يبدو أن موسم الأعياد في الولايات المتحدة سيمر حزينًا وبلا احتفالات بالنسبة للمستثمرين، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى شركات التكنولوجيا التي ينسب لها الفضل في دفع سوق الأسهم إلى مستويات قياسية مرتفعة هذا العام، والتي هي سبب رئيسي أيضًا في الهبوط الأخير، لكن هذه الخسائر ربما كانت لتصبح أسوأ كما حدث في أسواق أخرى، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
نعمة عدم الدخول الصين
- مُنعت شركات تكنولوجيا أمريكية كبرى مثل "جوجل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"نتفليكس" من تشغيل خدماتها عبر الإنترنت في الصين، ولم تنجح المحاولات اليائسة لبعضها في تغيير الموقف الجامد لبكين أو التوصل لتسوية تسمح لها بدخول السوق الصيني.
- ربما كان هذا الحظر نعمة لم تدركها الشركات الأمريكية (خلال المدى القصير، على الأقل) لأن هبوط الأسهم كان أسوأ بالنسبة لعمالقة التكنولوجيا في الصين، حيث كان مرتبطًا بتباطؤ النمو الاقتصادي للبلاد، والنزاع التجاري مع الولايات المتحدة، وتوسيع نفوذ الحكومة في القطاع وغيره من قطاعات الأعمال.
- على سبيل المثال، بالنظر إلى "أمازون"، فقد تراجع سهمها بنسبة 27% منذ بلغ ذروته هذا العام في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنه ما زال مرتفعًا بنسبة 28% على مدار 2018 بأكمله، على النقيض من نظيرتها الصينية.
- بالنسبة لعملاق التجارة الإلكترونية في الصين "علي بابا"، تراجع سهم الشركة بنسبة 31% منذ إغلاق يونيو/ حزيران، وبلغت خسائره هذا العام 15%، كما فقدت شركة التجارة الإلكترونية الصينية "جيه دي دوت كوم" نصف قيمتها هذا العام.
- نظرًا للضغوط التي تتعرض لها منافسة "أمازون" الصينية، ربما يشعر "جيف بيزوس" بالسعادة إزاء حصة شركته في السوق الصيني، والتي يتراوح حجمها بين "فائقة الصغر" و"غير الموجودة بالأساس"، فشركة "علي بابا" تتعرض لمنافسة قوية من التجار الإلكترونيين الجدد في الصين جنبًا إلى جنب مع المخاوف المتعلقة بالإنفاق الاستهلاكي في ظل تباطؤ النمو.
- رغم الجهود المبذولة لتنويع إيراداتها، تأتي جميع مبيعات "علي بابا" تقريبًا من السوق المحلي، أما "أمازون" فتحقق ثلثي صافي المبيعات في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن اعتماد الأخيرة على سوقها المحلي نقطة قوة، خاصة في ظل النشاط القوي للاقتصاد الأمريكي والإنفاق الاستهلاكي المتنامي، ومع المخاوف حيال الاقتصادات الكبرى الأخرى حول العالم.
جراح "آبل" قد تتعمق
- تُولد شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في الولايات المتحدة أجزاء أكبر بكثير من إيراداتها خارج السوق المحلي، لكنها حتى الآن قد تشعر بالإمتنان على عدم عملها في الصين.
- في حين انخفض سهم الشركة الأم لـ"جوجل"، "ألفابت"، بنسبة 20% من أعلى مستوياته هذا العام، تراجع سهما اثنتين من شركات الإنترنت الرائدة في الصين، وهما "تنسنت" و"بايدو" بنسبة 41% و38% على التوالي.
- هناك، بالطبع شركات تكنولوجيا أمريكية تعمل في الصين أو تعتمد عليها بطرق أخرى، وكان ذلك نعمة ونقمة في بعض الأحيان، فمثلًا تعرضت شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الأمريكية لهزة قوية هذا العام، وذلك جزئيًا بسبب الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
- تعمقت شركة "آبل" في الصين بشكل أفضل من أي شركة تكنولوجيا أمريكية أخرى، ويعد هذا البلد جزءًا أساسيًا من سلسلة توريد "آيفون" العالمية، كما أنه مشتريًا كبيرًا لمنتجات الشركة.
- حققت شركة "آبل" ما يقرب من 20% من إيراداتها خلال العام المالي 2018 من الصين وهونغ كونغ وتايوان، وارتفعت مبيعاتها في هذه المنطقة بنسبة 16% عن السنة المالية 2017.
- هناك مخاوف من أن النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سوف تضر بصانعة "آيفون" وقد كتب المحلل المتخصص في تعقب أداء "آبل"، "رود هول"، هذا الأسبوع، أن الطلب على منتجات الشركة سيتراجع في السوق الصيني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}