أمريكا اللاتينية هي منطقة في الأمريكتين، يتحدث معظم سكانها الإسبانية، وتتكون من 20 دولة تبلغ مساحتها الإجمالية 22 مليون كيلومتر مربع، وتتميز باحتوائها على أكبر كمية من الغذاء والنفط والطاقة والموارد المعدنية على كوكب الأرض، بحسب تقرير لموقع "سيكينج ألفا".
ويعتبر الاقتصاد المجمع لأمريكا اللاتينية هو ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وفي السنوات الأخيرة، برزت بلدانها بفضل التنمية المتسارعة والنمو الاقتصادي الملحوظ، وبشكل عام فإن معظم اقتصادات الدول اللاتينية في تحسن.
لكن هناك بعض الاستثناءات، مثل فنزويلا التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة، بالإضافة إلى الأرجنتين ونيكاراغوا، حيث لم تقدم السياسات النقدية في هذه البلدان سوى القليل لتشجيع منافسة أسواقها مع نظيرتها اللاتينية والعالمية.
إن إمكانات أمريكا اللاتينية واعدة، وفي كل عام، تتحسن التوقعات بشكل ملحوظ لبلدان مثل المكسيك وكولومبيا وتشيلي وبيرو.
نظرة على السوق اللاتيني
- أكبر صناديق المؤشرات المتداولة في أمريكا اللاتينية هي "إي دبليو زد" في البرازيل، و"إي دبليو دبليو" في المكسيك، و"إي سي إتش" في تشيلي، و"إي بي يو" في بيرو، و"جي إكس جي" في كولومبيا، على التوالي.
- تتم إدارة الصناديق المتداولة في المنطقة من قبل "بلاك روك" باستثناء كولومبيا والأرجنتين، حيث تخضع الصناديق الكبرى في البلدين لإدارة "جلوبال إكس".
- في أمريكا اللاتينية هناك أيضًا صندوق "آي شيرز لاتين أمريكان 40" المعروف اختصارًا باسم "إل آي إف" والذي يتعقب السوق البرازيلي لأن أغلب تكوينه من الشركات البرازيلية.
- كل هذه الصناديق قدمت أداءً ضعيفًا العام الماضي، والسبب الرئيسي في ذلك، هو ارتباطها الكبير بسوق الأسهم البرازيلي، الذي شهد انخفاضًا بأكثر من 10% خلال النصف الأول من العام الجاري.
- مع ذلك، هناك العديد من العوامل التي تشكل آفاقًا واعدة لأسواق أمريكا اللاتينية، مثل انتعاش الأسهم البرازيلية مع انعقاد الانتخابات الرئاسية، والزيادة في أسعار النفط، حيث تتمتع الصناديق بحصص كبيرة في شركات مثل "بتروبراس" و"فال" و"إيكوبترول".
- تتشكل الصناديق في بيرو وتشيلي غالبًا من عمالقة صناعة التعدين، وذلك بفضل استقرار أسعار المعادن وتصديرها على نطاق واسع، بيد أن أسواق المنطقة كلها لم تكن أفضل أداءً مقارنة بالسوق الأمريكي الذي استفاد بالطبع من السياسات الحمائية لـ"ترامب".
ميلا
- "ميلا" هي السوق الموحد في أمريكا اللاتينية، والذي يجمع أسواق الأوراق المالية والودائع في أربعة اقتصادات هي الأكثر نجاحًا وكفاءة في المنطقة، وهي تشيلي والمكسيك وكولومبيا وبيرو.
- تمثل البلدان الأربعة ما يقرب من 40% من الناتج المحلي الإجمالي لجميع دول أمريكا اللاتينية، ومعًا لديها ما يزيد على 700 تصل قيمتها السوقية الإجمالية إلى 927 مليار دولار.
- الدول الأربع الأعضاء في "ميلا" هي اقتصادات ذات درجة استثمارية مرتفعة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية في أسواق رأس المال.
الاستثمار الأجنبي المباشر
- أصبحت أمريكا اللاتينية وجهة محببة لرأس المال الأجنبي العالمي، ويعد المصدر الرئيسي لهذه الاستثمارات هو الاتحاد الأوروبي بحصة قدرها 42%، مقابل 28% للولايات المتحدة التي تملك نفوذًا أقوى في المنطقة رغم ذلك.
- في عام 2017، كانت هناك زيادة مفاجئة في الاستثمارات الصينية في البرازيل، حيث استحوذت بكين على العديد من الأصول في قطاع مرافق الكهرباء، ولعل ما شجع الصين هو عدم خضوعها للمعايير المتشددة التي تعاني منها عند شراء حصة في شركة أمريكية.
- في السنوات الأخيرة، تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر، فمنذ عام 2014 انخفضت أسعار السلع الأساسية المصدرة للخارج بشكل كبير، وشهدت الصناعات الاستخراجية مثل النفط فترات ركود قوية، تأثرت بها بلدان مثل البرازيل، وهي أكبر اقتصاد في المنطقة.
- لكن منذ عام 2017، تحسنت هذه الاتجاهات مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 1.4% وفي ظل تعافي أسعار النفط، واستقرار أسعار المعادن.
الثلاثة الأفضل
- تشيلي هي أفضل بلد في أمريكا اللاتينية للاستثمار، إذا يقدم اقتصادها أداءً يفوق باقي أقرانه في المنطقة، وتعادل وتيرة النمو لديها ثلاث مرات المعدل المسجل في بلدان منظمة التعاون الاقتصاد والتنمية.
- تم تصنيف تشيلي من قبل البنك الدولي كأحد بلدين لاتينيين يحظيان بمستويات دخل مرتفعة بجانب الأوروغواي، وتمتلك البلاد نظاما ملائما للاستثمار والاستقرار الديمقراطي لا تتمتع به أي دولة أخرى في المنطقة تقريبًا.
- تأتي بيرو في المرتبة الثانية كأفضل بلد لاتيني للاستثمار، فلديها واحد من أعلى معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا اللاتينية، والذي تضاعف إلى ثلاثة أمثاله خلال العقد الماضي.
- تحظى بيرو بأدنى معدلات التضخم في المنطقة بأكملها، وسوق أوراق مالية متنوع للغاية مقارنة بأقرب منافسيها (كولومبيا)، لكنها تعاني من عدم الاستقرار السياسي، وقد استقال الرئيس "بيدرو بابلو كوتشينسكي" وسط خلل كبير واتهامات بالفساد.
- تتمتع بيرو بواحد من أفضل التصنيفات الائتمانية في أمريكا الجنوبية وهو "BBB +"، ولم تتخلف قط عن سداد ديونها، وتجتذب الكثير من المستثمرين الكنديين والأمريكيين بفضل مواردها الغنية.
- البلد الثالث هو كولومبيا، وهي عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وحلف شمال الأطلسي، وأخيرًا تخلصت من صراعاتها الداخلية، ومؤخرًا أنجزت العديد من التطورات الاقتصادية والاجتماعية.
- أول الإنجازات هي نهاية الحرب مع الثوار المسلحين "فارك"، الأمر الذي زاد من ثقة المستثمرين الأجانب في البلاد، وبحلول يونيو/ حزيران انضمت البلاد إلى منظمة التعاون الاقتصاد والتنمية، المعروفة بأنها مجموعة من الدول الغنية، بعد سنوات من التحليل، وفي نفس الشهر انضمت إلى "الناتو" باعتبارها شريكا عالميا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}