نبض أرقام
08:02 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

لماذا تقلق أسواق العملات كثيرا حيال الأزمة الأرجنتينية؟

2018/09/04 أرقام

لا تزال الأرجنتين تواجه أزمة اقتصادية على أثر الهبوط الحاد في قيمة العملة المحلية "البيزو"، الأمر الذي أدى بدوره إلى تقلبات في أسواق العملات، وطرح تقرير نشرته "فاينانشيال تايمز" عدة تساؤلات عن أسباب القلق حيال هذه الأزمة.

 

وأعلن الرئيس الأرجنتيني "موريسيو ماكري" أن حكومته ستتخذ عدة تدابير تقشفية من بينها زيادة الضرائب على صادراتها من بعض السلع، وجاء ذلك وسط عدم يقين لدى المستثمرين وشكوك بشأن قرض صندوق النقد الدولي الذي تقدر قيمته بخمسين مليار دولار.

 

كان "ماكري" قد صرح نهاية أغسطس/آب الماضي بأنه طلب من صندوق النقد الدولي الإسراع من وتيرة تسليم دفعات القرض لمواجهة أزمة هبوط البيزو ومحاولة استعادة ثقة المستثمرين والأسواق.

 

 

6 تساؤلات هامة بشأن الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين

السؤال

 

  التوضيح

أين تكمن مخاوف المستثمرين؟


- أكثر المخاوف التي تؤرق المستثمرين هي مدى قدرة الأرجنتين على الوفاء بالتزاماتها المالية في السنوات المقبلة من عدمه ومدى قدرتها أيضا على تفادي التعرض لركود اقتصادي وكبح التضخم قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

- أفاد محللو "أكسفورد" بأن الأرجنتين في حاجة لتمويل يقدر بـ77 مليار دولار لبقية عام 2018 ولعام 2019، وهو رقم يشكل تحديا أمام "بوينس آيرس" مع الأخذ في الاعتبار أن 80% من الديون السيادية المستحقة على الدولة اللاتينية مقيمة بالدولار الأمريكي.

تسبب الهبوط الحاد للبيزو أمام الدولار في الثلاثين من أغسطس/آب في زيادة أعباء الدين وخدمته على كاهل الأرجنتين، وبهذا المعدل، ربما يصل حجم الدين الحكومي إلى 90% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.

على أثر ذلك، زادت تكلفة التأمين ضد التعثر في سداد الديون بشكل حاد، وهو ما جعل المستثمرين يرون الأرجنتين ثاني أكثر الدول المعرضة لمخاطر ائتمانية شديدة حول العالم بعد فنزويلا.
 

هل رفع الفائدة إلى 60% كاف لوقف هبوط البيزو؟


- واصل البيزو الأرجنتيني هبوطه الحاد في الثلاثين من أغسطس/آب رغم قرار البنك المركزي برفع معدل الفائدة إلى 60%، ولكن تشديد السياسة النقدية من المحتمل أن يدعم البيزو.

يقلق المستثمرون من أنه رغم قيام البنك المركزي بدوره، إلا أن وقف هبوط البيزو يعتمد على تفسيرات الحكومة ومنح المزيد من التفاصيل بشأن قدرتها على خفض العجز المالي والوفاء بأهداف صندوق النقد الدولي.

أكدت الحكومة الأرجنتينية على أنها ستخفض دعم الطاقة وتقلل أجور موظفي القطاع العام من بين إجراءات أخرى، ولا تزال هناك شكوك حيال إمكانية خفض الإنفاق وتفادي أزمة سياسية.

 

ما هو شعور مواطني الأرجنتين حيال كل ذلك؟


- منذ أن بدأت أزمة هبوط البيزو أوائل مايو/أيار الماضي، كان الأرجنتينيون يترقبون الأوضاع المتأزمة بحذر، وفي ظل أزمة اقتصادية طال أمدها، يرى المواطنون أن الدولار هو أكثر شيء قيم يمكن أن يكون في حوزتهم.

هناك تشاؤم شديد إزاء الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين بين الأوساط العامة وشكوك حول قرض الإنقاذ المالي من صندوق النقد لا سيما أن ذلك يأتي بعد تاريخ طويل من المشكلات والتقلبات الاقتصادية التي تعاني منها "بوينس آيرس" والتي انتهت بانهيار اقتصادي عام 2001.

 

ما هي فرص "ماكري" في الفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة مجددا؟


- يمثل العام زمنا طويلا في عالم السياسة بالأرجنتين، وفي ظل ترقب انتخابات الرئاسة المقبلة في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، لا توجد توقعات جوهرية بشأن شخصية بعينها يمكنها الفوز حتى الرئيس الحالي "ماكري".

كانت الأنظار تتجه نحو الرئيسة السابقة "كريستينا فرنانديز دي كيرشنر" بأنها يمكنها الفوز بسهولة وهزيمة "ماكري" في الانتخابات الرئاسية، ولكن فضيحة الفساد التي تعرضت لها مؤخرا قللت حظوظها في إمكانية الترشح.

ربما تؤدي الإجراءات التي تتخذها حكومة "ماكري" في إشعال بصيص أمل لدى الأرجنتينيين وأن بإمكانهم الخروج من شبح الأزمة الاقتصادية والسيطرة على التضخم، وهو ما يعزز فرص فوز "ماكري" فضلا عن أنه لن يريد شخص الترشح لقيادة اقتصاد يعاني من ركود تضخمي.

 

قرض بـ50 مليار دولار..ماذا يريد صندوق النقد في المقابل؟


- أكدت مديرة صندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد" على أن فريقها يتعاون عن كثب مع الحكومة الأرجنتينية لمراجعة خطتها الاقتصادية عبر سياسات نقدية ومالية وجهود حثيثة لدعم التمويل الحكومي.

رغم ذلك، هناك غموض حيال ممارسات صندوق النقد ومطالبه لـ"بوينس آيرس" وسط تكهنات بأن "لاجارد" تريد زيادة أكبر في معدل الفائدة لترويض التضخم بالإضافة إلى خفض كبير في الموازنة الحكومية لاستعادة ثقة الأسواق وتقليص خدمة الديون.

صرح وزير الاقتصاد الأرجنتيني أن الحكومة تستهدف عجزا في الموازنة بنسبة 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، ولكن محللين أكدوا على ضرورة وجود جهد أكبر لتقليص العجز بشكل أسرع من المخطط.

حاول الصندوق تجميل صورته من خلال القول إنه يريد دعم الأرجنتينيين للخروج من أزمتهم ومن غير المرجح أن يطلب بشكل فوري المزيد من الإجراءات التقشفية أو خفض سريع للإنفاق.

 

هل ستظل الأزمة منحصرة في الأرجنتين؟


- رغم أن الأرجنتين وقعت تحت براثن برامج صندوق النقد الدولي في وقت سابق هذا العام، إلا أن مشكلاتها تفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب الهبوط الحاد الذي تعرضت له الليرة التركية أمام الدولار الأمر الذي أثار تذبذبات شديدة في الأسواق الناشئة خلال الشهر الماضي.

يتبادل البيزو والليرة مركز الأسوأ أداء بين عملات الأسواق العالمية هذا العام، ويأتي ذلك مع تحول الأنظار نحو تغيرات جوهرية في السياسات النقدية لا سيما من جانب الفيدرالي الأمريكي الذي يمضي قدما في رفع الفائدة، كما يسعى المركزي الأوروبي لإنهاء برنامج التيسير الكمي بنهاية 2018.

تثبت الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين المزيد من التحديات في الأسواق العالمية لا سيما بين الاقتصادات الناشئة.

 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.