يشهد "وول ستريت" واحدا من أطول الأسواق الصاعدة في تاريخ سوق الأسهم، لكن الأشهر الستة الأخيرة كانت متذبذبة بشكل كبير، حتى أن مؤشر "داو جونز" الصناعي انخفض بأكثر من 1100 نقطة ثم بنحو 1000 نقطة في جلستين منفصلتين خلال فبراير/ شباط الماضي قبل أن يتعافى سريعًا بعد ذلك، بحسب تقرير لـ "ماركت ووتش".
هذا النوع من التقلبات يمكن أن يزعج المستثمرين خاصة الأفراد منهم، ومع ذلك فإن رد الفعل إزاء الخوف من مجريات الأمور في الوقت الحالي يؤدي عادة إلى ارتكاب أخطاء غير عقلانية.
كيف يتجنب المستثمر خسارة ماله في سوق الأسهم؟
- من المستحيل تمامًا ألا يخسر المستثمرون أموالهم في وقت ما، لكن بمقدورهم تقليل الاحتمالات من خلال ممارسة أساسية يتبعها العديد من مستشاري المستثمرين الأثرياء، وهي صياغة بيان واضح لسياسة الاستثمار.
- إن صناديق المعاشات التقاعدية مطالبة بإصدار بيانات تفصيلية لسياسة الاستثمار التي تحكم كيفية توظيف ومراقبة هذه التريليونات من الدولارات التي في حوزتها، والتأكد من أن قواعدها مطابقة لأهداف مستثمريها، علمًا بأن هناك لجانا في هذه الصناديق تقضي ساعات لمراجعة تفاصيل البيانات مرة واحدة على الأقل سنويًا.
- كما يتعين على صنادق الاستثمار المشتركة وصناديق التحوط الكبيرة أن تضع مبادئ توجيهية لسياسات الاستثمار الخاصة بها، كما تفعل المكاتب التي تدير أموال العائلات الثرية، لأنها تدرك أن هذا جزءًا أساسيًا من عملية الاستثمار.
- على أي حال، إعداد بيان سياسة الاستثمار ليس مقصورًا على الأثرياء والمؤسسات الكبرى، ويجب على كل شخص لديه أموال في سوق الأوراق المالية أن يصيغ بعض القواعد الأساسية الاستثمارية لإدارة محفظته.
لماذا يجب كتابة بيان سياسة الاستثمار؟
- لو أن المستثمر يتعاون مع مستشار مالي ينوب عنه حقًا ويضع اهتماماته أولًا، فإنه بالفعل يقوم بصياغة بيان سياسة استثمارية نيابة عنه أو على الأقل سيساعده في صياغة بيانه الخاص، لكن في النهاية فإن خطة المستثمر هي التي تحدد ما يحاول تحقيقه باستخدام أمواله سواء كان ذلك لحماية استثماراته أو تنميتها أو هما معا.
- الغرض من بيان سياسة الاستثمار هو وضع المبادئ التوجيهية الشخصية قبل أن يأخذ سوق الأسهم منعطفًا عنيفًا ومفاجئًا، وإيجاد ما يمنع المستثمر من اتخاذ قرارات مالية عاطفية يمكن تؤدي إلى خسائر مالية ضخمة، كما يساعده على قياس مدى نجاح إستراتيجيته الخاصة، وعمومًا فالأهداف تدفع صاحب المال لمراجعة استثماراته ومستشاره باستمرار.
- ينبغي صياغ بيان سياسة الاستثمار الخاص بالمستثمر مع مراعاة الأفق الزمني الطويل، إلى جانب محاولة التغلب على الفزع قصير الأجل في السوق والذي يقوض الأهداف بأكملها.
- الهدف من البيان هو وضع حدود لرحلة المستثمر في السوق، وتحديد السلوك الاستثماري الذي يقبله، فمثلًا ربما يكون شغوفًا بمستقبل شيء جديد مثل العملة الرقمية "بتكوين" لكن ليس إلى الحد الذي يسمح فيه بالمخاطرة بأكثر من 1% من مدخراته فيها، وهذه الحدود يجب عليه رسمها.
مما يتكون بيان سياسة الاستثمار؟
- لصياغة بيان سياسة الاستثمار، يجب على المستثمر وضع الحدود الخاصة به من خلال كتابة ما يتطلع لفعله وما لن يسمح بالخوض فيه، فمن البديهي أن يرسم الإنسان خططه وحدود تحركه على الورق قبل اتخاذ أي قرار استثماري أو الاقتراب من أي من الخطوط الحمراء.
- من بين العناصر الأكثر شيوعًا في بيان سياسة الاستثمار، معلومات الحساب الأساسية: تشمل مواقع الأصول الخاصة بالمستثمر وكم يملك في كل حساب وطرق مساهمة هذه الحسابات في استثماراته.
- الأهداف: ويتكون هذا البند من الأهداف قصيرة وطويلة الأجل والأطر الزمنية لتحقيق كل منها.
- فئات الأصول التي يجب تجنبها والتي يمكن استخدامها: وتشمل الأسهم المحلية أو الدولية، والسندات، وصناديق التحوط، وصناديق الاستثمار المشتركة، وصناديق الاستثمار النشط وغير النشط، وغيرها.
- أهداف تخصيص الأصول: كم من إجمالي المحفظة الاستثمارية (عادة ما تكون نسبة مئوية من مدخرات صغار المستثمرين) سيتم تخصيصه لكل فئة من فئات الأصول الرئيسية مثل الأسهم والسندات والعقارات والنقدية.
- المراقبة والضوابط: عدد مرات التفرغ لمتابعة ما إذا كانت تسير الأمور على ما يرام، والمعايير التي سيستخدمها المستثمر لعقد مقارنات الأداء.
- لا يعتبر إعداد البيان الخاص بالمستثمر الصغير صعبًا كما يبدو، فالأمر يبدأ بإعداد قائمة أهداف الاستثمار، فعلى سبيل المثال، وبفرض أن هناك شخصا يبلغ من العمر 50 عامًا ولديه ابنان في سن المراهقة أو العشرينيات، ولديه بعض الأموال في حساب التقاعد وحسابات توفير أخرى، ويحاول توفير ما يكفي من المال للرسوم الدراسية لابنيه، فهو يملك أهدافًا حقيقية الآن.
- كل ما عليه أن يفعله هو البحث عن مستشار مالي لمساعدته في تطوير إرشادات الاستثمار الخاصة به بناءً على تلك الأهداف، والتي سيحتاج خطة لتلبية كل منها.
- بيان سياسة الاستثمار سيضعه على الطريق الصحيح ويجعله أكثر التزامًا بادخار المال اللازم لدعم كل هدف على حدة، مع المرونة الكافية لتعديل خطته وتغيير الإرشادات حال تغير دخله.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}