقدمت آلات الحلب الميكانيكي.
- في مطلع القرن العشرين، تظافرت جهود معظم المنتجين في البلاد عبر التعاونيات، في الثلاثينيات بلغ عدد الشركات المشتركة في كيانات تعاونية 400 شركة، وفي هذا الوقت تولت التعاونيات نفسها مهام الترويج للمنتجات في الخارج، بحسب موقع "يو كيه سايز".
- أنشأت الحكومة مكتب مراقبة إنتاج وتصدير الألبان لمعاونة مئات الشركات الصغيرة في بيع منتجاتها في الخارج، وفي الفترة من الثلاثينيات إلى الستينيات أخذ المكتب على عاتقه تشجيع المزارعين على الوصول إلى أسواق جديدة وتحقيق دخل أكبر.
- طرحت الشركات النيوزيلندية العديد من منتجات الألبان منذ ذلك الوقت، والتي حظي الكثير منها بشعبية عالمية لا سيما تلك التي حملت العلامة التجارية "أنكور"، وبحلول عام 2001 تأسست "فونتيرا" نتاج اندماج أكبر جمعيتين تعاونيتين لإنتاج الألبان في البلاد.
مورد الألبان الأكبر
- بحلول نهاية عام 2000، كانت 95% من حقوق الملكية الصناعية لقطاع الألبان مِلكًا لجمعيتي "نيوزيلند دايري جروب" و"كيوي كوبرشن دايري كومباني"، واللتين اندمجتا مع مجلس الألبان لتأسيس مجموعة "فونتيرا" التعاونية، والتي أصبحت تمثل 90% من مزارع الألبان في البلاد.
- جاء ذلك بعدما صوت 84% من المزارعين في البلاد للموافقة على اندماج "نيوزيلند دايري" و"كيوي كوبرشن دايري" مع مجلس الألبان النيوزيلندي، في يوليو/ تموز من عام 2001، ثم أعلن بعد أشهر عن تدشين مجموعة جديدة تعمل بمفهوم الجمعيات التعاونية تحت اسم "فونتيرا كو- أوبرتيف جروب ليمتيد"، وفقًا لموقع "آسيا نولدج".
- اليوم يعمل لدى المجموعة أكثر من 22 ألف موظف وعامل حول العالم، وتشكل مبيعاتها الخارجية 25% من قيمة الصادرات السنوية لنيوزيلندا وتحقق مبيعات سنوية بنحو 13 مليار دولار، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
- تصل منتجات الشركة إلى أكثر من 140 دولة، ونحو مليار شخص يوميًا، وتعد خامس أكبر منتج للألبان في العالم من حيث المبيعات، لكنها المُصدر الأكبر، حيث توفر 30% من الطلب العالمي على الحليب ومنتجاته، وتعتبر أستراليا أكبر أسواقها الخارجية.
- تمتلك المجموعة قائمة طويلة من العلامات التجارية لمنتجات الحليب والعصائر والجبن وحلوى الآيس كريم، مثل؛ "أنكور" و"دي وينكل" و"فريش إن فروتي" و"كابيتي" و"ماموث" و"برفيكت إيطاليانو" و"تيب توب".
- تتجاوز القيمة السوقية للشركة 5 مليارات دولار أمريكي، وهي مسؤولة عن 30% من صادرات الألبان العالمية، بحسب "فوربس"، وتجمع سنويًا نحو مليارات اللترات من الحليب عبر مزارع مساهميها.
الشغف للتطور
- يقول أستاذ أنظمة الأغذية الزراعية في جامعة لينكولن "كيق وودفورد" في مقال نشره عبر مدونته: إن مجموعة "فونتيرا" مختلفة عن غيرها من منشآت الأعمال في الوقت الراهن، حيث بدأت ككيان تعاوني تقليدي يمتلك كل عضو حصة فيه تتناسب مع حجم إنتاجه.
- إذا توقف المزارع عن الإنتاج، تباع أسهمه مباشرة إلى المجموعة وفقًا للأسعار التي تحددها "فونتيرا" نفسها، لكنها أصبحت كيانًا مختلفًا تمامًا الآن، حيث يتم تداول أسهمها بين المزارعين في السوق المفتوح، ويمكن للمستثمرين غير المزارعين شراء بعضها وتحقيق الأرباح منها.
- يضيف "وودفورد" رحلة التحول التي بدأتها "فونتيرا" من كيان تعاوني تقليدي إلى شركة حديثة مستمرة، والنتيجة المؤكدة إزاء ذلك، هو أن هيكلها سيستمر في التطور، وبحلول عام 2020 سيبدو الأمر مختلفًا تمامًا.
- في أواخر عام 2017، نقلت "فوربس" عن مسؤول بالشركة قوله: رؤيتنا هي إحداث تغيير في حياة ملياري شخص حول العالم بحلول عام 2020، ولفعل ذلك نحن بحاجة لتعقب ومتابعة جميع المكونات التي تدخل إلى الحليب والجبن والزبدة وغيرها من المنتجات.
- في سبيل ذلك تتبنى "فونتيرا" مفاهيم الرقمنة والآليات الحديثة، لكن على نطاق أوسع، تؤكد الشركة أنه في ظل بيئة عمل سريعة التغير، ستكون بحاجة لست قدرات لمواصلة النجاح، وهي الذكاء العاطفي، والقدرة على التكيف مع التطورات، والقابلية للتعلم، والحلول القائمة على الدلائل، وريادة الأعمال، والتوجه نحو الخارج.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}