نبض أرقام
11:01 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24

لماذا تحولت آسيا إلى الصين خلال الأزمة المالية العالمية؟

2018/09/17 أرقام

بالنسبة للكثيرين من الشباب في آسيا، يمثل الحصول على فرصة للدراسة في الغرب حلما يراودهم، ولكن هذه الأحلام تبددت لدى البعض بعد وقوع الأزمة المالية العالمية، وتساءل تقرير نشرته "بي بي سي" عن سبب تحول القارة الآسيوية تجاه الصين في ذلك الوقت.

 

فقد العديد من الأشخاص حول العالم وظائفهم في قطاعات مختلفة بعد حدث انهيار "ليمان براذرز" الذي اعتبر بداية الأزمة المالية، وفي فترة قصيرة، نفدت السيولة من الائتمان واختفت وظائف وخسرت بنوك مليارات الدولارات، ووقعت اقتصادات متقدمة تحت براثن الركود من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان.

 

 

انتقال العدوى

 

- أثرت الأزمة المالية في ثقة العالم بالقطاع المصرفي وزادت الشكوك بشأن إمكانية تعافيه، ولم يكن القطاع المالي الآسيوي بمعزل عن هذه الأزمة رغم عدم تضرره بنفس شدة نظيره في الغرب.

 

- في خضم الأزمة قبل أكثر من عشر سنوات، خسرت بنوك آسيوية وظائف وتجمدت أجور وتم اتخاذ تدابير لخفض النفقات وتأثر أكبر بنك في جنوب شرق آسيا "دي بي إس" حيث اضطر إلى إلغاء خطط إقراض واستثمارات بملايين الدولارات بسبب الأزمة.

 

- مع ذلك، كان "دي بي إس" وبنوك أخرى متأثرة لفترة قصيرة بالأزمة وتعافت سريعا نتيجة قوة الاقتصادات في آسيا – خاصة الصين.

 

- شهدت آسيا نموا اقتصاديا واسع النطاق بدعم من قطاعات السيارات والطائرات والسلع الاستهلاكية والخدمات نتيجة نمو الطلب من ذوي الدخل المتوسط في القارة بالإضافة إلى نمو الاقتصاد الصيني الذي كان محركا للطلب عبر دول آسيوية.

 

- كان على شركات آسيا تغيير خططها التجارية والإنتاجية بسبب انتقال عدوى الأزمة إليها، فعلى سبيل المثال، شهدت شركة "Sunningdal Tech" السنغافورية للمكونات البلاسيتيكية انخفاضا حادا في الطلب من عملاء في أمريكا الشمالية نتيجة الأزمة.

 

- على أثر ذلك، قررت الشركة خفض الرواتب وتقليل ساعات العمل وخفض مكافآت المسؤولين التنفيذيين من أجل الصمود في وجه الأزمة، وتعلمت "سونينجديل" درسا هاما هو: "من الضروري عدم الاعتماد على سوق واحد".

 

- يجب افتراض أن وقوع أزمة في منطقة معينة يمكن أن يحدث في أخرى، وبالتالي، على الشركات أخذ الحيطة وبناء استراتيجية مواجهة وعدم الاعتماد على دولة أو سوق أو منطقة واحدة أو حتى منتج ومستهلك واحد.

 

 

الصين.. فقدان الثقة في الغرب

 

- سار النمو في آسيا جنبا إلى جنب بصحبة الصين في ظل تزايد الثقة في اقتصادها وفقدان الثقة في الممارسات المالية في الاقتصادات الغربية، ويرى محللون أن الأزمة المالية العالمية غيرت نظرة آسيا تجاه الغرب.

 

- أسهمت الأزمة المالية العالمية أيضا في تسارع نهوض التنين الصيني لتصبح بكين الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم ويرى البعض أن دورها يجتاز حتى الولايات المتحدة.

 

- كان للصين دور بارز في نجاح آسيا في تخطي الأزمة المالية العالمية سالمة نسبيا، ولكن ذلك لا يعني أن بكين لم تتأثر، بالعكس، فقد أوضح أحد المصرفيين بالبنك المركزي الصيني بأن النقطة الفارقة بالنسبة للنمو الاقتصادي كانت في سبتمبر/أيلول 2008 بعد إفلاس "ليمان براذرز".

 

- أظهرت البيانات الاقتصادية حينها أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني سجل نموا قدره 13%، وهبط إلى 9% بعد انهيار "ليمان براذرز" عام 2008 في الربع الثالث ثم إلى 6.8% في الربع الرابع من نفس العام.

 

- في الربع الأول من عام 2009، تباطأ نمو اقتصاد الصين إلى 6.1%، وعلى أثر هذا التراجع، اتخذت الحكومة تحركات سريعا من بينها ضخ حزمة تحفيز نقدي هائلة لم تسهم فقط في إعادة الاستقرار والانتعاش للاقتصاد الصيني بل مثلت أيضا شريان حياة لاقتصادات آسيوية.

 

- رغم كل ذلك، فإن الاقتصاد الصيني الآن مثقل بجبل من الديون وأفاد صندوق النقد الدولي في وقت سابق هذا العام بأن النظام المالي الصيني يشكل خطورة على استقرار الاقتصاد العالمي.

 

- بعد أكثر من عشر سنوات، كان للأزمة المالية العالمية دور كبير في تحول دفة آسيا للاعتماد بقوة على الصين بدلا من الغرب، ولكن مع تباطؤ نمو اقتصاد بكين، هناك مخاوف من وقوع أزمة أخرى لا يعلم أحد متى ستبدأ وما مدى تأثيرها؟

 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.