نبض أرقام
09:36 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

ماذا يحدث للشركات التي ترفض تبني التقنيات المهيمنة في صناعة ما؟

2018/10/14 أرقام

غالبًا ما كانت التقنيات العادية التي تسهل الحياة اليومية على الناس، نتاج صراع بين عدة تقنيات تمكنت إحداها من الهيمنة في النهاية، مثل السيارات التي تعمل بالبنزين، والتي جاءت بعد عناء المنافسة مع المحركات البخارية، وعادة ما تحدث هذه التطورات التكنولوجية في العديد من الصناعات الناشئة عندما تكون التكنولوجيا الأساسية الخاصة بها في فترة مضطربة وسريعة التطور، بحسب تقرير لموقع "إنسياد نولدج" التابع لكلية إدارة الأعمال "إنسياد".

 

إحدى الصناعات التي مرت مؤخرًا بمرحلة مشابهة من التغيرات كانت الطاقة الشمسية، حيث عكف الباحثون على تطوير طرق مختلفة للاستفادة من هذا المورد، بما في ذلك السيليكون البلوري، الذي تم تطويره لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي واستخدم في إنتاج الرقاقات التي تستعمل كأداة لربط الخلايا الضوئية، وهي الآن التقنية المهيمنة في هذا القطاع، لكن هناك أيضًا الأغشية الرقيقة، وهي تكنولوجيا أقل كفاءة لكنها أرخص.
 

 

في بحث حديث، سعى "ناتان فور" من كلية "إنسياد" و"راهول كابور" من كلية "وارتون"، إلى فهم كيفية نجاح الشركات في التغلب على هذه الهزات في الصناعة، خاصة إذا تبنت التكنولوجيا غير المهيمنة، وفحصا 218 شركة بصناعة الطاقة الشمسية، وكانت هذه الشركات إما ناشئة أو وحدات حديثة منبثقة عن كيانات تسعى إلى التنوع.

 

ونظر الباحثان في كيفية استمرار نوعين مختلفين من الشركات في السوق، رغم عدم تبنيها السيليكون البلوري كتقنية رئيسية في عملياتها، وبدلًا من المفهوم السائد القائل بأن التكنولوجيا تقرر دائمًا أي شركة ستنجح، تبين أن هناك قصص نجاح أكثر اختلافًا.

 

اختيارات التصميم
 

- في صناعة الطاقة الشمسية، كانت هناك تقنيتان رئيسيتان تتنافسان على الهيمنة، هما السيليكون البلوري، والأغشية الرقيقة المختلفة مثل تيلوريد الكادميوم وسيلينيد نحاس إنديوم غاليوم، وكان السيليكون البلوري أكثر تعقيدًا في الاستخدام ويحتاج لقص ومن ثم صقل وتجميع، أما الأغشية الرقيقة فكانت مثيرة بفضل سهولة استخدامها النسبية.
 

- لكن التصميم المهيمن في الصناعة لا يعتمد بالضرورة على أفضل التقنيات، وإنما قد يتعلق الأمر بمن لديه أكبر كمية من الموارد، وفي قطاع الطاقة الشمسية هيمن السيليكون مع دخول الشركات الصينية الكبيرة وإظهارها التزامًا كبيرًا تجاه السوقين المحلي والدولي.
 

 

- أدى الطلب من هذه الشركات إلى خفض تكلفة السيليكون البلوري، مما ساعد في هيمنته على الصناعة قبل أن تنضج تكنولوجيات أخرى، وتوصل كل من "فور" و"كابور" إلى أن الشركات التي تبنت هذه التقنية كانت أقل عرضة للخروج من السوق.
 

- في الواقع، كانت الشركات الساعية للتنوع والتي تبنت السيليكون البلوري، أقل احتمالًا للخروج من السوق بنسبة 78% من نظيرتها التي اختارت تكنولوجيات أخرى.

 

أهمية الإمكانات المتكاملة
 

- أظهر البحث الذي أجراه "فور" و"كابور" أن الإمكانات المتكاملة (قدرة الشركة على تنسيق الأنشطة والأهداف داخل حدودها) تجعل الخروج من السوق أقل احتمالًا للشركات الباحثة عن التنوع.
 

- تقوم الشركة بتطوير معرفتها من خلال العمل عبر سلاسل التوريد لتطوير منتجات جديدة، أو عن طريق دخول صناعات جديدة، وهذا الفهم لكيفية تكامل الأنشطة معًا لأمر ذي قيمة كبيرة للشركات خاصة عندما تتعرض الصناعة لهزة أو سلسلة من التغيرات.
 

 

- الشركات ذات الإمكانات المتكاملة هي أكثر قدرة على قطع الخطوات الديناميكية استجابة لخياراتها السابقة التي وضعتها في موقف صعب، وبفضل هذا التكامل تستطيع الشركات الانتقال بنجاح إلى الأسواق الجديدة والتقدم بها.
 

- عندما تنتهي حقبة الاضطرابات، يحتاج التنفيذيون للتفكير في توسيع نطاق معرفتهم، سواء اختاروا التكنولوجيا المسيطرة أم لا، ويقول الباحثان: أدرك بعض أصحاب الشركات الباحثة عن التنوع أنهم ما كان عليهم الدخول إلى هذه الصناعة.
 

- يضيف "فور": ربما قرروا بيع ذلك الجزء من أعمالهم واستخدام إمكاناتهم المتكاملة في مجال آخر، لكن المهووسين بالفشل عادة ما يميلون إلى نسيان مثل هذا الاحتمال.

 

شركات لم تختر الجانب الفائز واستمرت
 

- شركات الطاقة التي تمكنت من مواصلة عملها رغم عدم تبنيها تقنيات السيليكون البلوري كان أمامها خيارات قليلة، مثل الاستحواذ عليها من قبل شركات أخرى أو تبني استراتيجية مختلفة، وكلاهما كان خيارًا جيدًا خاصة للشركات ذات الإمكانات المتكاملة، ويعملان كحاجز لمنع الاختيارات الخاطئة المحتملة.
 

- بعض الشركات بحثت عن استراتيجية مختلفة غيرت مركزها في السوق وتحولت إلى جزء مختلف من سلسلة القيمة، مع العلم أن حتى بعض الشركات التي اختارت تقنية السيليكون البلوري فعلت ذلك أملًا في تعزيز القيمة التي تحققها.
 

 

- قررت شركات أخرى التراجع خطوة إلى الوراء والتركيز على سوق متخصص، ربما تتمتع إحدى التقنيات غير المهيمنة بميزة أكبر فيه، فعلى سبيل المثال تعد الأغشية الرقيقة أكثر جاذبية لبعض مستهلكي الطاقة غير التقليديين (مثل مالكي القوارب وأولئك الذين يريدون البقاء خارج شبكة الكهرباء وغيرهم).
 

- نظرًا لأن أنظمة الطاقة الشمسية خارج شبكة الكهرباء تتطلب معدات مختلفة لتخزين الطاقة، فإن الأغشية الرقيقة توفر سوقًا آخر ومكانًا مناسبًا لبعض الشركات التي تفضل البقاء في السوق دون تبني التقنية المهيمنة فيه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.