أصبحت أمريكا اللاتينية تقدم فرصا هائلة للمستثمرين، ويرجع ذلك إلى الأجندة الإصلاحية التي تقدمها حكومات هذه المنطقة والإمكانات الكبيرة التي توفرها هذه الدول بما يمثل ميزة تنافسية، حسب ما ورد على موقعيّ "ورلد فاينانس" و"موني أوبزرفر".
وعلى الرغم من أن دول أمريكا اللاتينية بدأت تلفت أنظار المستثمرين الذين يبحثون عن بدائل أخرى للاستثمار بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية، إلا أن الاستثمار في هذه المنطقة يواجه العديد من التحديات بقدر ما يواجه من فرص ومزايا.
فرص الاستثمار في أمريكا اللاتينية
عودة للنمو
- يشير شيتان سيجال مدير المحافظ في شركة " تيمبلتون" للاستثمار في الأسواق الناشئة إلى أن اقتصادات أمريكا اللاتينية شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأداء على مدار العام الماضي.
- يعود ذلك إلى العديد من العوامل من بينها وجود بيئة عالمية داعمة، ارتفاع أسعار السلع، وقوة العملات الإقليمية.
- يرى توم سميث رئيس أسهم أمريكا اللاتينية لدى " Neptune" أن أمريكا اللاتينية شهدت فترة طويلة من القصور في الأداء امتدت بين 2011 وحتى 2016.
- يعود ذلك إلى التحديات العالمية والعوامل المحلية، إلا أن وضع الاستثمار منذ 2016 شهد تغيرًا كبيرًا.
- جاء ذلك بعد أن باتت الظروف العالمية داعمة إلى حد كبير، وأصبح هناك تحسن ملموس في المشهد السياسي في جميع أنحاء المنطقة.
- شهدت أمريكا اللاتينية انتعاشًا اقتصاديًا العام الماضي، حيث بلغ معدل النمو السنوي 1.9% خلال عام 2017، والذي يعد أحد أقوى معدلات النمو في السنوات الأخيرة.
- يشير ويل لاندرز المدير لدى صندوق " بلاك روك" إلى أن هناك توقعات خاصة بتحقيق معظم دول المنطقة نموًا أفضل هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
- تأتي البرازيل والأرجنتين في صدارة دول أمريكا اللاتينية التي خرجت من حالة الركود خلال عام 2017، كما شهدت دول أخرى مثل بيرو وتشيلي نموًا قويًا أيضًا.
- تتمتع البرازيل بتأثير كبير على المنطقة كلها، إذ تمثل 60% من مؤشر " MSCI" للأسواق الناشئة، وفي حين شهدت البرازيل فترة من الركود الاقتصادي بلغت ذروتها في الفترة بين 2015 و2016.
- تشهد البرازيل الآن انتعاشًا اقتصاديًا، حيث ساعدت المحاولات الناجحة لخفض التضخم البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة خلال 2017، وهي خطوة جيدة للنمو الاقتصادي.
- لا يزال لدى البنك المركزي فرصة لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد في البرازيل بنحو 3% هذا العام.
- لا يعتمد النمو الاقتصادي في البرازيل في الفترة الأخيرة على صادرات السلع الأساسية (تمثل نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي).
- يعتمد النمو الاقتصادي على عدة عوامل أخرى من بينها الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة ونمو الطبقة الوسطى.
- هذا بالإضافة إلى امتلاك البرازيل باعتبارها أكبر اقتصاد في المنطقة لسوق استهلاكية كبيرة، وتساهم كل هذه العوامل في الانتعاش الاقتصادي، مما يجعل البرازيل فرصة جذابة للمستثمرين.
دول تمثل فرصة للمستثمرين للحصول على عوائد كبيرة
- من المتوقع أن تشهد الأرجنتين نموًا أكبر من البرازيل بمعدل يبلغ 3.5%، وتمر الدولة حاليًا بعملية تطبيع السياسة النقدية التي من شأنها أن تنقل الأرجنتين إلى وضع الأسواق الناشئة خلال هذا العام.
