تُرى من يشارك في التداولات خلال فترات الهبوط الحادة، كتلك التي شهدت انخفاض قيم بعض العملات بأسرع وتيرة لها خلال 20 عامًا على سبيل المثال؟ هذا ما تحاول مجموعة من البيانات الجديدة المستندة إلى ملايين من سجلات معاملات سوق الصرف تسليط الضوء عليه، وفي قول آخر كما جاء في تقرير لـ"وول ستريت جورنال"، تحديد ما يحدث خلال اللحظات الأكثر قسوة في السوق.
حلل الباحثون لدى "جيه بي مورجان إنستيتيوت" وهو ذراع الاستشارات والأبحاث العالمي التابع للمصرف الاستثماري، 395 مليون معاملة تمت معالجتها من قبل قسم الأسواق في البنك، لتحديد ما يحدث بالضبط أثناء هبوط الأسواق.
ونظرت دراسة "جيه بي مورجان" في ثلاثة أحداث رئيسية، كان من المقرر حدوث اثنين منها فيما لم يكن المستثمرون مستعدين بشكل كامل للمناسبة الثالثة، وهذه الأحداث هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية واستفتاء "بريكست" عام 2016، وقرار البنك الوطني السويسري المفاجئ بإلغاء ربط الفرنك باليورو عام 2015.
أفرزت جميع المناسبات الثلاث ردود فعل عنيفة في أسواق العملات، وكانت التحركات في البيزو المكسيكي والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري هي الأكبر منذ عقود، وأشارت نتائج البحث إلى أن صناديق التحوط كانت ذات أهمية خاصة في الوصول إلى أسعار أكثر استقرارًا للعملات في أعقاب تحركات السوق الضخمة.
وقال "كاناف بهاغات" مدير أبحاث الأسواق المالية في "جيه بي مورجان إنستيتيوت": هناك رواية شائعة هي أن أثر مستثمري المدى الطويل يحدث استقرارًا أثناء مثل هذه المواقف، لكن الحقيقة أننا لم نر ذلك.
على عكس حوادث الانهيار الخاطف في الأسواق، والتي عادة ما يتم إلقاء اللوم فيها على ضعف السيولة أو التداول الآلي، فإن الأحداث الثلاثة موضع البحث لم تكن شاذة لكنها عكست تغيرات مفاجئة في توقعات العملات المعنية.
وأشارت النتائج إلى أنه خلال استفتاء "بريكست" وانتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز بها "دونالد ترامب"، كانت صناديق التحوط فقط هي الجهات المستمرة في المساعدة على توفير سعر مستقر جديد للعملات ذات الصلة من خلال عمليات الشراء والبيع، بدلًا من مجاراة نفس الاتجاه في السوق، فيما فضل مستثمرون آخرون، مثل مديري الأصول، البقاء على الهامش انتظارًا للعودة إلى السوق بعد انتهاء التقلبات.
بعد الانتخابات الأمريكية، وبحلول الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم التالي لعملية الاقتراع، كانت صناديق التحوط في لندن قد أجرت ما قيمته أكثر من 900 مليون دولار من المعاملات المتعلقة بالبيزو المكسيكي، أي ما يزيد بنحو الثلث عن مديري الأصول والبنوك والشركات وصناديق المعاشات التقاعدية وعملاء التأمين معًا.
وشاركت صناديق التحوط في بادئ الأمر أكثر من خلال بيع البيزو المكسيكي، قبل أن تتحول إلى مشترٍ صافٍ في وقت لاحق من اليوم، وقالت الرئيسة التنفيذية لـ"جيه بي مورجان إنستيتيوت" "ديانا فاريل": لم تجر المؤسسات الاستثمارية تداولات حقيقية، لكن صناديق التحوط قامت بذلك بطريقة مجدية حقًا.
مالت أحجام التداول من قبل مديري الأصول إلى بلوغ مستويات الذروة خلال ساعات التداول في الولايات المتحدة، أي من 10 إلى 20 ساعة بعد الاستفتاء على "بريكست" والإدلاء بالأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وخلص الباحثون إلى أن سياسات الشركات التي تحد من نشاط التداول إلى ساعات العمل العادية قد تكون سببًا في الحد من السيولة أثناء الأحداث التي تحرك الأسواق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}