عندما التقى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مع رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر" في البيت الأبيض، قال الإثنان إنهما سيدخلان مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، والتي ستكون حاسمة بالنسبة لصناعة الغاز الطبيعي، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز".
الطلب على الغاز الطبيعي –وهو وقود أحفوري يُحرق لكنه أنظف من الفحم والغاز- آخذ في الارتفاع حول العالم، وتعد الولايات المتحدة أحد أهم الموردين للغاز الطبيعي المسال، ومن ناحية أخرى، يريد الاتحاد الأوروبي تنويع مصادر الطاقة لديه، بيد أنه يعتمد إلى حد كبير على روسيا التي تجمعه بها علاقة متوترة.
وقال "ترامب" الشهر الماضي إن الاتحاد الأوروبي المكون من 28 دولة، سيكون عميلًا كبيرًا لقطاع الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، لكن مثل هذا التحول لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها.
أوروبا بحاجة إلى مزيد من الغاز
- استهلاك أوروبا من الغاز الطبيعي آخذ في الازدياد، وإنتاجها المحلي يواصل الانخفاض، وقد ارتفعت وارداتها بسرعة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ومن المرجح استمرار نموها في المستقبل.
- يتحول العديد من محطات الطاقة في المنطقة من حرق الفحم الذي يولد مستويات عالية من الانبعاثات الكربونية، إلى الغاز الطبيعي، وهو أفضل بكثير للبيئة رغم أنه ليس نظيفا كليًا.
- إنتاج الغاز في أوروبا آخذ في الانخفاض، وأحد الأسباب الرئيسية في ذلك هو أن الحكومة الهولندية أمرت بخفض إنتاج حقل "جرونينجن" بشكل حاد، بسبب الزلازل التي تسببت بها عمليات التنقيب به.
- بعض المصادر الأخرى قريبة من بلوغ طاقتها الإنتاجية القصوى، ويقول محللون إن خطوط الأنابيب التي تعد المصدر الرئيسي لواردات الغاز في أوروبا ربما بلغت ذروتها أيضًا من مواقع مثل شمال إفريقيا.
- الغاز الطبيعي المسال هو أحد أشكال الغاز الطبيعي الذي تبيعه الولايات المتحدة ويمكن نقله على متن السفن إلى أي مكان شرط أن يكون مزودًا بنوع خاص من الموانئ، وهو ما يتوافر في أوروبا، التي لا تستخدم سوى أقل من نصف الطاقة الاستيعابية لهذه المرافق.
شراء الغاز الأمريكي له مزاياه
- مجرد وجود إمكانية لاستيراد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة أو حتى من أي مكان آخر، يخفف من خطر تضييق روسيا للخناق على أوروبا، على سبيل المثال تستورد ألمانيا نصف غازها الطبيعي من روسيا.
- مع ذلك، فإن اعتماد أوروبا على روسيا مدفوع إلى حد كبير بعامل واحد، هو أن الغاز الروسي رخيص، ومع تسعير الغاز في القارة العجوز من خلال التداول في الأسواق المالية، غالبًا ما تكون الأسعار منخفضة للغاية بالنسبة للموردين الأمريكيين.
- إن تكلفة التسييل في الولايات المتحدة ومن ثم نقل الغاز إلى أوروبا يضاعف الأسعار على الشركات الأمريكية، لذا إذا كانت ستبيعه للعملاء في الاتحاد الأوروبي بالأسعار الحالية، فستسجل خسائر.
- على النقيض من ذلك، فإن تكلفة الغاز الروسي الذي يتم نقله عبر الأنابيب إلى ألمانيا أقل بكثير، مما يسمح للشركات الروسية بتحقيق أرباح كبيرة، وفقًا لمؤسس برنامج الغاز الطبيعي في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة "جوناثان ستيرن".
- شراء المزيد من الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة يعطي "ترامب" سببًا للتوقف عن فرض التعريفات الجمركية على واردات السيارات، فبحسب "وود ماكينزي" حاول الرئيس الأمريكي استخدام الغاز كورقة لتحقيق التوازن في المحادثات التجارية للولايات المتحدة مع أوروبا والصين.
إذن ما الذي يمنع أوروبا؟
- التكلفة هي عامل رئيسي، وقد عملت أوروبا جاهدة خلال العقدين الماضيين لإنشاء سوق لتداول الغاز الطبيعي بحرية، حيث راهنت على أن هذه أفضل طريقة لتخفيف الاعتماد على مصدر واحد.
- في حين نمت صادرات الغاز الأمريكية بسرعة، ذهبت معظم الشحنات إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث كانت الأسعار أعلى، وفروقات الأسعار تعني أن الغاز الأمريكي يكون جذابًا للمشترين الأوروبيين فقط خلال فترات البرد القارس، التي يتزامن معها ارتفاع الأسعار في القارة.
- إذا كان هناك وفرة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية مستقبلًا، فسينتهي المطاف بالكثير من هذا الغاز في أوروبا، ولكن هذا قد يعني أن الموردين الأمريكيين سيخسرون المال.
- القدرة التصديرية هي عائق آخر؛ فبعدما أصبحت الولايات المتحدة مصدرًا للغاز الطبيعي في الآونة الأخيرة مع توافر كميات كبيرة من الوقود جراء عمليات التنقيب عن النفط الصخري، لم تبن الدولة حتى الآن المزيد من موانئ التصدير اللازمة لبيع غازها.
- مع ذلك، فمن المتوقع أن تضيف الولايات المتحدة المزيد إلى قدرتها التصديرية خلال السنوات القليلة المقبلة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}