- يشير سميث إلى أن الأرجنتين خضعت خلال عام 2016 لتغييرات كبيرة، حيث قام الرئيس ماوريسيو ماكري بتنفيذ إصلاحات هيكلية في محاولة لمعالجة الاختلالات بعد عقد من حكم كيرشنر.
- تطبق الحكومة الأرجنتينية برنامج إصلاح طموحا يساعد على خفض التضخم وأسعار الفائدة، مما يساهم في الانتعاش الاقتصادي ويحفز النمو الاقتصادي المحلي.
- تعتبر السندات ذات الفائدة الثابتة والأسهم من أفضل طرق الاستثمار في الأرجنتين، ومن المتوقع أن تتطور بشكل أكبر خلال عام 2018.
- يشعر سميث بالتفاؤل تجاه الاقتصادات الأخرى الأقل شهرة في المنطقة، إذ يتوقع تسارع النمو بدرجة كبيرة في بيرو وتشيلي.
- تعافت بيرو من الكوارث الطبيعية التي شهدتها في بداية 2017، في حين شهدت تشيلي تحسنًا في ثقة المستهلكين والشركات بعد انتخاب سبيستيان بينيرا في ديسمبر/كانون الأول.
- إلى جانب الفرص التي تتيحها التغييرات السياسية في تشيلي أمام المستثمرين.
- فمن المحتمل أن يدفع خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة لأدنى مستوى لها منذ عام 2010 المستثمرين للاستثمار في الأصول عالية المخاطر.
- كما أدت زيادة نشاط أسواق رأي المال في تشيلي إلى زيادة عدد الشركات المُدرجة في البورصة المحلية.
- من المتوقع أن تجذب الشركات المحلية ذات الأداء القوي المستثمرين، إذ يفضل المستثمرون الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم المدرجة في البورصة عن الشركات الكبيرة.
- لا يزال الاقتصاد الكولومبي يشهد تعافيًا من تراجع أسعار السلع الأساسية وتأثير ضعف الطلب من جانب البرازيل.
- تشهد الدول انخفاضًا في التضخم، مما يتيح الفرصة لتقليل أسعار الفائدة.
- من المتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة لمستوى مماثل لأواخر عام 2015، وسوف تجرى الانتخابات العامة في مايو القادم في ظل الانتعاش الاقتصادي.
- سوف تتنوع الفرص الاستثمارية في كولومبيا ما بين انتقاء الأسهم إلى صناديق الاستثمار العقاري، مما يمثل مصدر جذب لكثير من المستثمرين من خارج كولومبيا.
تحديات ومخاطر الاستثمار في أمريكا اللاتينية
- تمثل السياسة بالنسبة للمستثمرين أحد المخاطر الأساسية في أمريكا اللاتينية.
- ففي حين أدى انخفاض أسعار السلع الأساسية في المنطقة أوائل عام 2010 إلى اضطراب اقتصادي بها فإن السياسات المحلية قد فاقمت مشكلاتها.
- شهدت المنطقة صعود السياسيين المؤيدين لرجال الأعمال، حيث فاز العديد من الرؤساء الموالين للسوق ورجال الأعمال في الفترة الأخيرة.
- رغم ذلك هناك العديد من الدول في أمريكا اللاتينية تنتظر عقد انتخابات خلال هذا العام وعلى رأسها المكسيك والبرازيل.
- يؤدي ذلك إلى وجود حالة ترقب لما إذا كان هذا الاتجاه في دعم السوق سيستمر أم لا.
- على سبيل المثال، تشكل الانتخابات الرئاسية في البرازيل مصدر قلق لرجال الأعمال.
- أكثر ما يخيف رجال الأعمال في البرازيل هو عودة الرئيس لولا دا سيلفا إلى منصب الرئاسة في انتخابات أكتوبر المقبل.
- من المتوقع أن يوقف دا سيلفا الكثير من الإصلاحات التي يُجرى تنفيذها في الدولة إذا ما وصل إلى الحكم.
- وفي المكسيك هناك مخاوف متعلقة بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا".
- من هذا المنطلق، تأثرت عملة البيزو المكسيكية وسوق الأسهم في الدولة كثيرًا في أعقاب انتخاب ترامب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}