في رحلة تجول خلال فصول مدرسة "تيبه خارا" في ضواحي لاهور- ثاني أكبر مدينة في باكستان- الاكتظاظ والهرج هما السائدان في فصول المراحل الدراسية الأولى، بينما يسود الصمت والهدوء، بل وانعدام التلاميذ في المراحل الأكبر عمرًا، وفقا لما وصفه تقرير نشرته "الإيكونوميست".
وهذا النمط من الحضور المدرسي - الذي يتناقص باطراد مع التقدم في السن- ليس فريداً بالنسبة لباكستان، حيث انخفضت النسبة العالمية من الأطفال الذين لا يلتحقون بالمدارس الابتدائية من 28٪ في عام 1970 إلى 9٪ في عام 2016.
التزام العالم تجاه تسرب الأطفال من المدارس
- في حين يلتحق 96% من الأطفال المقيمين في الدول الغنية بالمدرسة الثانوية، لا يصل سوى 35% فقط من أطفال الدول الفقيرة إلى هذه المرحلة التعليمية.
- تتواجد أعلى معدلات للتسرب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وخاصة الفتيات من الأسر الريفية الفقيرة.
- ويلتزم العالم بذهاب كل طفل إلى المدرسة حتى سن السادسة عشرة، وفي عام 2015 تعهد أعضاء الأمم المتحدة بأنه بحلول عام 2030 : "ستكمل جميع الفتيات والفتيان التعليم الابتدائي والثانوي المجاني والمنصف والجيد".
- في عام 2016، أوصت لجنة من المشاهير بزيادة الإنفاق السنوي على التعليم في البلدان النامية من 1.2 تريليون دولار في عام 2016 إلى 3 تريليونات دولار في عام 2030، حتى يستكمل الأطفال دراستهم.
هل يجدي التعليم مع الفقر؟
- ربما بطبيعة الحال، يفترض التربويون أن ملايين الأطفال الذين يذهبون للمدارس يكدسون أدمغتهم بالمعرفة دون جدوى، لكن الأدلة من المدارس في البلدان الفقيرة تشير إلى خلاف ذلك.
- يتعلم الكثير من الأطفال القليل في فصولهم الدراسية، و"إذا كنت ترغب في العثور على طفل غير متعلم في عالم اليوم، فيمكنك العثور عليه في المدرسة" هذا ما قاله الاقتصادي في جامعة "هارفارد" "لانت بريتشيت".
- وفقا لدراسة استقصائية لثلاثة بلدان في شرق أفريقيا (كينيا وتنزانيا وأوغندا) نُشرت عام 2014، لم يتمكن ثلاثة أرباع التلاميذ في السنة الثالثة الابتدائية من قراءة جمل بسيطة.
- في المناطق الريفية في الهند، لم يتمكن أغلب التلاميذ من طرح 17 من 46 ، أو إجراء عمليات حسابية مشابهة، وأقل من 50٪ من النساء اللواتي تركن المدرسة بعد سن الحادية عشرة يمكنهن قراءة جملة واحدة.
- وتقدر اليونسكو، أن ستة من أصل عشرة أطفال في جميع أنحاء العالم (مجموعه أكثر من 600 مليون طفل) لا يلبون الحد الأدنى من معايير الكفاءة في القراءة والرياضيات وهم في المدرسة.
تغيب المدرسين
- وفقاً لبيانات البنك الدولي، تتراوح معدلات تغيب المدرسين في الدول النامية بين 11٪ و 30٪. (وفي أوغندا، النسبة 60٪). والمدرسون الذين يوجدون في كثير من الأحيان لا يستطيعون التدريس.
- في جنوب إفريقيا على سبيل المثال حوالي 80٪ من مدرسي الرياضيات في المرحلة الابتدائية لديهم معرفة أقل من المتوقع لتعليم تلميذ في الصف السادس.
- فالفقر يجعل تعليم الأطفال أصعب بكثير ولا يستطيع المعلمون الذين ليس لديهم كتب أو معدات أو كهرباء التركيز على تدريس الحساب واللغة.
حتى عندما لا يتعلم الأطفال الكثير في المدرسة.. فإنهم لا يزالون أفضل حالاً
- بعض الفوائد اقتصادية هي ربط الالتحاق بالمدرسة لفترة أطول بالكسب أكثر، ويرجع ذلك إلى أن أولئك الذين حصلوا على تعليم إضافي هم أكثر احتمالية للحصول على وظائف غير زراعية والانتقال إلى المدن.
- يشير هذا إلى أن الشباب يتعلمون في الواقع شيئًا مفيدًا في المدرسة، فعلى سبيل المثال قد يفضل صاحب المتجر الذي يرغب في توظيف العمال لديه الذين مكثوا في المدرسة لمدة خمس سنوات على الأقل.
- سوف يرسل الآباء أطفالهم إلى المدرسة إذا شعروا أن ذلك سيعطيهم فرصة أفضل في الحياة وسوف يحتفظون بهم في المنزل إذا اعتقدوا أن أطفالهم يمكنهم كسب المزيد من المال للأسرة التي تعمل في الحقول.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}