نبض أرقام
08:16 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

هل يفسد تراجع العملات الرقمية نمو "بلوك شين"؟

2018/11/30 أرقام - خاص

يمكن القول إن تكنولوجيا "بلوك شين" بشكل عام، والعملات الرقمية بشكل خاص تشكل أحد أكثر أشكال الاقتصاد الحديث إثارة للجدل حاليًا، بين من يؤكدون أنهما يشكلان المستقبل القادم لا محالة للاقتصاد وبين من يرفضونها لعدم مساهمتها في الإنتاج بشكل إيجابي.

 

 

 "تعليم" "بلوك تشين"

 

ونبدأ برصد "النظرة الإيجابية" لـ"بلوك تشين" والعملات الرقمية، فعلى سبيل المثال أكد 18% من الطلاب الأمريكيين الذين جرى معهم استطلاع رأي نشرته "فوربس" أنهم إما امتلكوا أو يمتلكون حاليًا عملات رقمية، بينما لا تزيد النسبة على المستوى القومي عن 9%.

 

 بل وتبلغ نسبة الطلاب الذين "لديهم معلومات جيدة" عن تكنولوجيا "بلوك تشين" والعملات الرقمية بشكل عام 17% بينما تقل عن النصف بين السكان بشكل عام أيضًا.

 

ولتبيان تأثير ذلك على انتشار العملات الرقمية بشكل خاص وتكنولوجيا "بلوك شين" بشكل عام، يكفي الإشارة إلى أن استخدام الإنترنت في ثمانينات القرن الماضي كان ضعف معدلاته بين الطلاب عما هو بين الجمهور العام، وكيف أصبح الإنترنت في عالمنا المعاصر وتأثيره الحالي ومدى انتشاره.

 

ووفقًا لـ"بروكينجز" فقد ارتفعت "شعبية" دراسة تكنولوجيا "بلوك تشين" بشكل لافت في الجامعات التي تقدمها ضمن مقرراتها الدراسية، والتي تعد جامعة "نيويورك" بين المؤسسات التعليمية التي سبقت في هذا الإطار.

 

تراجع في القبول

 

وعندما بدأ رئيس قسم الاقتصاد في جامعة "نيويورك" "ديفيد ييرماك" تدريس منهج دراسي عن "بلوك شين" عام 2014  لم يتعد عدد الطلاب الملتحقين بالفصل 35 طالبا، بما يقل بثمان طلاب عن المتوسط في بقية فصول الجامعة، بينما بلغ عدد الملتحقين بالمادة نفسها هذا العام 230 طالبًا.

 

 

وأصبحت 42% من الجامعات الأكبر في العالم تقدم منهجًا دراسيًا كاملًا أو أكثر في تكنولوجيا "بلوك تشين" فضلًا عن اهتمام بعض الجامعات الحكومية في الصين وسنغافورة وغيرها بتدريس تلك التكنولوجيا ولكن كأجزاء من مناهج الاقتصاد المختلفة.

 

وفي المقابل، كشفت "رويترز" عن تراجع الاعتماد على العملات الرقمية جميعًا في الإيفاء بالمدفوعات بنسبة 80% حتى الآن خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، وذلك على الرغم من أن العملات الرقمية لم تشهد تذبذًا شديدًا كما حدث في 2017.

 

ولعل السبب وراء ذلك هو الإتجاه التنازلي لـ"بيتكوين" تحديدًا وللعملات الرقمية بشكل عام، حيث بدأت العام وقيمتها تناهز 15 ألف دولار، بينما يصل سعرها هذه الأيام إلى حدود 4 آلاف دولار.

 

وتعتبر "بروكينجز" أن المشكلة في التعامل مع "بيتكوين" تتمثل في رفض الكثيرين تطبيق القواعد الاقتصادية العادية عليها، فانخفاض سعر العملة الرقمية وزيادتها أمر منطقي كما يحدث لأي سلعة أو عملة أخرى وفقًا لقوانين العرض والطلب.

 

سعي للصدارة

 

وعلى الرغم من ذلك يرى "جاي اديكسن"، الكاتب في "فوربس" أن العملات الرقمية هي بمثابة "أكبر عملية نصب في التاريخ" استفاد منها أول من قام بتعدينها العملات وتمتعوا بالزيادة المضطردة في قيمتها، ليحققوا "ارباح بدون إنتاج".

 

ويتفق مع رؤية "أديكسن" حقيقة ما يكشفه موقع "ديد كارنسيز" والذي يضم عددًا كبيرًا من العملات الإلكترونية التي انطلقت ووصل سعر العملة الواحدة في بعض الحالات إلى ألف دولار، قبل أن تتراجع قيمتها سريًعا لتصبح منعدمة تمامًا، وتصبح في حكم الميتة.

 

وعلى الرغم من الجدل المتفاقم –والذي سيستمر مستقبلًا- حول العملات الرقمية، إلا أنه لا ينبغي إغفال إنها مجرد تطبيق من تطبيقات تكنولوجيا "بلوك تشين" وأنه لا يمكن الحكم على الأخيرة والتي أصبحت بالفعل جزء من مستقبلنا الاقتصادي، من خلال نجاح أو فشل أحد تطبيقاتها.

 

 

وتقول دراسة لـ"بروكجينز" إنه في غضون السنوات العشر المقبلة سوف تحتل تطبيقات "بلوك تشين" صدارة المشهد عالميًا، بعد إنتشار الكثير من أشكالها على الهواتف الجوالة، فضلًا عن التطور المتوقع فيها مستقبلًا.

 

ولذلك يؤكد "أديكسن" إنه على الرغم من "غموض" مستقبل "بيتكوين" ورؤيته للعملة بوصفها  "أكبر نصب في التاريخ"، فإنه لا يمكن إنكار حقيقة "أن البلوك شين" "وجدت لتبقى"، وتطبيقاتها تتعدى كثيرًا العملات الرقمية، ولكن الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.