نبض أرقام
08:00 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

تحديات الاستثمار الصيني في أمريكا اللاتينية

2018/08/17 أرقام

تعد الصين أهم دولة تجارية في العالم، إذ تبلغ قيمة تجارتها الخارجية 4 تريليونات دولار، كما أنها الشريك التجاري الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة و100 دولة أخرى من بينها الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وبيرو والأوروجواي، وفقًا لتقرير نشره "المنتدى الاقتصادي العالمي".

 

وخلال العقد الذهبي لأمريكا الجنوبية في بداية الألفية الثالثة رحبت أمريكا الجنوبية بالصين كشريك أساسي في الدورة السلعية الفائقة، إلا أن الصين تجاوزت مرحلة التجارة وباتت مستثمرًا رئيسيًا في المنطقة في عدد من القطاعات الرئيسية مثل النفط والتعدين والبناء والخدمات المصرفية والمرافق العامة.

 

ورغم التقدم الاقتصادي الهائل الذي أحرزته الصين إلا أن هناك تحديات نتجت عن استثماراتها في أمريكا اللاتينية، وفيما يلي أبرز هذه التحديات.

 

 

أبرز تحديات الاستثمار الصيني في أمريكا اللاتينية

1- السرعة والعمق

 

 

- أصبحت الصين شريكًا تجاريًا ومستثمرًا رئيسيًا في المنطقة خلال 10 سنوات فحسب، وبات لها حضور قوي يتعدى مسألة التجارة، إذ بدأت الصين تستخدم " الرنمينبي" - العملة الرسمية في جمهورية الصين الشعبية- في مبادلات تجارية بقيمة 70 مليار دولار في الأرجنتين، و27 مليار دولار في البرازيل، ومؤخرًا 3 مليارات دولار تقريبًا في تشيلي.

 

- صارت الصين مصدرًا للتمويل في المنطقة منذ 2010، حيث منحت تمويلاً قدره 65 مليار دولار لفنزويلا مقابل النفط، بالإضافة إلى منح البرازيل تمويلاً بقيمة 21 مليار دولار، ومنح الأرجنتين والإكوادور تمويلاً يبلغ نحو 15 مليار دولار.

 

- وعلى الرغم من المزاعم القائلة بأن الصين تفضل الحكومات اليسارية، إلا أنها واصلت منح قروضها للأرجنتين والبرازيل بعد تغيير حكومتهما، إلا أنها تعيد النظر في القروض التي تمنحها لفنزويلا بسبب الفوضى السياسية في البلاد.

 

- فيما يتعلق برأس المال الاستثماري فقد زادت الصين وفقًا لشركة الأبحاث " Preqin" استثماراتها لأكثر من مليار دولار عام 2017 مقارنة بـ 30 مليون دولار فقط قبل عامين.

 

2- استثمارات أحادية الاتجاه

 

 

- في حين تستثمر الصين في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية إلا أن استثمارات دول أمريكا اللاتينية في الصين تقتصر على عدد محدود من الشركات مثل الشركتين البرازيلتين " Embraer" و" Vale" والشركة المكسيكية " Grupo Bimbo".

 

- تتلقى آسيا 66% من الاستثمارات الصينية، بينما تأتي أمريكا اللاتينية في المركز الثاني إذ تتلقى 12% من الاستثمارات الصينية، وتأتي أوروبا في المركز الثالث بتلقي 7% من الاستثمارات الصينية.

- وفيما يخص استثمارات الصين في أمريكا اللاتينية فقد تلقت البرازيل وحدها 55% من الاستثمارات الصينية في المنطقة، ففي عام 2013 كان هناك 60 مشروعا استثماريا في البرازيل بقيادة 44 شركة صينية على رأسها شركة "سينوبك" و " State Grid"، وذلك بقيمة إجمالية بلغت 68  مليار دولار.

 

3- القطاع العام مقابل القطاع الخاص

 

 

- بدأت الموجة الأولى من عمليات الخصخصة في أمريكا اللاتينية في تشيلي عام 1987 بخصخصة قطاع الاتصالات، ثم تبع ذلك عمليات خصخصة في قطاع الكهرباء والخدمات المصرفية والطرق السريعة.

 

- اليوم تبدأ البرازيل والمكسيك موجة ثانية من عمليات الخصخصة، وتشارك شركات صينية مملوكة للدولة في تلك العمليات، فعلى سبيل المثال أعربت الشركتان الصينيتان المملوكتان للدولة جزئيًا أو كليًا "تشاينا موبايل" و"تشاينا تيليكوم" عن رغبتهما في شراء شركة الاتصالات البرازيلية المفلسة " Oi".

 

- انتقلت الاستثمارات الصينية من الموارد إلى الخدمات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شركة المرافق الصينية المملوكة للدولة " State Grid" والتي تعد ثاني أكبر شركة في العالم من حيث المبيعات بعد "وول مارت"، وتوفر هذه الشركة الكهرباء لـ 88% من الأراضي الصينية، وهي شركة مبتكرة تقوم بتقليل الطاقة المهدرة خلال عملية التحويل، وهي تقنية هامة بالنسبة للدول كبيرة مثل الصين والبرازيل.

 

- دخلت شركة " State Grid" البرازيل عام 2010 من خلال الاستحواذ على سبع شركات من الشركة الإسبانية " ACS" مقابل 989 مليون دولار، وفي عام 2014 قادت " State Grid" كونسورتيوم " IE Belo Monte" والذي فاز بمناقصة لبناء شبكة كهربائية تبلغ مساحتها 2100 كيلو متر بتكلفة تُقدر بـ 1.5 مليار دولار.

 

- كما قامت شركة الطاقة الصينية" China Three Gorges Corp" بشراء محطة الطاقة الكهرومائية البرازيلية " Jupiá e Ilha Solteira" مقابل 3.6 مليار دولار عام 2015.

 

- نظرًا لهذا التوسع الكبير والمتواصل للصين في البرازيل وفي المنطقة بشكل عام فإن أمريكا اللاتينية باتت تحتاج الآن إلى الشراكة والتنافس مع الصين، خاصة بعد أن باتت شركاتها الخاصة التي كانت مملوكة للدولة سابقًا مملوكة لدولة أخرى حاليًا، في حين تنجح الصين على العكس في المواءمة بين القطاعين العام والخاص، فمن المهم أن تواجه أمريكا اللاتينية مثل هذه التحديات من أجل بناء علاقة جديدة

مع الصين تكون مربحة للطرفين.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.