نبض أرقام
08:52 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

من هنا تنطلق الثورة الصناعية الرابعة

2018/07/31 أرقام

لم يمض وقت طويل على الأسطورة التي اعتبرت حمل حاسوب متطور وكاميرا وجوال في جهاز واحد يناسب جيب المرء من مفاهيم الخيال العلمي، وأصبحت الهواتف الذكية حقيقة منتشرة في كل مكان الآن ويزداد الابتكار والإبداع فيها يومًا تلو الآخر.

 

ولم يتخيل أحد قط أن الجوال الذي اعتبر وسيلة ثورية للتواصل سيصبح علاوة على ذلك قادرًا على تشخيص معظم المشكلات الطبية لمستخدمه اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي وبمساعدة الحوسبة السحابية، ما يضمن لحامله رحلة افتراضية إلى الطبيب، بحسب تقرير لـ"فوربس".

 

ويمكن للتطبيقات أن تصدر تشخيصًا ووصفات علاجية، ويمكن للصيدليات المحلية طباعة هذه العلاجات باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، كل هذا لم يعد خيالًا بعيد المنال إنه جزء من المستقبل غير البعيد والذي سيشهد انطلاق الثورة الصناعية الرابعة، وهي فترة التغير والتقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا.

 

 

لكن بالنسبة للكثيرين فإن مفهوم الآلات الذكية هو مصدر للخوف والشر والدمار على غرار برنامج "سكاي نت" في سلسلة أفلام "ذا ترميناتور" ، فهل ستسيطر الأجهزة الذكية على أعمال ومجتمعات البشر؟ في الوقع تعتقد اليابان والمنتدى الاقتصادي العالمي اعتقادًا راسخًا أن هذا لن يحدث على أي حال من الأحوال.

 

ويبدي هؤلاء التزامًا قويًا بقيام ثورة يمكنها إفراز مجتمع يتسم بالرعاية والتكنولوجيا الفائقة ويركز على الإنسان، حيث يعيش البشر حياة صحية ومنتجة مع قدر أقل من الخوف إزاء الاضطرابات الناجمة عن التكنولوجيا.

 

الإعداد للانطلاق

 

- يشهد العالم الآن مرحلة مبكرة من الثورة الصناعية الرابعة، حيث يتم دمج الأنظمة الرقمية والفيزيائية والبيولوجية، وهو ما يعتقد أن من شأنه التأثير إيجابًا على مستوى معيشة البشر، ويأتي ذلك بعد ثورة أولى بدعم من اكتشاف المحرك البخاري، ثم الثانية والثالثة المدعومتان بالإنتاج الكهربائي الضخم وطفرة الحواسيب وتكنولوجيا الاتصالات.

 

 

- المحركات الرئيسية للثورة الصناعية الرابعة الآن هي الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، وهي تقنيات قوية غالبًا ما تكون موضع جدل وخوف، لكن على أي حال من الواضح أنه أصبح ضروريًا تحرك البشر بشكل استباقي لتشكيل الثورة حتى تؤدي إلى المجتمع الذي يرغبون في العيش فيه.

 

- في حين تعمل العديد من الدول على معالجة المخاوف والتحديات، ستلعب اليابان (الحكومة والشركات الخاصة) دورًا رائدًا في الابتكار العالمي بالتعاون مع "WEF Center for the Fourth Industrial" وهو مركز جديد تابع للمنتدى الاقتصادي العالمي يستهدف تعزيز الاستفادة من فرص الثورة الصناعية الرابعة.

 

- يقول "كلاوس شواب" مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي والرئيس العالمي له: العالم يتحدث عما يجري في وادي السيليكون وشنتشن، لكن يجهل أن اليابان أنشأت مجتمعًا ناشطًا ناجحًا للغاية، وبالطبع فقد أظهرت الشركات الكبيرة قدراتها الابتكارية القوية.

 

- الإعلان عن المركز المعروف اختصارًا بـ"سي 4 آي آر جابان" جاء خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس خلال يناير/ كانون الثاني، ويأتي بعد الإعلان في مارس/ آذار 2017 عن افتتاح مركز مماثل في سان فرانسيسكو، إذ يهدف المنتدى إلى بناء شبكة من المراكز والشركات التابعة في جميع أنحاء العالم للتصدي لتحديات الثورة الصناعية الرابعة مباشرة.

 

 

تميز ياباني

 

- يعتقد "شواب" أن طوكيو يمكنها لعب دور فريد في هذا التحول لعدة أسباب، على سبيل المثال، تعني التحديات التي يفرضها ارتفاع عمر السكان أن اليابان مقبلة على تغير ديموغرافي سيؤثر في العديد من البلدان المتقدمة.

 

- كما أن الرؤية طويلة الأجل لرئيس الوزراء "شينزو آبي" وحكومته، والعلاقات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص في البلاد، بجانب انخفاض معدل البطالة، تجعل اليابان في مكانة جيدة لتنفيذ التغييرات الاجتماعية بعيدة المدى للثورة الصناعية الرابعة.

 

- يقول عضو مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي "مورات سونميز" والذي يشرف على توسع "سي 4 آي آر" خارج الولايات المتحدة: لقد أنشأنا المركز (الذي اعتبره مركز أفعال لا أبحاث) لتسريع التأثير الإيجابي لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على المواطنين والمجتمع باستخدام التفكير التصميمي المرتكز على الإنسان، نحن نتخيل المستقبل، وننظر في الماضي، وفي أنواع البروتوكولات اللازمة.

 

 

- من بين المساهمات العديدة الهامة التي يتوقعها المنتدى الاقتصادي العالمي من اليابان، هي تطوير تكنولوجيا القيادة المستقلة والطب الدقيق، ورغم أن البلاد تشتهر بتقدمها الكبير في مجال المركبات ذاتية القيادة فإن براعتها في الطب الدقيق تحظى بشهرة أقل.

 

- أصبح الطب الدقيق معروفًا على نطاق واسع عندما تحدث الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" عن مبادرته في هذا المجال خلال خطابه السنوي لعام 2015، ووصفت المبادرة الطب الدقيق بأنه نهج ناشئ لعلاج الأمراض والوقاية منها، يأخذ في الاعتبار التغير الفردي في الجينات والبيئة وأسلوب الحياة لكل شخص.

 

- تعمل اليابان بنشاط على تطوير الطب الدقيق كما هو الحال في مشاريع مثل استخدام البيانات الضخمة من قبل المركز الوطني للسرطان لإيجاد مؤشرات حيوية جديدة للتطبيقات السريرية والجهود التي تبذلها منظمة تطوير التكنولوجيا الصناعية للوصول إلى المؤشرات الحيوية للسكتة الدماغية والفشل الكلوي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.